كشف خالد مشعل الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس، عن رفض حركته لعرض من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لاجراء مباحثات تفضي لحل مشكلة غزة بعيدا عن الضفة والكل الوطني.
وقال مشعل في لقاء إعلامي نظمه مركز "مسارات" للدراسات، : "لو وافقنا لرأيتم قادة حماس يجلسون مع ممثلي الإدارة الامريكية، لكننا رفضنا هذه العروض وكانت إدارة ترامب تتمنى أن نتساوق معها بحل مشكلة غزة بعيدا عن الضفة والكل الوطني".
وأكدّ مشعل أن حركته تخلت عن الحكم بغزة لقاء انجاز المصالحة، "وأبو إبراهيم السنوار قدم خطوات كبيرة تجاه المصالحة وأشهد أن كل قادة حماس مع المصالحة".
3 مسارات!
في ضوء ذلك، استعرض مشعل رؤيته تجاه المواجهة وانهاء الانقسام، مشيرا إلى أن المواجهة تتطلب "حل السلطة، أو التوافق على تغيير وظائفها وإعادة تعريفها".
واستعرض مشعل ما أسماها بـ3 مفاتيح للتوافق الداخلي، أولها العمل معا في الميدان وفق برنامج نضالي يواجه الاحتلال، عبر الانخراط في المواجهة لرد الاعتبار للقضية الفلسطينية أمام العالم والمهرولين.
وأضاف: "الاشتباك مع الاحتلال في الميدان وفق برنامج مشترك مدخل لاستعادة الهيبة والحقوق وخلق بيئة لاسترداد المصالحة، ويظهرنا في مسار مختلف دون أن يبدو وكأننا مختلفين على الحصص".
وأوضح أن المسار الثاني يتمثل في بناء المرجعيات والمؤسسات الوطنية بالمنظمة والسلطة والقرار السياسي، متابعا: "الشراكة مهمة لنتحمل المسؤولية معا في السياسة والميدان على أسس ديمقراطية".
وأشار إلى أن المسار الثالث يتمثل في المسارعة بخطوات على الأرض تعزز الثقة وتعيد الاعتبار للحريات في الضفة وغزة بحيث يشعر الجميع انه في وطنه.
مهددات!
في ضوء ذلك، أشار إلى وجود عاملين خارجي وداخلي يتسببان في استمرارية الانقسام.
وأوضح أنّ العامل الخارجي تضائل وتراجع وزنه في معادلة استمرارية الانقسام.
أما العامل الذاتي، فيتلخص بهاجسين يتلخص أولهما بالبرنامج السياسي والنضالي لكل طرف.
اما الثاني، فهو الشعور بالقلق حول الشراكة والتموضع في القرار السياسي، موضحا أن تحقيق الشراكة يقع على عاتق اكبر من حيث المسؤولية الأكبر.
بايدن!
وبشأن الانتخابات الإمريكية، قدرّ أن يؤدي صعود بايدن إلى إمكانية تتراجع موجة التطبيع.
وأضاف: "هذا ليس لدرجة أن أمريكا ستوفر أرضية سياسية تسمح إدارة مفاوضات على أساس من خلال قيادة السلطة".
وتابع: "بايدن لن ينصفنا ولن يجبر إسرائيل على التراجع ولا الضم وعلينا أن نراهن على خياراتنا وامتلاك أوراق القوة".
وشددّ على ضرورة تفعيل المقاومة الشعبية، "نحن منفتحون على شركاء الوطن، وقرارنا نابع من المصلحة الوطنية ومن مرجعية الحركة."
ورفض الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة (حماس) أن يتمّ المقارنة بين فشل المفاوضات وفشل المقاومة، مشدداً على أن أوسلو فشلت والمفاوضات فشلت، ولا يمكن اعتبار أن المقاومة فشلت، فغزة موضع فخر لنا.
ولفت مشعل النظر إلى أن الفلسطينيين حرموا من المقاومة في الضفة، عبر التنسيق الأمني وغيره.
وأشار مشعل إلى أن هنالك فروقاً بين الجمهوريين والديمقراطيين، في السياسة الأمريكية الخارجية، وبشكل خاص بالشأن الفلسطيني.
وذكر أن إدارة بايدن يمكن أن لا تتعامل مع مصطلح "صفقة القرن"، ولا قرار الضمّ، ولكنها لن تعاقب "إسرائيل"، ولا تحاول ردعها، مجرد انتقاد لـ"إسرائيل". ملمحاً إلى أن التطبيع الإسرائيلي مع العرب ممكن أن يتراجع.
وعبّر مشعل عن الخوف من العودة إلى مسار المفاوضات، مبدياً خشيته من أنه يمكن أن تتأثر بذلك المصالحة. ودعا مشعل إلى أن لا نراهن على هذا التغيير، بل نراهن على قوتنا.
وعن علاقة (حماس) مع الإخوان المسلمين بعد وثيقة 2017، شدد القائد الفلسطيني على أن الوثيقة كانت فقط إحكام الكلمات مع الواقع. (حماس) كانت إخوان مسلمين في فلسطين، وبقيت كذلك، لكن يجب التمييز بين الجانب الفكري والجانب التنظيمي. وحماس من مدرسة الإخوان الفكرية والتربوية، لكنها حركة وطنية فلسطينية تنظيمية مستقلة.
وفيما يتعلق بالتغييرات التي حدثت بعد الربيع العربي، ذكر مشعل أن حماس بقيت على تواصل والعلاقة الجيدة مع الأنظمة، وبالوقت نفسه رحبت بإرادة الشعوب، وتعاطفت مع تحرك الشعوب، ولكنها لم تتدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد، وحماس تأثرت من ذلك، حيث صنفها البعض ضمن محاور.
وعن تطبيع بعض الدول العربية مع الكيان الصهيوني، شدد مشعل على أن حماس ترفض كافة أشكاله، وأنها لا تجامل بذلك أحداً، ولكنها لا تستطيع أن تملي سياستها على أحد.