مثلت عملية حد السيف ضربة للعدو (الإسرائيلي)، ولعل تداعياتها لا تزال مستمرة رغم مرور عامين على المعركة التي دارت في المناطق الشرقية لمدينة خانيونس.
قبل عام، وفي الذكرى الأولى للعملية نشرت قناة الجزيرة تحقيقا مصورا كشف عن خفايا العملية واخفاق الاحتلال فيها، وحينها تحولت وحدة الاستخبارات العسكرية والمعروفة بـ"سيريت ميتكال" مادة للتندر على مواقع التواصل الاجتماعي.
التحقيق أظهر مشاهد حقيقية من المعركة ظهرت فيها مجندة في الوحدة الخاصة اتخذت من "أم محمد" اسما مستعارا لها
"اركبي يم محمد" .. " وين المسدسات يم محمد" .. "شغلي يم محمد" عبارات تبادلها أفراد الوحدة الخاصة خلال حديثهم، أظهرت ارتباك إحدى المنتسبات للوحدة في تنفيذ المهام المنوطة بها أثناء مطاردة أعضاء من كتائب القسام لهم، بعد انكشاف أمرها.
وأظهرت الصور التي نشرتها كتائب القسام مجندتين في الوحدة كانتا قد شاركتا في العملية.
الانتقادات لوجود "أم محمد " في العملية الفاشلة في خان يونس وصلت الإعلامي (الإسرائيلي) "جاي ليرر" الذي تهكم في منشور له على الرقابة العسكرية التي منعت التعاطي مع تحقيق الجزيرة ما خفي أعظم.
وقال تعقيبا على جود مقاتلات:" مما تسمح لنا الرقابة أن نقوله: وفقًا لما أوردته قناة الجزيرة في العملية التي جرت في خانيونس، كانت هناك في السيارة التي تقل خليتنا، اثنين من المقاتلات، أزرق أبيض- يقصد انهن اسرائيليات يهوديات-، نعم، محاربات، في أعمق عمل في عمق القطاع هناك.
ويتابع: تذكروا في المرة القادمة التي ينشأ فيها نقاش حول قدرتهن على المشاركة في دوريات الحراسة المشتركة على الحدود المصرية.
وعلى وقع فشل العملية قرر قائد وحدة هيئة الأركان الخاصة بجيش الاحتلال الإسرائيلي "سييرت متكال" الاستقالة من منصبه، في سابقة هي الأولى في تاريخ الوحدة السرية منذ 23 عاما.
ووفق تقارير (إسرائيلية)، فإنّ وحدة (سييرت متكال) أو "سرية الأركان" تعتبر أكثر وحدات الجيش الإسرائيلي نخبوية، ويكفي أن أشهر العسكريين الإسرائيليين ينتمون إلى هذه الوحدة مثل: ايهود براك، امنون شاحاك، بنيامين نتنياهو، وزير الحرب السابق موشيه يعلون، وداني ياتوم الرئيس الأسبق لجهاز الموساد.
ويتلخص دور هذه الوحدة في تخليص الرهائن والقيام بعمليات عسكرية معقدة خلف صفوف العدو، وعمليات التصفية في الخارج، وهي المسؤولة عن إطلاق سراح المختطفين الإسرائيليين في العاصمة الأوغندية عنتيبي في العام 1976.
ووفق تقرير لصحيفة هآرتس، فإن الوحدة هي مسؤولة عن تصفية أبو جهاد الرجل الثاني في حركة فتح في العام 1988.
ويروي وزير الحرب (الإسرائيلي) السابق إيهود باراك وهو أحد أعضاء الوحدة، أنها نفذت عددا من العمليات الاستخبارية التي تركت تأثيراً استراتيجياً على مسار المواجهة مع مصر تحديداً.
وقال باراك في كتاب يتحدث عن سيرة حياته: "إنه في أعقاب حرب 1973 تمكنت الوحدة من اختراق شبكة الاتصالات التي يستخدمها الجيش المصري بشكل مكّن إسرائيل من التعرف على طابع التعليمات التي تصدر عن المستويات القيادية المصرية، إلى جانب اختراق شبكة الهواتف المدنية المصرية".
إلى جانب ذلك، فإن الوحدة تولّت مهام التسلل إلى لبنان لزرع أجهزة التنصت والرصد على قمم الجبال في محيط القرى التي تشهد أنشطة لحزب الله، والتي تمكن الحزب والقوى الأمنية اللبنانية من كشف وتفكيك بعضها.
ومن الناحية التنظيمية تتبع هذه الوحدة لرئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) بشكل شخصي، بالإضافة إلى ذلك.
وظهر في تحقيق الجزيرة نجاح مهندسو القسام في اختراق منظومة "سييرت متكال" والولوج لشبكة معلوماتها الخاصة، فيما شكل فشل العمليّة العسكريّة، حسب المحلّلين (الإسرائيليّين)، ضربة قوية لقوات النخبة (الإسرائيليّة) لا تزال تلقي بظلالها على شعبة الاستخبارات العسكريّة وعلى قيادة أركان الجيش الإسرائيلي.
في النهاية يبدو أن الصورة الحديدية التي رسمتها "إسرائيل" لوحدة سيريت متكال، ذهبت هباء بعدما انضمت اليها "أم محمد".