ساعات تفصلنا عن الانتخابات الامريكية الأكثر جدلاً منذ عقود، والتي ترنو إليها عيون الكثير من دول منطقة الشرق الأوسط والعالم.
استمرار دونالد ترامب لجولة رئاسية ثانية سيدفعه لتعزيز سياسته "المجنونة" حول العالم، بينما صعود الديمقراطي جو بايدن قد يغير الكثير من المشهد وهو ما يطمح إليه البعض مثل الفلسطينيين.
تلك السياسة يخشاها الجانب الاخر في دولة الاحتلال خاصة رئيس حكومتها بنيامين نتانياهو الذي حصل في عهد ترامب على هدايا سياسية لم يحلم بها غيره من قادة الاحتلال.
مخاوف الاحتلال من خسارة ما منحه ترامب له خاصة فيما يتعلق بصفقة القرن وفرض السيطرة على أراضي الضفة الغربية دفع قادة المستوطنين، لتدشين حملة ضغط على نتنياهو.
ونقلت هيئة البث الرسمية (كان 11)، بأن قادة المستوطنين يعتقدون بأن "نافذة الفرص" أمامهم تضيق مع الوقت، وأن على نتنياهو تمرير قانونا لشرعنة ضم جزء من المستوطنات حتى 21 كانون الثاني/ يناير المقبل، وهو يوم تنصيب الرئيس الجديد بالولايات المتحدة، حيث إن المستوطنات التي يضغطون لشرعنتها هي بؤر استيطانية في قلب الضفة الغربية، وخارج المستوطنات الكبرى.
ورغم أن نتنياهو قال في وقت سابق، إن الضم "تأجل" ولم يتوقف، إلا أن قادة المستوطنين يعتقدون أن وجود بايدن في البيت الأبيض لن يطلق يد نتنياهو مثلما فعل ترامب خلال السنوات الماضية.
وقلق قادة المستوطنين نابع من تصريحات المرشح الديمقراطي بايدن التي قال فيها سابقاً أن "على (إسرائيل) وقف البناء في المستوطنات، ووقف الحديث عن الضم، والسماح بحل الدولتين، ونتنياهو ومواطنو (إسرائيل) يعرفون ما هو موقفي"، وتابع "أوضحت أنني، كرئيس، سأعارض الضم، وسأعيد المساعدات للفلسطينيين، وفقاً للقانون الأمريكي، وسأفتح من جديد قنصلية شرقي القدس".
وتشير المعطيات إلى أن نتنياهو قد يلجأ لاستباق الزمن وتمرير قانون ضم المستوطنات قبل موعد تنصيب الرئيس الجديد في حال نجح بايدن في إخراج ترامب من البيت الأبيض.
وكان نتانياهو قد أعلن تأجيل خطوة ضم الضفة وليس إلغاءها وذلك بناء على طلب من الإدارة الامريكية، لكن في حال صعود بايدن فإن الامر سيكون مختلفا.
وقد اعتبر نتنياهو فترة رئاسة ترامب "فرصة كبيرة لن تعود بالنسبة لـ(إسرائيل), وذلك بالتزامن مع إطلاق "صفقة القرن".
ورغم مخاوف نتانياهو والمستوطنين من بايدن إلا أن الاحتلال لن يستسلم بسهولة للإدارة الجديدة فقد عمد سابقاً إلى تحدي إدارة الرئيس السابق باراك أوباما ما ساهم في بقاء التوتر مسيطرا على العلاقات معها.
كما سيستكمل نتانياهو السيطرة وفرض الامر الواقع بالقوة على الأراضي الفلسطينية لاستكمال مشروع السيطرة والقضاء على فرص إقامة الدولة الفلسطينية.
وفيما يتعلق بالعودة للمفاوضات فإن الواقع يقول إن الاحتلال ليس لديه ما يتفاوض عليه بعدما حصل بالقوة على ما يريد، لكن نتانياهو لن يسمح بخسارة بايدن وبالتالي قد يتماشى مع المرحلة القادمة حال كان المرشح الديمقراطي هو الرئيس القادم.
في المقابل فإن نتانياهو الذي يعاني من أزمات داخلية كبيرة على صعيد مواجهة كورونا والاحتجاجات الشعبية ضده إلى جانب ملفات الفساد التي تلاحقه، قد تدفعه إلى الذهاب باتجاه تنفيذ الضم في محاولة لرفع أسهمه وكسب أصوات اليمين المتطرف خاصة إذا ما جرى تفكيك الائتلاف الحكومي والذهاب نحو انتخابات رابعة.
وفي هذا الوقت تُراهن قيادة السلطة الفلسطينية على فوز جو بايدن في الانتخابات الأمريكية، الأمر الذي سيُعطيهم الأمل في طرح رؤية جديدة للسلام مبنية على حل الدولتين، وتضع حداً للتغول (الإسرائيلي) في مدن الضفة الغربية والقدس المحتلة، وتُوقف سياسة الضم والمشاريع المتعلقة بـ"صفقة القرن".
خشية خسارة ترامب.. نتنياهو يسابق الزمن لضم الأرض
الرسالة نت-شيماء مرزوق