مسجى على طاولة باردة، خرجت للتو من ثلاجة الموتى، شاب فتي بالأمس، مقتول اليوم بأعقاب البنادق.
هذا ما يحدث، بأعقاب البنادق يموت شاب في التاسعة عشر، هجم عليه جنود الاحتلال على حاجز ترمسعيا بينما كان في سيارته الخاصة مع صديقه.
وقعت الجريمة (الإسرائيلية) فجر اليوم الأحد، حينما تعطلت سيارة عامر وصديقه وقت كانا في طريقهما لطلب المساعدة في نقل السيارة وإصلاحها، وحينما توقفا بالقرب من مستشفى ترمسعيا جرى الاعتداء عليهما.
وبيّن صخر صديق عامر في مقطع فيديو قائلا:" حينما كنا نصلح السيارة فوجئنا بجنود الاحتلال يحيطون بنا، وحاولنا الهرب، وتعثر عامر في هربه، فهاجمه الجنود ضربا بأعقاب البنادق، وكان عامر يصرخ وهم يمسكونه من رقبته ويضغطون عليها، ويحاولون جره وهزه بعنف، وما هي إلا دقائق حتى اختفى صوت صرخاته".
من جانبه، قال عبد الجبار نجار، عم صخر: " كل ما كان يفعله عامر هو نقل سيارة خربانة من منطقة إلى منطقة، برفقة صديقه الذي نجح بالهروب من جنود الاحتلال، ولم يكن في سيارتهم أي سلاح، ولم يحاولا فعل أي شيء قد يكون سببا لاعتداء عليه بهذه الطريقة "
عامر الشاب البسيط رحل رحيلا صامتا وترك وراءه عائلة مكونه من ثماني أخوات وأخ معاق، هو معليهم جميعا، حيث يعمل في جمع مخلفات وعلب الحديد والمشروبات لبيعها.
وكان عامر قد نُقل إلى مجمع فلسطين الطبي في رام الله، حيث حاول الأطباء إنعاش قلبه، لكنه فارق الحياة متأثرًا بجروحه، وفق ما أفاد به مدير المجمع أحمد البيتاوي، مؤكدًا أنه وصل بحدود الساعة الثالثة فجرًا وكانت علامات عنف بادية على رقبته من الخلف.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن المعاينة الأولية من قبل الأطباء في مجمع فلسطين الطبي أظهرت تعرض الشهيد عامر عبد الرحيم صنوبر 18 عاماً من يتما جنوب نابلس لضرب مبرح على رقبته.
وأضاف مدير مجمع فلسطين الطبي د. أحمد البيتاوي في بيان أن جثمان الشهيد وصل المجمع الساعة الثالثة فجراً، وكانت علامات عنف وضرب بادية على رقبته من الخلف.