هكذا وبدون سابق اذن، وليس للمرة الأولى، وبينما هم نيام، أقدمت ست جرافات للاحتلال على هدم البيوت فوق رؤوسهم ليستيقظ أهالي خربة حمصة في الأغوار الشمالية فزعين بلا مأوى، في ليلة باردة، تطبيقا لمخططات الاستيطان الإسرائيلية المستمرة في الأغوار بلا توقف.
عملية الهدم المفاجئة طالت سبعين منشأة ما بين بيت وحظيرة وخلايا شمسية تابعة للبيوت وكل ذلك أدى إلى تشريد 11 أسرة وأصبح ستون مواطنا في العراء.
سيدة من إحدى العائلات المشردة تحمل حفيدها الباكي رعبا من هول المشهد الذي عايشه الليلة الماضية، تقول: الجو بارد ووضعنا تحت الصفر، والأطفال في حالة رعب، ونحاول تغطية أنفسنا بالبلاستيك، ونصبنا الخيام مرة أخرى، وهذه أرضنا ولن نغادرها".
الطفل الباكي في حضن جدته يزيد من حدة بكائه بينما تعلق الجدة: "سرقوا منا الراحة والطمأنينة وكل ما يهمهم هو الاستمرار في مشاريعهم الاستيطانية، وتشير الجدة إلى حفيدها وتقول: له ثمانية إخوة، اضطروا للهروب مع والدتهم واللجوء معها إلى عائلتها".
ويحاول الأهالي اخراج أعلاف الحيوانات من تحت الردم، وإخراج الأشياء الضرورية وتنظيف المكان، فقد أدى الهدم إلى إتلاف أكثر من ثلاثين طنا من أعلاف الحيوانات، بالإضافة إلى 29 خيمة وبركسا كانت تُستخدم زرائب للماشية وثلاثة بركسات مخازن، وتسع خيام عبارة عن مطابخ ومراحيض متنقلة وعدد من الألواح الشمسية، و23 صهريجا للمياه.
ويبدو مشهد البيوت الصفيح والحجارة المكومة حولها والأغراض الخاصة التي تبحث العائلات بينها عما ضيعه الهدم هو أشبه بهجرة جديدة لم تعشها حمصة للمرة الأولى.
ففي ساعات الصباح الأولى من يوم الخميس 12 كانون ثاني 2012م استهدفت آليات الاحتلال بيوت الأهالي وعددا من "البركسات" الزراعية دون إعطاء الأهالي فرصة للإخلاء.
وفي فجر السابع والعشرين من أيلول2015م كانت خربة حمصة على موعد جديد من الهدم، حيث داهمت قوة كبيرة من جيش الاحتلال الاسرائيلي تجمع عرب ابو كباش القاطنين في منطقة حمصة، واجبروا ثلاث عائلات بدوية تتكون من (19) فرداً من بينهم (12) طفلاً على الخروج إلى العراء دون إعطائهم فرصة إخراج مقتنياتهم الأساسية، قبل هدم بيوتهم.
وتفتقر الخربة والتي يعمل جميع أهلها بالزراعة ورعي الأغنام لأدنى مقومات الحياة، والوصول إليها صعب حيث كل الطرق التي تؤدي إليها وعرة.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مرارا، أن حكومته تعتزم ضم مناطق واسعة بالضفة الغربية لـ(إسرائيل)، بما فيها الأغوار بالضفة الغربية.
وتبلغ مساحة منطقة الأغوار نحو 1.6 مليون دونم (الدونم ألف متر مربع)، ويقطن فيها نحو 13 ألف مستوطن إسرائيلي في 38 مستوطنة، في حين يسكن نحو 65 ألف فلسطيني في 34 تجمعا.
وفي قضية الهدم طالب الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدّة، الاحتلال الإسرائيلي الخميس الماضي بوقف عمليات الهدم في الضفة الغربية المحتلّة.
في حين أعلنت الأمم المتحدة، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي، هدمت 689 مبنى في مناطق مختلفة من الضفة الغربية وهي أوسع عمليات هدم منذ سنوات.