قائمة الموقع

كورونا تضاعف معاناة ذوي الإعاقة وتحد نشاطهم

2020-11-10T10:36:00+02:00
غزة – مها شهوان              

كان لفايروس كورونا بالغ الأثر على حياة ذوي الاحتياجات الخاصة في قطاع غزة، حيث الاغلاقات المتكررة وتعليق العمل في بعض المؤسسات التي يعملون بها الأمر الذي أعاق حياتهم العملية وجعلهم يمكثون في بيوتهم فترات طويلة دون عمل.

في الوضع العادي يعاني حوالي 130 ألفا من ذوي الإعاقة في قطاع غزة بسبب نقص الأدوية والعلاجات والمهمات الطبية، ومع أزمة جائحة كورونا تضاعفت هذه المعاناة مع خشيتهم من التوجه للمؤسسات التي ترعاهم بسبب مناعتهم الضعيفة، عدا عن صعوبة توفير كمية الدواء اللازمة بسبب صعوبة الحركة في أنحاء القطاع وإغلاق المؤسسات المختصة.

وتوفر وزارة الصحة في غزة 30% فقط من الأدوية والمهمات الطبية لذوي الاحتياجات الخاصة حتى قبل جائحة كورونا، وذلك لا يسد ثلث احتياجات أكثر من 130 ألفا من ذوي الإعاقة في كل أنحاء قطاع غزة.

**** الحالات المحجورة

منتصف أغسطس الماضي حصل العشريني "أمجد" وهو من ذوي الإعاقة الحركية على عمل في مؤسسة تعليمية، سرعان ما تبدلت فرحته بسبب الاغلاق داخل قطاع غزة، فبعد داومه لمدة أسبوع بقي حبيس البيت لا يقوى على التحرك لضعف مناعته.

يقول: بعدما جاءتني الفرصة الأولى للعمل مدة شهر بقيت في البيت، رغم أن راتبي مستمر (..) أحاول جاهدا الشرح للطلبة عبر برنامج الزووم لكن لا أعلم مدى تجاوبهم معي فغالبا يكتمون الصوت والصورة وأظن أنني أشرح للهواء".

متابعا بحزن: "أود الشعور بأني لست عاجزا بل يمكنني العطاء رغم اعاقتي"، مضيفا: أخشى الخروج لضعف مناعتي ولا يوجد اهتمام كبير من المؤسسات التي تعنى بمن هم مثلي.

أما نهال نافذ فتعلق بالقول: "بسبب فايروس كورونا توقف كل شيء لا أنشطة ولا عمل ولا تدريبات (..) المؤسسات الخاصة بذوي الإعاقة لم تسأل عنا أو توفر لنا أدوات صحية للتعقيم".

وذكرت "للرسالة" أن الأكثر ضررا بحسب اطلاعها هم ذوو الاعاقة السمعية لعدم جود فيديوهات كافية بلغة الإشارة تحكي عن كيفية الوقاية من فايروس كورونا، لافتة في الوقت ذاته إلى التعامل الإيجابي من بعض المؤسسات التي كانت تنشر فيديوهات توعوية عن كيفية تعقيم الأدوات المساعدة لذوي الاعاقة كالعكازات أو الكراسي المتحركة.

وعن مدى تأثير الفايروس على حياتهم المهنية تحكي نهال، أن حالتهم المادية تأثرت كثيرا لاسيما وأن فترة الحجر كانت طويلة، والاعتماد المادي كان بشكل كلي على الأهل مما يشعر ذوي الإعاقة بعدم انجازهم أي شيء مفيد.

ولفتت إلى أن ذوي الإعاقة الحركية تحديدا عانوا صحيا من عدم الخروج، بسبب قلة الحركة التي أحدثت تيبسا للعضلات لطول مدى جلوسهم.

بدوره ذكر مصطفى عابد رئيس برنامج التأهيل في جمعيات (الإغاثة الطبية الفلسطينية) أن قضية الإعاقة واحدة من القضايا الحقوقية المهمة التي تشغل حيزًا كبيرًا من اهتمام كل المجتمعات، حيث تشكل نسبة لا بأس بها من مجموع السكان.

وأوضح عابد أن جائحة كورونا ألقت بظلالها بشكل كبير على هذه الفئة المجتمعية، ويجب ألا يقتصر التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة في جائحة كورونا على متابعة الحالات المحجورة فقط، بل لا بد من التعامل مع باقي الحالات الموجودة داخل المنازل لتجنيبهم تفاقم المعاناة.

وأكد أن الفايروس أثر على عمل مؤسسات التأهيل في قطاع غزة، خاصة أن العالم كله يعاني المشكلة نفسها، ما أثر على التمويل في فلسطين وذهاب المؤسسات الدولية للعمل في البلدان الأخرى، ما زاد من معاناتهم.

ولفت إلى أن الخدمات التي تقدم للأشخاص ذوي الإعاقة في وجود كورونا، والمتمثلة في المعقمات والمنظفات والكمامات والخدمات الوجاهية كخدمات العلاج الطبيعي والوظيفي والأدوات المساعدة وخدمات النطق واللغة والحفاظات والحليب، لا تلبي سوى 5% من الخدمات الأساسية.

 يذكر أنه وفق البيانات الأخيرة عن الأشخاص ذوي الإعاقة فإنه ومنذ 20 سبتمبر وصل عددهم في محافظات غزة حوالي 52916 شخصا، أي بنسبة 2.9% من إجمالي سكان القطاع، وهم في أمس الحاجة لخدمات التأهيل لأن غالبيتهم من الفقراء والأشخاص ذوي الدخل المحدود وبحاجة للمساعدة لإعادة تأهيلهم وتمكينهم وإعادة دمجهم في المجتمع.

 

 

 

اخبار ذات صلة