قائمة الموقع

تلميحات الاحتلال بالتصعيد.. محاولة لاستعادة الردع 

2020-11-08T15:38:00+02:00
ارشيفية
الرسالة- محمد عطا الله    

تعكس التلميحات الإسرائيلية باحتمال تدهور الأوضاع الميدانية والذهاب لتصعيد جديد على جبهة قطاع غزة، حالة من التخبط ومحاولة استعادة الردع من خلال التهديدات بقرب المواجهة في محاولة جديدة لإرهاب المقاومة وشراء المزيد من الهدوء منها.
ووفق ما نقلت صحيفة هآرتس العبرية قبل أيام، فإن التقديرات في المؤسسة الأمنية، تشير إلى احتمال اندلاع تصعيد جديد من قطاع غزة.
وزعمت الصحيفة العبرية أن هناك العديد من الأمور تدفع باتجاه التصعيد أبرزها اقتراب ذكرى اغتيال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، بهاء أبو العطا، إلى جانب استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع وعدم احراز تقدم في المشاريع التي جرى الاتفاق عليها.
وتابعت: "الإجراءات الإسرائيلية البطيئة تسبب إحباطاً لدى حركة حماس حيث إنه وفقًا للتفاهمات الأخيرة، التي تم التوصل إليها بوساطة مصرية، كان من المفترض أن ترفع (إسرائيل) العديد من القيود، وتسمح بالترويج لمشاريع البنية التحتية في قطاع غزة، وحتى الآن لم يتم القيام بذلك".
وزعم مراسل اذاعة جيش الاحتلال (الإسرائيلي)، تساحي دبوش، أن مقطع فيديو وصله من قطاع غزة يحذر (إسرائيل) من الانفجار الكبير ويهددها بأن مهلة الشهرين التي منحتها المقاومة لحكومة نتنياهو قد شارفت على الانتهاء.
وادعى مراسل اذاعة الاحتلال بأن الفيديو وصله عبر حسابه على منصة واتساب من مستخدم اسمه Gaza وجاء الفيديو بعنوان "مهلة الشهرين تقترب من النهاية".
ورغم ما سبق فإن مراقبين ومحللين يقللون من إمكانية ان تذهب الأوضاع الميدانية على حدود قطاع غزة للتصعيد، لا سيما في ظل المعطيات والمتغيرات السياسية وانتشار وباء كورونا في (إسرائيل) وقطاع غزة.


استعادة خطاب الردع


ويرى الكاتب والمحلل السياسي د. حسام الدجني أن الاحتلال يتعامل مع قطاع غزة بلغة التهديد والوعيد وهي اللغة السائدة اتجاه تعامله مع القطاع، وإن كانت لم تستند على معطيات عملية، فإن (إسرائيل) كل فترة تحاول أن تستعيد خطاب الردع وتتعاطى مع الحالة الفلسطينية وفقا لاعتبارات أمنية عسكرية.
ويوضح الدجني في حديثه لـ"الرسالة" أن معطيات الذهاب للتصعيد، في تقديره، من الناحية السياسية ضعيفة جدا ومازال التصعيد بعيدا في الفترة الراهنة؛ كون أن (إسرائيل) في زمن كورونا غير معنية بالتصعيد في ظل أنها تحاول فرض اغلاق شامل على كل مناحي الحياة في ظل تفشى الوباء.
ويبين أن من أهم العوامل التي تدفع الاحتلال لتجنب التصعيد هو حالة التطبيع والهرولة العربية نحو تطبيع العلاقات معها، لا سيما وأن الذهاب للمواجهة يحرج الأصدقاء الجدد للاحتلال وهو ما يدفعها لعدم الذهاب في هذا الاتجاه.
ويشير الدجني إلى أن المقاومة أيضا تعاني رغم واقع الحصار الشديد لكن هناك استراتيجية المقاومة الجديدة التي تدفع باتجاه التصعيد من خلال الوسائل الخشنة كالبلالين والأدوات الأخرى وليس الصواريخ.
ويلفت إلى أن تلكؤ الاحتلال بتنفيذ التفاهمات قد يوتر الأوضاع لكن دون أن تذهب الأمور باتجاه تصعيد عسكري إلا في حال وجود مستجد ميداني على الأرض يفرض معادلة من أي من الجانبين.


تكرار السيناريو


ويرجح الكاتب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب أن يتكرر السيناريو السابق من خلال عودة البالونات الحارقة التي تعتبر ضمن الوسائل الخشنة، مستدركاً: "في تقديري إن كل المنطقة مرهونة بشكل أساسي بمستقبل ما يجري في الولايات المتحدة من خلال الانتخابات الرئاسية وهو عامل ومؤشر أساسي مع الاحتلال سواء تجدد المواجهة أو تصعيد نتيجة لاستمرار السياسة الإسرائيلية بحق 2 مليون فلسطيني يواجهون الموت البطيء".
ويضيف الغريب في تصريحات صحفية أن السيناريو القائم حالياً هو أن الوضع الميداني في مهب الريح في أي لحظة ولن يصمت الشعب أو الفصائل على استمرار هذا الحال، مبيناً أن تنصل الاحتلال من تخفيف حالة الحصار لن يولد إلا التوتر وتجدد المواجهات سواء بالوسائل الخشنة الشعبية أو المواجهة العسكرية المسلحة إذا ما تدحرجت الأمور في لحظة ما.
ويشير إلى أن "كل السيناريوهات مطروحة ما لم تتراجع (إسرائيل) عن مماطلتها وتسويفها، في الوقت الذي يبدو واضحاً تمسكها بشروطها المتمثلة في قضية إظهار مصير الجنود الأسرى لدى حركة حماس وهو ما انعكس على الأرض من خلال عدم تنفيذ التفاهمات".

اخبار ذات صلة