الرسالة نت - شيماء مرزوق
جولة جديدة من مباحثات المصالحة الوطنية في انتظار حركتي "فتح وحماس" في العاصمة السورية دمشق الأسبوع القادم بعد أن تم تأجيل اللقاء عدة مرات, حيث من المتوقع أن يناقش اللقاء العقدة الأمنية وإعادة هيكلة وبناء الأجهزة الأمنية بالضفة وغزة.
محللون سياسيون اجمعوا لـ " الرسالة نت " على وجود إمكانية لنجاح اللقاء المرتقب بين الحركتين، برغم أن القضية المتبقية شائكة ومعقدة، إلا أن جميع الخيارات مفتوحة على احتمالات التوصل إلى مصالحة فعلية وحقيقية هذه المرة تنهي سنوات الخلاف والقطيعة بين شطري الوطن.
خيارات مفتوحة
المحلل السياسي هاني حبيب أكد أن لقاء دمشق سيتوج بتوافق على ورقة فلسطينية توازي الورقة المصرية، وذلك لوجود الكثير من المقدمات والمؤشرات التي ستؤدي لتوافق على أرضية لجميع الملفات العالقة وخاصة ملف الأمن.
في حين استبعد المحلل السياسي البسوس نجاح هذا اللقاء في الوصول لصيغة تفاهمات ترضي الطرفين في الوقت الحالي، لافتاً أن القضية المتبقية شائكة ومعقدة وخاصة في مسألة الأمن والانتخابات والمنظمة والتي تحتاج إلى خطوات كبيرة حتى يتم انجازها، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الاجتماع في حد ذاته خطوة هامة، لأنه سيناقش كل الموضوعات.
وقال: هناك ضغوط هائلة تمارس على سلطة فتح في رام الله من قبل عدة حكومات عربية وغربية منها أمريكا "وإسرائيل" حتى لا تتم المصالحة على الأقل في الوقت الحالي، مستدركاً : سلطة فتح تحاول أن تسير في اتجاهين سياسيين مختلفين, أولهما اتجاه التسوية مع "إسرائيل", والاخر هو اللعب على وتر المصالحة لتبدي للشارع الفلسطيني أنها تسعى للمصالحة والوحدة, وهو ما اعتبره أمر صعب جدا وقد يوقع "السلطة" وحركة فتح ومأزق خطير.
واتفقت حركتا "فتح وحماس" على عقد لقاء دمشق يوم الثلاثاء من الأسبوع المقبل ( 9/11)، لبحث الملفات العالقة في موضوع المصالحة الوطنية، وسيترأس الدكتور إسماعيل الأشقر سيترأس وفد حركة حماس من قطاع غزة.
فيتو امني
وعاد حبيب ليؤكد أن قضية الأمن عقبة مصطنعة، قائلاً: هناك قوانين فلسطينية ووجهات نظر تم التوافق عليها في جولات الحوار الأولى يجب اللجوء إليها لتحكم بين جميع الأطراف وتوحد النظرة للوضع القائم في غزة والضفة.
أما البسوس فقال: ممن الممكن تجاوز هذه المسألة من خلال إعادة تشكيل الأجهزة الأمنية في غزة فقط ودمج الأجهزة السابقة مع الموجودة حالياً على أسس مهنية.
وأكد البسوس انه من المستحيل أن تسمح واشنطن و"تل أبيب" بدمج الأجهزة الأمنية في الضفة وإدخال عناصر من حماس فيها, مشيراً في الوقت ذاته إلى أن أجهزة فتح باتت تسير وفق الرؤية الصهيوأمريكية، وكما أن وقياداتها يتلقون الأوامر مباشرة من القادة الأمنيين الأمريكيين.
يشار إلى ان حماس ترفض التوقيع على الورقة المصرية للمصالحة في شكلها الحالي حيث تشتمل نقاطا لم يتم الاتفاق عليها خلال حوارات القاهرة ، فيما رفضت القاهرة إدخال ملاحظات الحركة على ورقتها للمصالحة ووعدت بأخذها إضافة إلى ملاحظات الفصائل الأخرى بعين الاعتبار عند التطبيق.
دعم مصري
وكان وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط ورئيس المخابرات الوزير عمر سليمان قد قاما بزيارة لمدينة لرام الله المحتلة الأسبوع الماضي حيث ناقشا مع رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس عدة قضايا منها المفاوضات مع " إسرائيل " والمصالحة مع حماس.
وفي هذا الصدد، أكد البسوس أن هذه الزيارة حملت الكثير من الرسائل لسلطة فتح فيما يخص التسوية والمفاوضات والمصالحة. وقال "يبدو أن هناك ضغوط كبيرة تمارس على فريق رام الله فيما يتعلق بموضوع المصالحة، لان العاقبة ستكون وخيمة من الإدارة الأمريكية"، مضيفاً : "الحكومة المصرية نقلت رسالة للسلطة بان المصالحة لا يجب أن تتم وان تمت تكون حبر على ورق".
أما حبيب، فأوضح أن وفد مبارك لرام الله بحث ملفي المفاوضات والمصالحة, وهذا يعني أن هناك دعم مصري كبير للمصالحة الفلسطينية.
وكانت المفاوضات المباشرة توقفت بين السلطة و" اسرائيل " في أعقاب مواصلة حكومة نتنياهو مشاريع الاستيطان ضاربة التدخلات الدولية وتهديدات السلطة ورئيسها محمود عباس بعرض الحائط .