يواصل الأسير ماهر الأخرس (49 عاما)، إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم 94 على التوالي احتجاجا على اعتقاله الإداري، وسط تدهور خطير على حالته الصحية.
قال المستشار الاعلامي لهيئة شؤون الأسرى والمحررين حسن عبد ربه أن العليا الاسرائيلية ستعقد جلسة اليوم للنظر في طلب محاميي الأسير الأخرس لنقله الى مستشفى المقاصد في القدس أو مستشفى جامعة النجاح الوطنية في نابلس.
وحول الوضع الصحي للأسير الأخرس، قال عبد ربه: إن الوضع الصحي للأسير الأخرس خطير للغاية، وأن استمراره بالإضراب لـ 94 يوما الى الآن سيترك آثارا على اعضائه الحيوية طوال حياته.
وأضاف: يعاني الأسير من اعياء واجهاد شديدين، وبدأ يشعر بألم في قلبه، إضافة لآلام جسدية، وتأثرت لديه حاستا الشم والذوق، وقد يتعرض لانتكاسة مفاجئة في أحد أعضائه الحيوية، نظرًا لنقص نسبة الأملاح والسوائل لديه، ولا يزال يرفض الحصول على المحاليل والمدعمات.
وتعرض الأسير الأخرس، الجمعة الماضي، بحسب عبد ربه، لفقدان الوعي لـ 3 ساعات، بعد أن اقتحم السجانون غرفته في مستشفى "كابلان" الاسرائيلي، ونقلوه لغرفة أخرى، مؤكدًا أن الاحتلال يصر على عدم اخراجه من المستشفى حتى الساعة، والابقاء عليه محتجزًا وعدم نقله لمشافي الضفة الغربية، بناء على قرار عسكري.
وقال: إن هناك جهودا مستمرة على الصعيد القانوني والسياسي، وهناك تواصل مع برلمانات العالم، إضافة للضغط الجماهيري؛ بهدف إنقاذ حياته.
كما تستمر الفعاليات المساندة للأسير الأخرس، حيث شارك العشرات من المتظاهرين في الوقفة الاحتجاجية التي دعت لها لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا، مساء أمس الثلاثاء، وشهدت مشاركة العشرات من الناشطين السياسيين أمام مستشفى "كابلان" داخل أراضي عام 48، في وقفة إسناد للأسير ماهر الأخرس، المضرب عن الطعام منذ 93 يوما.
كما طالب المشاركون في الوقفة الإسنادية الأسبوعية أمام الصليب الأحمر بالضغط على حكومة الاحتلال، من أجل الإفراج عن الأسيرين ماهر الأخرس ومحمد الزغير، وإنهاء قضية الاعتقال الإداري التعسفي.
وحمل المشاركون إدارة سجون الاحتلال، المسؤولية الكاملة عن حياة الأخرس ورفاقه المضربين عن الطعام، وعن حياة الأسير المريض كمال أبو وعر.
وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر، أن إدارة سجون الاحتلال تستخدم الحرب النفسية ضد الأسير الأخرس، وأن اسمه واضرابه ذكرا خلال تقديم فلسطين تقريرها أول أمس لمجلس الأمن، وطالب مندوب فلسطين مجلس الأمن بالتدخل للإفراج عن الأخرس.
وأضاف: الأخرس يعبر عن إرادة 350 أسيرا إداريا معتقلا وعن ارادة شعبنا الفلسطيني، التي لا يمكن أن تنهزم، مضيفا أن الأخرس سينتصر في معركته مع السجان، وهناك ثلاثة أسرى يخوضون إضرابا عن الطعام إلى جانب الأخرس وهم: محمد الزغير، ومحمود السعدي، وباسل يعقوب.
واعتقل الأخرس بتاريخ 27 تموز 2020، وجرى نقله بعد اعتقاله إلى معتقل "حوارة" وفيه شرع بإضرابه المفتوح عن الطعام، ونقل لاحقا إلى سجن "عوفر"، ثم جرى تحويله إلى الاعتقال الإداري لمدة أربعة أشهر وثبتت المحكمة أمر الاعتقال لاحقا.
واستمر احتجازه في سجن "عوفر" إلى أن تدهور وضعه الصحي مع مرور الوقت، ونقلته إدارة سجون الاحتلال إلى سجن "عيادة الرملة"، وبقي فيها حتى بداية شهر أيلول المنصرم إلى أن نُقل إلى مستشفى "كابلان" الإسرائيلي حيث يحتجز حتى تاريخ اليوم، بوضع صحي صعب وخطير، ويرفض أخذ المدعمات وإجراء الفحوص الطبية.
في الـ23 أيلول/ سبتمبر 2020، أصدرت المحكمة العليا للاحتلال قرارا يقضي بتجميد اعتقاله الإداري، وعليه اعتبر الأسير الأخرس والمؤسسات الحقوقية أن أمر التجميد ما هو إلا خدعة ومحاولة للالتفاف على الإضراب ولا يعني إنهاء اعتقاله الإداري.
وفي الأول من تشرين الأول/ أكتوبر 2020، وبعد أن تقدمت محاميته بطلب جديد بالإفراج عنه، رفضت المحكمة القرار وأبقت على قرار تجميد اعتقاله الإداري.
يذكر أن الأسير الأخرس متزوج وأب لستة أبناء أصغرهم طفلة تبلغ من العمر ستة أعوام، وتعرض للاعتقال من قبل قوات الاحتلال لأول مرة عام 1989 واستمر اعتقاله في حينه لمدة سبعة أشهر، والمرة الثانية عام 2004 لمدة عامين، ثم أعيد اعتقاله عام 2009، وبقي معتقلا إداريا لمدة 16 شهرا، ومجددا اعتقل عام 2018 واستمر اعتقاله لمدة 11 شهرا.
وإلى جانب الأسير الأخرس شرع ثلاثة أسرى في زنازين سجن "النقب الصحراوي" بإضراب عن الطعام، رفضاً لاعتقالهم الإداري، وهم: محمد الزغير من الخليل مضرب منذ 9 أيام، ومحمود السعدي من جنين منذ 10 أيام، وباسل الريماوي من رام الله منذ 8 أيام.