يطمح ليونيل ميسي في نهاية مسيرته لختام براق، ولن يكون ذلك في ظل الظروف الحالية لبرشلونة, التي فجرتها مباراة "الكلاسيكو" أمام ريال مدريد (1-3).
وجه عابس وملامح مقطبة، مصافحات في نهاية المباراة وخروج بطيء مع نظرات للأرض، أصبح منظرا معتادا للأسطورة ميسي في نهايات المباريات الكبرى مع برشلونة، والآن جاء الدور على الكلاسيكو الأول في موسم 2020-2021، الذي أعاد به ريال مدريد الاستحواذ التاريخي والتفوق على برشلونة بـ97 "كلاسيكو" مقابل 96 لـ"البلوغرانا".
حينما أراد ميسي الرحيل عن برشلونة في "الميركاتو" الصيفي وحدثت أزمة "الفاكس" الشهيرة، كان يمنّي النفس بألا يكرر هذا المشهد مجددا في نهايات المباريات، وألا ينصرف تركيزه إلى خارج الملعب دائما مع إدارة تعبث دائما بتاريخه وتضعه دوما محل التساؤلات!.
ليونيل ميسي في 90 دقيقة لم يقصّر على أرضية الميدان، لكن بدا واضحا التخبط الفني لدى رونالد كومان، المدرب الذي أخذ كل الصلاحيات التي قيل إن ميسي ورفاقه من (القطط السمان) على حد تعبير وسائل الإعلام كانوا يحرمون أي مدرب منها.
رحل إيفان راكيتيتش وأرتورو فيدال والأهم لويس سواريز، ثم وجّه كومان رسائل مغلفة في طابعها بجملة (لن تحظى بنفس القوة في غرفة الملابس يا ليو).. رسائل لا ينبغي توجيهها في ولاية أولى ولا لأسطورة بحجم ميسي، ولكنه امتثل!.. وتحت ضغط 700 مليون يورو يتعين عليه دفعها للرحيل، آثر البقاء موسما آخر بين صفوف "البلوغرانا", يبدو أنه الأخير.
ولكن لم يتغير أي شيء.. نفس الأزمات مع الإدارة وداخل أرضية الميدان، بل إن المسار أكثر حدة وتصاعدية!.
العراك بين كبار الفريق وقادته من ناحية، وإدارة جوسيب ماريا بارتوميو من ناحية بدأ باكرا جدا مع أزمة تخفيض الرواتب ورجوع وسائل الإعلام مدفوعة الأجر في تناول اللاعبين الكبار فيما يعرف باسم فضيحة (بارسا جايت)، والتوترات على مستوى الإدارة في ظل أزمة حجب الثقة عن مجلس إدارة بارتوميو تتفاقم وتتسارع، والأهم أن الفريق فنيا يقدم مطلع موسم سيئا للغاية ولا يبدو كومان واثقا من قدرته على تكوين فريق قوي, وهذا ما بدا في الاحتكاك الكبير أمام ريال مدريد, الذي كان في أسوأ حالاته, وسيّر المباراة أفضل من برشلونة ونجح في التعافي على حساب آلام "البلوغرانا".
بعد كل هذا.. لماذا لا يرحل ليونيل ميسي حقا؟ هل يستطيع أن يلومه أحد على هذا ونحن ندخل الموسم السابع تقريبا في خضم أزمات كتلك منذ تحقيق آخر ثلاثية لـ"البلوغرانا" موسم 2014-2015؟.
حينما قال ميسي بعدما أعلن البقاء: (لقد مر وقت طويل على وجود مشروع ما هنا) كان يعني جوسيب غوارديولا بكل تأكيد وفترته التاريخية، "البرغوث" يطمح لختام برّاق لمسيرته ولن يكون هذا في ظل نادٍ كبرشلونة الحالي مع رئيس مثل بارتوميو ومدرب مثل كومان، لابد أن يتغير أي شيء!.