لم يحترم الاحتلال الإسرائيلي يوما خصوصية المعتقلات الفلسطينيات، فدوما ينتهك خصوصيتهن ويسلبهن أبسط حقوقهن لإذلالهن لكنهن لا يتنازلن ويواصلن صمودهن في وجه مصلحة السجون لأخذ ما يردن بصلابتهن.
الانتهاكات اليومية التي تتعرض لها الاسيرات في معتقل (الدامون) تخالف المعاهدات والاتفاقيات الدولية ومبادئ حقوق الانسان.
ففي الوقت الحالي يقبع داخل المعتقل حوالي 37 أسيرة، هددن الجمعة الماضية بالبدء بخطوات تصعيدية ضد إدارة المعتقل، وذلك احتجاجا على ظروفهن المعيشية القاسية.
يذكر أن سجن "الدامون" أقيم منذ زمن الانتداب البريطاني كمستودع للدخان، وبعد عام 1948 حولت (إسرائيل) المبنى إلى سجن، حيث أن البنية التحتية للسجن رديئة وسيئة جداً وكان هناك أمر بإغلاقه لأنه لا يصلح للعيش.
ومع اندلاع انتفاضة الأقصى وازدياد أعداد المعتقلين الفلسطينيين، أعادت (إسرائيل) فتحه حيث يستوعب حالياُ 500 أسير أغلبهم معتقلين على خلفية الدخول لأراضي الداخل المحتل بطريقة غير قانونية، وهناك قسم للأسيرات يضم حوالي 53 اسيرة.
وفي شهر نوفمبر عام 2018 تم ضم الأسيرات السياسيات اللواتي يقبعن في سجن "الشارون" الى أسيرات الدامون ليصبح معتقل "الدامون" يضم جميع الأسيرات السياسيات.
*****ارجاع وجبة العشاء
ومنذ مدة طويلة، قدمت الاسيرات مجموعة من المطالب إلى إدارة المعتقل لكنها تماطل في النظر بها أو تنفيذها.
ومن أبرز تلك المطالب هي إزالة كاميرات المراقبة من ساحة "الفورة"، والسماح لهن بإجراء مكالمات هاتفية مع الأهل، في ظل انقطاع الزيارات بادعاء ظروف جائحة "كورونا.
كما طالبت الأسيرات بإيجاد حل لقسم "المعبار" في سجن "الشارون"، حيث تحتجز الأسيرات الموقوفات بظروف سيئة ولا إنسانية، وإصلاح المرافق التالفة في القسم، خاصة ساحة المعتقل، وطلاء أرضيتها بمادة مناسبة لمنع التزحلق.
كما ناشدن بتقديم العلاج الطبي للمريضات منهن، كالأسيرة إسراء جعابيص المصابة بحروق وبحاجة لعدة عمليات، وأمل طقاطقة المصابة بخمس رصاصات وبحاجة لإجراء عملية لإزالة البلاتين من ساقها، والأسيرة إيمان الأعور التي تعاني من تضخم في الأوتار الصوتية، وروان أبو زيادة التي تعاني من أوجاع في الرقبة والمعدة.
وكانت أولى الخطوات الاحتجاجية حين أرجعت الاسيرات وجبة العشاء، وسيتخذن مزيدا من الخطوات التدريجية في الأيام المقبلة في حال واصلت مصلحة السجون تعنتها في الاستجابة لأبسط حقوقهن الحياتية.
وتتعرض الأسيرات الفلسطينيات، منذ لحظة اعتقالهن على أيدي قوات الاحتلال للضرب والإهانة والسب والشتم؛ وتتصاعد عمليات التضييق عليهن حال وصولهن مراكز التحقيق.
ويمارس المحققون بحقهن كافة أساليب التحقيق، سواء النفسية منها أو الجسدية، كالضرب والحرمان من النوم والشبح لساعات طويلة، والترهيب والترويع، دون مراعاة لأنوثتهن واحتياجاتهن الخاصة.
كما أن الأسيرة التي تُعتقل ولا تكون بمراكز التحقيق يتم نقلها بين معابر "المسكوبية" و"الرملة" و"الشارون" وزجها بظروف قاسية وصعبة ولا يتم احضارها إلى "الدامون" إلا بعد حوالي شهر من اعتقالها، وفي كثير من الأحيان يتم احتجازهن بظروف عزل واوضاع معيشية قاسية.
وعند نقل الأسيرات يتم تقييدهن، كما أن معاملتهن تخضع لمزاج قوات النقل " النحشون"، وهناك مشكلة عند اللواتي يحاكمن بمحكمتي سالم العسكرية واللد وذلك بسبب احتجازهن بمعابر "الجلمة" و"الشارون" و"الرملة" بظروف سيئة وقاسية، عدا عن أن المدة تستغرق 3 أيام بالبوسطة وهي بمثابة رحلة عذاب ومعاناة شديدة للأسيرات.