في عام 2015، وبعد سنوات من التخطيط الإسرائيلي في المحاكم عن كيفية مصادرة قرية سوسية وسلبها من أهلها، وبعد البحث عن غطاء قانوني للظلم، قررت المحكمة مصادرة الأرض، وطرد الأهل، وهدم عشرات البيوت المأهولة بالسكان، ولكن السكان لم يستسلموا رغم مرور السنوات، وما زالوا في خيامهم معتصمين فوق حقوقهم حتى اللحظة.
ومنذ القرار الذي صدر في 2013 وسميحة النواجعة (44 سنة) ملتزمة، تسكن في مغارة على أرض سوسية بعد أن هدم الاحتلال بيتها ولا زالت تتوكأ على عصاها وتهش بها المستوطنين كلما حاولوا تطبيق قرار محكمتهم الجائر.
بالأمس هجم مجموعة من المستوطنين مجددا على أراضي السيدة سميحة، على أرضها التي ورثتها أبا عن جد، وقررت المحكمة الإسرائيلية مصادرتها.
ركضت الحاجة سميحة بكل ما فيها من قوة، لأن صاحب الحق يركض بثقة في مواجهة نساء المستوطنات بالحجارة، فهربوا هروب روايتهم الكاذبة، في حين طالبت الحكومة الإسرائيلية المحكمة العليا بالسماح لها بهدم البيوت، بحجة عدم وجود بنى تحتية.
القاضي الذي أصدر الحكم مستوطن يقطن في مستوطنة غوتش عتصيون، وهدفه توسعة المستوطنة المقامة على أراضي القرية التي صودرت مسبقا، وجب على الاحتلال نقل بقية الأهالي وترحيلهم إلى أراضي داخل يطا، وعلى أراضي مصادرة بحكم آخر لتكتمل خطة الاستيطان.
وسوسية ليست مهجورة كما يدعي الاحتلال، هي قرية فيها مدرسة وعيادة صحية و450 نسمة في 75 خيمة قرروا عدم المغادرة بعد أن تجرعوا مرارة الهجرة في ال48 وفي 67، ولكي لا تتكرر المأساة ألف مرة ومرة.
وقد قررت عائلة النواجعة الحياة في الكهوف منذ ذلك الوقت، تلك الكهوف التي هدمها الاحتلال بحجة البناء بدون تراخيص، لأن العائلة اضطرت للبناء داخل الكهوف والاستمرار في التمسك بالأرض حتى اليوم.
تقع قرية خربة سوسيا الفلسطينية المهددة بالمصادرة جنوبي جبال الخليل، منذ سنوات الثلاثين من القرن التاسع عشر. وقد اعتاش أهلها على رعي المواشي وزراعة أشجار الزيتون.
في عام 1983 أقيمت بجوار القرية مستوطنة سوسيا على أراض فلسطينية ادعى الاحتلال أنها أراضيَ دولة.
وقامت الإدارة المدنية بالإعلان لاحقا لطرد الأهالي بحجة أن سوسية هي منطقة أثرية فطرد الجيش الإسرائيلي السكان من بيوتهم ما جعلهم يتنقلون بين المغارات المحيطة بالقرية ويقيمون في خيم منصوبة حتى اليوم.
"سوسية": القرى التي لا يسقط أهلها لا تسقط
رشا فرحات-الرسالة نت