قائد الطوفان قائد الطوفان

والدة الأسير عماد شقير رحلت وتركت ذكراها في صورة!

الرسالة نت- أمل حبيب

يغيب البصر فجأة، تظن العين أن لا حاجة لها للنظر في غياب من تحب، يختفي ذاك النور خلف جدران القهر، أسيرٌ في زنزانة، فلماذا يبقى بصرها دون نوره؟!
غاب بصر أم الأسير عماد شقير حزنًا على ابنها المحكوم بالمؤبد في سجون الاحتلال منذ عام 2002، واليوم تغيب هي وبصيرتها عنا، وتبقى لنا صورة لها داخل الإطار!
مدى الحياة!
متشابهة هي حكايا الحسرة التي نتجرعها لأننا نحمل قلبًا فلسطينيًا، وصل لعماد خبر وفاة أمه فاطمة، تلك الأم التي تعلقت على كتفيه في آخر صورة لهما قبل ثلاث سنوات!
تشرين 2017، لا يمكن للذاكرة أن تنسى هذا التاريخ، وتلك الصورة لها وهي تعانق ابنها لأول مرة بعد 16 عاما من الاعتقال في سجن ريمون الصحراوي، لقد باتت هذه الصورة ذكرى عماد الوحيد مع الراحلة أمه!
ماذا يفعل عماد الآن؟، قد يتكور حول وجعه؟، هل يطلب من رفاق الزنزانة أن يتركوه في زاويته وحيدًا، هل صرخ عماد "يمه" فاخترقت جدران المعتقل ووصلت إلى نعش أمه!
من بلدة الزاوية قضاء سلفيت ووريت الحاجة فاطمة التراب، تلك الحاجة التي رحلت وبقي رثاؤها حاضرًا، فنعتها هيئة شؤون الأسرى والمحررين، والأسرى كذلك في السجون مرورًا بالأسرى المحررين، بعد أن وافتها المنية الإثنين الماضي.
دوماً كانت فاطمة في طليعة المشاركين ضمن فعاليات دعم الأسرى إسناداً لنجلها القابع خلف القضبان، تحتضن صورته في كل اعتصام، تُقبلها أمام عدسات المصورين، تسأل الله أن يرده اليها فيرتد لها بصرها! 
ملابس عماد!
لكثرة البكاء على فراق نجلها، لسنوات الانتظار والحرمان، فقدت بصرها، ظهرت أمامنا جميعًا بصورها وهي تشم ملابسه التي احتفظت بها في خزانته عله يعود، كانت تقوم بإخراجها وتفقدها يوميًا.
عماد كان قد ولد في قرية الزاوية بمحافظة سلفيت، في 25 نوفمبر/ تشرين الثاني 1972، وانضم إلى صفوف المقاومة مبكرا، فدخل المعتقل خمس مرات، في الأولى لم يكن يتجاوز 16 عاما من العمر.
ابن هذه المناضلة شارك في انتفاضة الحجارة وانتفاضة الأقصى، وأصيب بالرصاص الحي ثلاث مرات، كانت الأولى في الكتف بالعام 1987، والثانية عام 1988، والإصابة الثالثة عام 2002 حيث أصيب برصاصات في الصدر، قبل أن يعتقله الاحتلال ويحكم عليه بالسجن مدى الحياة.
ماتت فاطمة وهي تتمنى أن يُفرج عن نجلها، ليرتدي بدلته العسكرية التي خبأتها له في خزانته، وهي الأمنية التي تأجلت لسنوات حتى ماتت فاطمة! 

 

البث المباشر