دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى مكافحة معاداة الإسلام، على غرار مكافحة "معاداة السامية" في أعقاب "الهولوكوست"، مذكرا الغرب بمذابح البوسنة والهرسك، التي لم يتم بعد الاقتصاص من منفذيها.
وفي رسالة مرئية إلى قمة أقيمت الأحد، حول الإبادة الجماعية التي وقعت في مدينة "سربرنیتسا" البوسنية إبان الحرب الأهلية (1992- 1995)، قال أردوغان: "يجب مكافحة معاداة الإسلام اليوم على غرار مكافحة معاداة السامية في أعقاب كارثة الهولوكوست".
وتابع بأن المسلمين الأوروبيين يتعرضون لتمييز ممنهج، ويتم انتزاع حقوقهم وحرياتهم، مضيفا أنه "يجب أن يتوقف هذا المسار الخاطئ نظرا لتهديده مستقبل البشرية وثقافة التعايش بين المعتقدات".
واعتبر أردوغان أن الإبادة الجماعية التي وقعت في سربرنیتسا، أي في قلب أوروبا، "نقشت في تاريخ البشرية على أنها وصمة عار".
وقال إن "آلام 8 آلاف و372 من أشقائنا البوسنيين الذين قتلوا بوحشية، لا تزال تفجع قلوبنا، على الرغم من مرور ربع قرن".
وأضاف: "بهذه المناسبة، أتذكر مرة أخرى شهداءنا الأعزاء بالرحمة، وأقدم تعازيّ للمكلومين من عائلات ضحايا الإبادة الجماعية والشعب البوسني".
وبين أن مطالب العدالة لمن فقدوا أحباءهم في الإبادة الجماعية، لم تتحقق بشكل كامل، ولم ينل معظم مرتكبي الإبادة العقوبة التي يستحقونها.
وأكد أن الذين سلموا الأبرياء اللاجئين تحت حماية الأمم المتحدة إلى المجرمين وتسببوا بقتلهم، لم ينالوا العقوبة اللازمة على ما فعلوه، في إشارة إلى قوة أممية هولندية سلمت عشرات آلاف المدنيين للقوات الصربية البوسنة، ما تسبب بالمجزرة المروعة، عام 1995.
وشدّد أردوغان على أن الأسوأ من ذلك هو أن الإنسانية، وخاصة الشخصيات السياسية ووسائل الإعلام الأوروبية، لم تستخلص الدروس اللازمة من الإبادة الجماعية في سربرنیتسا.
وتابع: "المذابح التي نشهدها في أنحاء كثيرة من العالم، بدءا من سوريا وحتى اليمن وأراكان ونيوزيلندا، هي أكثر الأمثلة المؤلمة على ذلك".
وقال الرئيس التركي إن المنظمات الدولية التي راقبت الإبادة الجماعية في سربرنیتسا بعجز، تكتفي أيضا بمراقبة الظلم الممارس في السنوات الأخيرة.
وتعد مجزرة سربرنیتسا، أكبر مأساة إنسانية وقعت في أوروبا عقب الحرب العالمية الثانية (1939- 1945)، نظرا لحجم العنف والمجازر والدمار الذي تخللها.
وخلال حرب البوسنة، لجأ مدنيون مسلمون إلى حماية الجنود الهولنديين في سربرنيتسا، شرق البلاد، بعدما احتلت القوات الصربية بقيادة راتكو ملاديتش المنطقة، غير أن القوات الهولندية، التي كانت مشاركة ضمن قوات أممية، سلمتهم للقوات الصربية.
وقضى في تلك المجزرة أكثر من 8 آلاف بوسني من الرجال والفتيان على مدار أيام قليلة من أعمال القتل الوحشي، في تموز/ يوليو 1995.