قائمة الموقع

حروف "سلامة" تهرب من الأسر بعد حرية "أبو وعر"!

2020-11-12T08:55:00+02:00
حسن سلامة.jpg
الرسالة_أمل حبيب

وحدها الحروف تستطيع الهرب خارج الأسوار، تبقى حبيسة كأصحابها في المعتقل، إلا أنها تنتفض فجأة كما فعلت حين رحل كمال!

لم تكن حرية اعتيادية للحروف وكمال، كل شيء يبدو استثنائيًا هنا، فكيف تسللت رسالة من الأسير حسن سلامة يرثي بها رفيق أسره الشهيد كمال أبو وعر!، ثم كيف تبصر الحروف النور وسط هذه العتمة؟!

رسالة واحدة هربت كروح المريض أبو وعر، حلقت خارج المعتقل، لقد نالت الحرية رغم المؤبد، رسالة واحدة من زنزانة حسن إلى كمال، هل تسمعني الآن!

فرحة الموت!

فور الإعلان عن استشهاد أبو وعر بعد تدهور حالته الصحية ونقله إلى إحدى المستشفيات جراء معاناته من مرض السرطان، أمسك الأسير سلامة قلمه ثم كتب "بالأمس كان بسام واليوم رحل كمال وقبلهما العشرات ما إن ارتحلوا حتى كشفت أسماؤهم وعرفوا بها وكانوا في عالمنا الوسطي ما بين الحياة والموت يعرفون بأرقام وأما بعدهما، فالمرشحون كثر".

يدرك سلامة المحكوم عليه بــ 48 مؤبدًا أن الموت هنا أصعب ما يكون، قادر على التهام المزيد من ضحايا الإهمال الطبي المتعمد من مصلحة السجون الإسرائيلية داخل المعتقلات، لكن كيف استطاعت لغته ربط الموت بشعور كالفرحة!

أكمل ابن مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة في رسالته: "فيا أيها الموت الذي يأتينا زائرا مقتحما علينا الأسوار والجدران داخلا إلى أقسامنا وزنازيننا يتفقدنا بعد أن طال بنا المقام وقد كبرت أعمارنا وشابت لحانا ووهن عظمنا وافترستنا الأمراض فيأخذ من بيننا أحدنا".

تتشابك حروف الضاد كقيدٍ جديد يلتف حول القارئ هذه المرة، لاسيما حينما عبر سلامة عن قهره والأسرى: "هذا عالمنا وهذه حياتنا التي تعودنا عليها نموت فنرتاح وبموتنا نصنع لكم عملا، طبل وزمر وتنديد وتهديد ويخرج فلان وفلان بأسمائهم الكبيرة وخطاباتهم النارية وتبقى في قلوبنا غصة ومرارة بفرح عدونا بهذا الموت الذي أراحه وأغلق حسابه معنا".

اعتقال الجسد!

حروف نالت حريتها قبل حسن، نشرتها خطيبته غفران زامل عبر حسابها على تويتر، يكمل فيها الأسير الحديث عن الأرقام والأسماء وتغيب التفاصيل عنها: "أيام وينتهي كل شيء، وتعود الحياة لعهدها كالسابق عندنا وعندكم، نحن ننتظر الزيارة القادمة بالموت ليختار من بيننا صاحب النصيب والحظ السعيد".

يؤكد بأن الرقم جاهز ليسجل، ويعلق "وأنتم جاهزون لاستقبال الاسم لتبدأ طقوسكم المعروفة من جديد، إنها دائرة تدور والكل يتمنى أن يكون رقمه المرشح حتى ينال حريته ويرتاح".

لم تكن هذه الخاتمة، لقد ذكر الحساب المفتوح في خاتمة رسالته قائلًا:" وامعتصماه في الماضي جهزت جيوشا فواقسماه هل لها في الحاضر وأنتم من نسل الماضي أن تجهز ثمنا ينجز فرجا ويزيل غصة من قلوب أسراكم ويغيظ عدوا، ويبقي الحساب معه مفتوحا حتى نكون نحن من يغلقه بإذن الله".

كانت تلك الأمنية الأخيرة عبر رسالة سلامة للشهيد أبو وعر الذي اعتقله الاحتلال الإسرائيلي عام 2003، وحكم عليه بالسجن المؤبد 6 مرات و50 عاما، إلى أن أصيب نهاية العام الماضي بسرطان الحنجرة وتفاقم وضعه الصحي حتى حلقت روحه خارج أسوار المعتقل!

اخبار ذات صلة