قال المراقب العام السابق للإخوان المسلمين في الأردن الدكتور همام سعيد "إن في هذا المؤتمر اجتمع الناس من أندونيسيا إلى الولايات المتحدة والمغرب في إشارة إلى وحدة الأمّة في مواجهة المشروع الصهيوني".
وأضاف سعيد "ها أنتم تجتمعون في وقت واحد، وتمثلون أمتكم الواحدة، وتجتمعون على قضيتها المركزية بيت المقدس وفلسطين المباركة. وإن هذه الأمة لم تجتمع على هذا النحو كما اجتمعت اليوم".
وأكمل يقول: "فلسطين وقف إسلامي لا يوهب ولا يباع ولا يستبدل ولا ينسى. والتطبيع خيانة لله وللرسول وللأمة. والتطبيع خيانة وولاء للمنافقين".
وتابع: "أيها الكرام، يا أيتها الأمة الواحدة، إن من لوازم أمتكم الواحدة، حمل القضية الواحدة الجامعة، وقضية المسجد الأقصى وفلسطين هي قضية جامعة، ومن واجب الأمة الإغاثة والنصرة. حيا الله أهل فلسطين وغزة الذين هم في خط الأمة في مواجهة أعدائها، وأنتم أيها الإخوة عليكم فرض فلسطين".
وأكمل يقول: "الأمة مطالبة بالوقوف في صف واحد، برجالها ونسائها، لتقديم يد العون للمسجد الأقصى لتأدية هذا الفرض الذي أوجبه الله تعالى علينا. وليعلم أي مسلم أن القدس أمانة في عنقه، ورد التطبيع أمانة. إن نصرة فلسطين واجبة، بكل ما تحتاجه هذه النصرة".
**كشف المخططات!
قال الأمين العام للائتلاف الدكتور محمد أكرم العدلوني إن المؤتمر يريد توحيد الجهود لمواجهة التطبيع، وكان المؤتمر انطلق تحت شعار "القدس أمانة والتطبيع خيانة".
وشدد عدلوني على أن هدف المؤتمر يتمحور في عشر نقاط منها "تبيان تداعيات "صفقة القرن" على الحقوق والثوابت الفلسطينية، وكشف مخططات الاحتلال وحلفائه في تنفيذ بنود هذه الصفقة، المؤدية إلى تصفية القضية الفلسطينية.
وكذلك إدراك التحديات التي تتعرض لها القضية الفلسطينية والأرض والمقدسات والهوية، وإبراز الأثقال التي تواجه مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك، عبر سياسات التهويد والتقسيم الزماني والمكاني، واقتحام المستوطنين، وهدم المنازل، واعتقال الرموز، وفي مقدمتهم رمز الأقصى الشيخ رائد صلاح".
وقال إن القيمين على المؤتمر يريدون "توحيد جهود الأمة لمقاومة التطبيع، وكشف آثاره التدميرية، ومنع محاولات اختراق الأنظمة والنخب المهزومة الهادفة إلى تمزيق الأمة وتفتيت قواها، كما يريدون إبراز صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته، في الداخل والخارج، واستحضار ثقافة الانتصار، بالرغم من التحديات والمعاناة، ومواجهة ثقافة اليأس والانكسار. وكذلك غرس أن المشروع الصهيوني ليس قراراً محتوماً، لذا علينا الوعي بمؤشرات انكماشه وتراجعه، والعمل على الانتقال من مربع مواجهته، إلى مربع تفكيكه وإزالته".
كما أكد على "تقرير دور الأمة كشريك استراتيجي لدعم صمود الشعبي الفلسطيني، والعمل على الانتقال الجاد من مربع التضامن إلى مربع الانخراط في مشروع التحرير من التفكير إلى التنفيذ".
وعبّر عن اعتزاز القيمين على المؤتمر "بمواقف شرفاء الأمة وأحرار العالم الرافضة للصهيونية، والمؤيدة للحقوق الفلسطينية". داعياً إلى "تقديم الدعم المالي والمادي، بكل أشكاله للشعب الفلسطيني المقاوم والمحاصر والمرابط، لتعزيز صموده في مقاومة الاحتلال، وتثبيت وجوده على أرضه، وللدفاع عن مقدساته".
وحثّ على "تعزيز دور هذا الائتلاف كإطار جامع بوجود الهيئات والمؤسسات عبر إطلاق مجموعة من الحملات والمبادرات لمواجهة التطبيع؛ من بينها "النحل الإلكتروني"، الذي سيعمل من خلاله آلاف النشطاء الداعمين فلسطين على مواقع التواصل على التغريد لدعم القضية الفلسطينية ونصرة القدس والأقصى، ومشروع "فلسطين بوصلتي"، ومشروع "أكاديمية المعارف المقدسية عن بعد" لتعزيز فعالية رواد العمل لفلسطين في مختلف الأقطار".
وفي ختام كلمته دعا الأمين العام لـ"الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين" الدكتور محمد أكرم العدلوني إلى إطلاق مبادرة لجمع مليون توقيع على ميثاق الأمة وأحرار العالم لرفض التطبيع بكل أشكاله.
** تاريخ مشترك!
من جهته، أكد رئيس لجنة الصداقة التركية الفلسطينية في البرلمان التركي حسن توران، على أن "قضية القدس هي قضيتنا أولى، وعلى رأس جدول أعمالنا"، حتى تحصل على حقوقها وحريتها.
وشدد النائب التركي على أن القدس أرض مباركة، و"هي تاريخنا المشترك"، مؤكداً أن حزب العدالة والتنمية التركي، رئيساً وأعضاءً مرتبطون ارتباطاً وثيقاً بالقضية الفلسطينية. وذكر توران على أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قام بعمل لم يتجرأ عليه أحد من قبله، وهو جريمة، من خلال إعلانه القدس عاصمة لـ"إسرائيل"، مشدداً على أن "صفقة القرن" لا قيمة لها.
**أهمية الرواية!
بدوره، تحدث إمام وخطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري عن القدس والأقصى بين التهويد ومعركة الرباط، وأشار إلى أنه سيتناول "أهمية الرواية الإسلامية لإثبات حقنا في فلسطين والقدس والأقصى"، مشيراً إلى أن الرواية الإسرائيلية أصبحت مؤثرة في بعض الدول العربية. ودعا الشيخ صبري لنشر الرواية الإسلامية بعدة لغات لمواجهة التطبيع.
وشدد إمام وخطيب المسجد الأقصى على أن المسلمين مرتبطون بفلسطين والقدس والأقصى ارتباطاً عقدياً، وأن فلسطين كل لا يتجزأ في القرآن والسنة النبوية. وأشار الشيخ صبري إلى الارتباط التاريخي والثقافي والعقاري والوقفي والأثري لفلسطين بالعرب والمسلمين. وأكد الشيخ عكرمة على أن التطبيع هو حصيلة الرواية الإسرائيلية المزورة الباطلة، التي لا تستند إلى ارتباط تاريخي.
** لاتنازل!
من جانبه، أكد النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتور مشير المصري على أن حركة (حماس)، ومعها الشعب الفلسطيني، ردت على الحصار الذي فرضته حكومة الاحتلال على قطاع غزة، من أجل إخضاع المقاومة، وكان الإصرار على عد الاعتراف بـ"إسرائيل"، ولن نتنازل عن حقوقنا وثوابتنا الوطنية.
وقال المصري إن الحكومة في قطاع غزة استطاعت اختراق معادلة المستحيل بالمزاوجة بين نموذج الحكم والمقاومة في الوقت نفسه، واستطاع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة أن يكونوا خير معين لحكومته في مواجهة حصار القطاع، وفي محاربة الحصار الاقتصادي والمالي، واحتضن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المقاومة خلال سنوات الحصار.
وأشار المصري إلى أن أهل غزة استطاعوا "النحت على صخر الحصار" وإيجاد البدائل عن الحصار، وأبدعوا الوسائل البديلة. وذكر أن الشعب استطاع مواجهة المدفع من خلال مسيرات العودة، التي حققت الكثير من مطالبه، مشيراً إلى أن الشعب في غزة استطاع تحقيق معادلة البالون مقابل الحصار.
وفي ختام كلمته، أشار النائب الفلسطيني إلى إبداعات المقاومة في قطاع غزة على مختلف الصعد، وكيف استطاعت أن توجد موازنة الرعب مع الاحتلال الصهيوني، مشيراً إلى صراع الأدمغة. وأثنى المصري على الوحدة المشتركة للفصائل الفلسطينية في مواجهة العدوان الصهيوني على قطاع غزة.