رحّب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، اليوم الإثنين، بـ"أنباء مشجعة" حول فعالية لقاح "فايزر" ضد فيروس كورونا المستجد، مشيرًا إلى أنه قد "يغير بشكل أساسي المسار الوبائي لفيروس كورونا بحلول آذار/ مارس المقبل".
وكتب مدير المنظمة الأممية في تغريدة "نرحّب بالأنباء المشجّعة في مجال اللقاح الذي تطوّره شركتا فايزر وبيونتيك ونشيد بجميع العلماء والشركاء في العالم الذين يطوّرون أدوات جديدة آمنة وفعّالة للتغلب على كوفيد-19".
ودعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إلى مواصلة مكافحة وباء كورونا، محذرا من إن العالم قد يكون سئم مواجهة هذه الجائحة إلا أنها "لم تسأم منه".
وأثار إعلان شركة فايزر الأميركية للصيدلة حول لقاحها التجريبي، أملا عالميا، وأظهرت النتائج الأولية للمرحلة الثالثة من التجربة السريرية الجارية حاليا، وهي الأخيرة قبل الحصول على ترخيص، أن اللقاح الذي طورته فايزر (الولايات المتحدة) و"بايونتك" (ألمانيا) "فعال بنسبة 90 %"، على ما أعلنت الشركتان، اليوم، الإثنين.
وقالت الشركتان الأميركية والألمانية إن النتائج الأولية للمرحلة الثالثة من التجارب السريرية تظهر حماية للمرضى بعد سبعة أيام من الجرعة الثانية من اللقاح، و28 يوما بعد الجرعة الأولى.
وتوقعت الشركتان توفير 50 مليون جرعة من اللقاح في 2020 وصولا إلى 1,3 مليار جرعة في 2021.
وقال رئيس شركة فايزر ومديرها العام، ألبيرت بورلا، في بيان، إنه "بعد أكثر من ثمانية أشهر على بدء (تفشي) أسوأ وباء منذ أكثر من قرن، نعتبر أن هذه المرحلة تمثل خطوة مهمة إلى الأمام بالنسبة للعالم في معركتنا ضد كوفيد-19".
وبوشرت المرحلة الثالثة والأخيرة من التجارب السريرية على اللقاح الجديد "بي أن تي 16بي2" نهاية تموز/ يوليو بمشاركة 43,538 شخصا حتى الآن تلقى 90% منهم الجرعة الثانية في الثامن من تشرين الثاني/ نوفمبر.
وقال بورلا: "نتطلع إلى مشاركة المزيد من البيانات المتعلقة بالفاعلية والسلامة المستمدة من آلاف المشاركين في الأسابيع المقبلة".
وتنوي الشركتان توفير بيانات عن تجارب المرحلة الثالثة كاملة ليراجعها العلماء. لكن بعضهم رحب من الآن بالنتيجة وإن بحذر.
وقال كبير الباحثين في مجال الصحة العامة في جامعة ساوثمبتون في إنجلترا، مايكل هيد: "إنها نتيجة ممتازة للقاح من الجيل الأول".
ورأى أستاذ الأمراض المعدية الناشئة في جامعة أكسفورد، بيتر هوربي، أن إعلان فايزر "يشكل نقطة تحول" في الجائحة.
لكن البعض الآخر توقع مشاكل لوجستية كبيرة في إيصال اللقاح إلى الجميع خصوصا أنه ينبغي المحافظة عليه باردا جدا ويحتاج إلى جرعتين لدعم المناعة.
ويعتمد اللقاح على الناقل "آر إن إيه" أو "إم آر إن إيه"، وهي مقاربة جديدة للحماية من الإصابة بالفيروس. وخلافا للقاحات التقليدية، التي تعمل على تدريب الجسم للتعرف على البروتينات التي تنتج العوامل المرضية، وقتلها، فإن "إم آر إن إيه" تخدع النظام المناعي لدى المريض لدفعه إلى إنتاج بروتينات الفيروس بنفسه.
والبروتينات غير مؤذية لكنها كافية لتوفير استجابة مناعية قوية.
وستقيم الدراسة قدرة اللقاح هذا على الحماية من كورونا لدى مرضى سبق وأصيبوا بالفيروس فضلا عن الوقاية من الإصابة بشكل قوي جدا.