قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: فرنسا تهين نفسها

أحمد أبو العمرين كاتب وباحث
أحمد أبو العمرين كاتب وباحث

بقلم: ✍️ م. أحمد أبو العمرين كاتب وباحث

انخطئ عندما نناقش قضية قتل الشاب لذلك المعلم المجرم الذي نشر الصور المسيئة للنبي محمد صلى الله عيه وسلم ،

لأن النقاش يجب أن ينصب لماذا تجرد هذا المعلم من إنسانيته وهو يهين الطلاب بنشر ما يؤذيهم وينتهك مقدساتهم ؟؟

هذا هو أصل المشكلة وجوهرها ، هذه هي القضية وأساسها.

أليس من أبسط مبادئ المدنية والتحضر احترام مشاعر الآخرين وعدم جرحهم ؟؟

إن التركيز على فعل القتل وحده هو محاولة تضليلية للتغطية على الجُرم الأكبر في إهانة المقدسات والتعدّي على خصوصيات الشعوب ، بل ويُراد تصوير هذه الهمجية بأنها حرية تعبير ممدوحة ّ!!!

 

ثم ما الذي تريده منا فرنسا ؟؟

أن نكون مثلاً بلا إحساس ولا شعور ؟؟!!!

أن تكون متبلّدين لا نتحرك ولا نغضب عند التعدّي على مقدساتنا ؟؟!!!

إن هذا قتل لإنسانية الإنسان وهدر لكرامته

إنها صورة لتخلف يُراد أن يُقدّم في ثوب المدنية والتحضر والحرية وهي قمة الوضاعة والتأخر وأبعد ما تكون عن الإنسانية.

 

حتى لآن لم نناقش القضة من بُعد ديني،

وإنما بالبُعد الإنساني الذي تتشدق فرنسا تمسكها به وهي أسوء من ينتهكه ويشوّهه.

 

إن فرنسا بهذا الموقف المتهور واللاعقلاني لا تسيء لديننا ولا لنبينا الكريم العظيم صلى الله عليه وسلم بهذا العبث الذي تروّجه وتدافع عنه ، وإنما تهين ذاتها وحضارتها وتاريخها ، وتكشف زيف شعاراتها وحقيقة الكراهية التي تطفح من حضارتها المتكلّسة.

 

وإن تحذير فرنسا لرعاياه في الدول من هجمات محتملة ما هو هروب للأمام واصطياد في الماء العكر !!

فالذي يجب أن نحذره هم المسلمون في فرنسا من تعرضهم للتنمر والسخرية والاستهزاء بمقدساتهم ،

المستهدف هم المسلمون وليس الفرنسيون.

فرنسا تمارس أقذر نوع من إهانة الشعوب وانتهاك القيم الإنسانية وتظهر نفسها كمتحضرة ومدنيّة وضحية !!

 

أما رسولنا العظيم الكريم .. فهو أرفع قدراً وأشرف مقاماً من أن ندافع عنه ونحن المقصرون ، ويكفيه شرفاً دفاع المولى عنه في كلامٍ أزليّ لا يبلى ولا يفنى:

 

( وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ)

(وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)

(إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ)

البث المباشر