بدأ الناخبون الأميركيون الإدلاء بأصواتهم اليوم الثلاثاء، في الانتخابات الرئاسية، التي يتنافس فيها الرئيس الجمهوري دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن، بعدما اختتما، مساء أمس، حملتيهما الانتخابيتين بدعوة المواطنين للمشاركة بكثافة في الانتخابات، التي يتوقع أن تشهد نسبة إقبال قياسية.
وفي تمام الساعة 11 بتوقيع غرينتش، افتتحت مراكز الاقتراع في بعض الولايات الشرقية، وهي كونيتيكيت (7 مجمعات انتخابية)، وإنديانا (11)، وكنتاكي (8)، وماين (4)، ونيوجيرسي (14)، ونيويورك (29) ، وفيرجينيا (13)، بمجموع 86 مجمع انتخابي.
ثم افتتحت المراكز في ولايات نورث كارولاينا وأوهايو وويست فرجينيا، وما زالت المراكز تتوالي في الافتتاح وسط وغرب البلاد.
وشكك ترامب في نزاهة نتائج الانتخابات منذ أشهر، معتبرا أن التصويت عبر البريد عرضة للتزوير، ورفض الالتزام بانتقال سلمي للسلطة إذا خسر.
وقال ترامب أيضا إنه لا ينبغي فرز الأصوات إلا خلال ليلة الانتخابات، مطالبا بإعلان النتائج فورا على الرغم من أن العديد من الولايات تستغرق أياما أو أسابيع لفرز الأصوات.
وسيقرر الأميركيون أيضا اليوم أي الحزبين السياسيين الرئيسيين سيسيطر على الكونغرس خلال العامين المقبلين، في ظل ضغط الديمقراطيين لاستعادة الأغلبية في مجلس الشيوخ، وتوقعات بأن يحتفظوا بسيطرتهم على مجلس النواب.
وعند منتصف الليلة الفائتة، أدلى بضعة ناخبين بأصواتهم في ديكسفيل نوتش، القرية الصغيرة التي تقع في أقصى شرق الولايات المتحدة، في انطلاقة رمزية للانتخابات، ووفقا لتقليد قديم أكسب القرية لقب "الأولى في البلاد".
تحذير من عنف
وفي العديد من المدن أحيطت المباني المهمة بأسوار خشبية تحسبا لاحتجاجات محتملة، بما في ذلك محيط البيت الأبيض وفي مدينة نيويورك، كما أغلقت الشرطة منطقة روديو درايف، التي تستقطب المتسوقين في ولاية كاليفورنيا.
وحذّر مكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي" من احتمال اندلاع مواجهات مسلحة في بورتدلاند الواقعة في ولاية أوريغون شمال غرب البلاد، في وقت تستعد المدينة، التي تحوّلت إلى رمز للانقسامات العميقة، لاضطرابات ممكنة.
وأدلى أكثر من 99 مليون مواطن بأصواتهم مبكرا، إما شخصيا أو عن طريق البريد، وهو إقبال قياسي مدفوع بالاهتمام الشديد بالانتخابات والمخاوف من التصويت شخصيا بسبب الجائحة. ويمثل هذا العدد حوالي 40% من جميع المؤهلين قانونا للتصويت.
حملات مكثفة
ويتوج التصويت حملة هيمنت عليها جائحة فيروس كورونا، التي أودت بحياة أكثر من 231 ألف شخص في الولايات المتحدة، وأفقدت الملايين وظائفهم، كما شابتها احتجاجات على مستوى البلاد بسبب العنصرية ضد السود.
وعقد ترامب (74 عاما) 5 مؤتمرات انتخابية في 4 ولايات أمس، واختتم حملته في غراند رابيدز بولاية ميشيغان، وهي نفس المدينة التي ختم فيها حملته عام 2016، وقال لأنصاره "غدا سنصنع التاريخ مرة جديدة".
وعاد ترامب إلى واشنطن في الساعة 02:35 صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة، ومن المتوقع أن يقضي معظم اليوم في البيت الأبيض، حيث جرى التخطيط لحفل ليلة الانتخابات لنحو 400 ضيف بعد فحصهم للكشف عن مرض كورونا.
ويتطلع بايدن (77 عاما) للفوز بالرئاسة بعد مسيرة سياسية امتدت 5 عقود، بما في ذلك 8 سنوات نائبا للرئيس السابق باراك أوباما، وتخللتها محاولتان لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة في عامي 1988 و2008.
أمضى بايدن آخر يوم في الحملة الانتخابية في أوهايو وبنسلفانيا، ومن المتوقع أن يمضي يوم الانتخابات في سكرانتون ببنسلفانيا مسقط رأسه، ومدينة فيلادلفيا.
وركز المرشحان على نحو 12 ولاية حاسمة، وهي تقريبا جميع الولايات التي فاز بها ترامب في عام 2016، كما أولى الرجلان الكثير من الاهتمام لولايات بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن، وهي الولايات الثلاث التي كانت ديمقراطية، وفاز بها ترامب بفارق ضئيل قبل 4 سنوات.
وإذا تمكن بايدن من الاحتفاظ بجميع الولايات التي فازت بها هيلاري كلينتون في عام 2016، وحصل على ويسكونسن وميشيغان وبنسلفانيا، فسيكون ذلك كافيا للفوز.
ومن المتوقع أن يبدأ ظهور النتائج من فلوريدا، حيث يمكن فرز الأصوات الواردة عبر البريد في الظهور مساء اليوم؛ لكن بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن لن تبدأ في فرز بطاقات البريد حتى يوم الانتخابات، مما يزيد من احتمال أن يستغرق فرز الأصوات عدة أيام.
وأظهر أحدث استطلاع لرويترز ومؤسسة إبسوس تقدم بايدن بنسبة 50% مقابل 46% لترامب، بعد أسبوع من تعادل الاثنين في استطلاع سابق.
المصدر : الجزيرة + وكالا