قائمة الموقع

غزة .. مشعوذ داخل السجن يربك النزلاء

2010-11-01T08:55:00+02:00

الرسالة نت - مها شهوان

صراخ وشهقات وأصوات غريبة اقتحمت إحدى غرف سجون القطاع التي تواجد بها ذلك المشعوذ السبعيني الذي لم يعد يخشى ربه فكل أبواب التوبة التي شرعت له ليعود لصوابه أوصدها.

وهيأ هذا المشعوذ للسجناء بأن له "قرين" ما أصابهم بحالة من الذعر والهلع، كما يمارس طقوسا غريبة بينهم، ويقنعهم أنه يعلم الكثير من أمور المستقبل، الأمر الذي أدى إلى عزل ذلك العجوز في زنزانة منفردة خوفا على نفسية السجناء.

كثرة الشكاوى التي تقدم بها المواطنون إلى مراكز الشرطة من عمليات النصب التي يقوم بها ذلك المشعوذ السبعيني عليهم دفعت الشرطة لإلقاء القبض عليه والتحقيق معه حتى يعترف بما قام به من سلوكيات ضد المواطنين الذين تعاملوا معه في لحظة جهل.

الشعوذة جنحة

وفي قصة أخرى من قصص المشعوذين رواها القاضي أشرف فارس رئيس محكمة بداية غزة أن فتاة شابة أصيبت بمرض نفسي عجز الأطباء عن علاجه مما دفع والدها بالتوجه إلى أحد الأشخاص الذين يمارسون السحر والشعوذة ، الذي استغل ثقة أهل الفتاة وطلب منهم توفير غرفة خاصة بحجة علاجها، وعندما وفر الأجواء لتحقيق مآربه، مارس أفعالا تخدش الحياء بحجة علاجها، وحينما اشتكت الفتاة لأهلها طلبوا منه أن يتزوجها لكنه رفض ذلك بحجة أنه تزوجها زواجا عرفيا وأخذ يحلف باطلا أمام القضاء بذلك .

لكن بعدما أجرت الشرطة والقضاء تحرياتهم اتضح أنه كاذب مما استدعى توقيفه على ذمة التحقيق، تلك القضية اعتبرها القاضي جريمة مركبة تستحق عقوبة لا تقل عن 14 عاما .  وقال فارس:" جرم القانون الفلسطيني من يمارس الشعوذة والسحر حسب المادة 307 من قانون العقوبات"، مضيفا أن من يمارس التنجيم يكون قد ارتكب جنحة ويعاقب عليها سنة واحدة.

وبحسب مراقبة القاضي أكد أنه عرض على القضاء الكثير من قضايا الشعوذة والسحر والدجل ، مشيرا إلى أن أية شكوى يتم التعامل معها بصورة جيدة.

ولفت إلى أنه من خلال متابعته لقضايا الشعوذة والسحر تبين أن المشعوذين والعرافين يتخذون ما يقومون به من أعمال كمصدر رزق وكسب رغم أنه فيه خداع للناس، موضحا أن القانون الفلسطيني يتوافق مع الشرع في تجريمه للمشعوذين.

ونوه فارس إلى أن المشعوذين الذين يسقون من يتعامل معهم شرابا يلحق بصحتهم الضرر ينص القانون على معاقبتهم على جريمتين.

وأوضح أن العواقب التي تنتج عن إتباع الدجالين تنم عن جهل المواطنين وسوء الأحوال والظروف المحيطة بهم بالإضافة إلى عدم ثقتهم بالطب العادي لاسيما وأنه مكلف ،منوها إلى أن تأثر الأفراد بغيرهم قد يدفعهم للسير وراء المشعوذين لتحقيق مبتغاهم.

السحر والشعوذة

ومن الناحية الاجتماعية اعتبر د. وليد شبير أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الإسلامية أن ظاهرة السحر والشعوذة خطر يهدد المجتمع ، مؤكدا أن من يتوجه إلى المشعوذين تزداد مشاكله الاجتماعية والنفسية لعدم قدرتهم على علاجه.

وحول أسباب انتشار السحر والشعوذة أوضح أن الجهل وعدم معرفة الناس بالأضرار التي ستلحق بهم من وراء المشعوذين ،مبينا أن من يتعرض لمشكلة يصبح كالغريق يحاول البحث عن منقذا له.

وقال شبير:"المرضى النفسيين وضعيفي الشخصية هم الذين يترددون على المشعوذين لحل مشاكلهم كونهم بحاجة لمن ينقذهم ،بالإضافة إلى ضعفهم الإيماني"،لافتا في الوقت ذاته إلى وجود الكثير رغم أنهم من المتعلمين الذين يلجئون لإتباع مثل تلك الأمور.

وطالب قادة المجتمع ووسائل الإعلام المختلفة العمل على توعية وتثقيف الناس بما يسببه السحر والشعوذة ،وكذلك العواقب والأضرار التي تنجم عن السير وراء المشعوذين.

وعن الأسباب التي تؤدي إلى احتراف المشعوذين والكهنة لتلك الحرفة أشار إلى أن ضعف الوازع الديني لديهم وكذلك وضعهم الاقتصادي المتردي يدفعهم للنصب والتحايل على الناس من خلال أشكالهم المختلفة التي يتفننوا بالظهور بها لإقناع من حولهم.

يقتل بالسيف

من جهة أخرى ذكر صادق قنديل أستاذ الشريعة بالجامعة الإسلامية أن حكم التعاطي مع السحر والشعوذة حرام شرعا باعتبارها من الكبائر والمنهيات العظام ،مدللا على ذلك بقول الرسول الكريم"من آت كاهنا أو عرافا فصدقة بما قال فقد كفر بما أنزل على محمد".

وأرجع قنديل أسباب تحريم الشعوذة إلى أنها تقدح في مسألة الإيمان بالله ،بالإضافة إلى أنها اتصال مع الشياطين خلافا لما نهى عنه القران ،مشيرا إلى أنها من موروثات الجاهلية التي نهى عنها الإسلام وتورث الكذب إلى جانب أنها نوعا من التجرؤ على الله لادعاء المشعوذين بعلم الغيب.

وعن حكم من يمارس السحر والشعوذة أوضح أن العلماء ذهبوا إلى عدة مستويات للعقوبة تختلف كل واحدة منها عن الأخرى حيث أن من يزهق روحا خلال ممارسته السحر يقتل بالسيف، أما من يلحق الأذى بأموال وبيئة الناس فيعذر ويغرم ،بينما من لا يسبب الأذى للآخرين فإنه يعذر وتترك عقوبته لولي الأمر.

اخبار ذات صلة