تذرع وزير الحرب الإسرائيلي، بيني غانتس، اليوم الأربعاء، معقبا على الغارة الإسرائيلية في سورية، بأنها جاءت في أعقاب كشف زرع ألغام في هضبة الجولان المحتلة. وقال إن "الجيش الإسرائيلي هاجم الليلة الماضية أهدافا عسكرية تابعة لفيلق القدس الإيراني والجيش السوري، ردا على زرع الألغام عند الحدود مع سورية، وداخل الأراضي الإسرائيلية (في الجولان المحتل)".
وأضاف غانتس أنه "أعود وأكرر القول لأعدائنا، أن (إسرائيل) لن تتحمل خرق السيادة في أي جبهة، ولن تسمح بتعاظم قوة خطيرة في أي حدود. والنظام السوري هو الذي يتحمل المسؤولية على كل ما يخرج من أراضيه وفي أراضيه".
وأسفرت الغارات الإسرائيلية في منطقة دمشق، الليلة الماضية، عن مقتل 10 أشخاص وإصابة آخرين من جنسيات سورية وعربية وإيرانية، فيما أفادت وكالة الأنباء السورية (سانا) بمقتل 3 عسكريين.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، إنه شن الغارات ردا على زرع عبوات ناسفة قرب شريط خط وقف إطلاق النار في الجولان السوري المحتل، زاعما أن "خلية سورية بتوجيه إيراني" قامت بزرع العبوات.
وأضاف أن "ما فعلته إيران وسورية هو أنهما زرعتا عبوات ناسفة بدائية الصنع قرب الخط الفاصل لاستهداف الجنود الإسرائيليين. وما فعلناه نحن هو أننا ضربنا أهدافا لفيلق القدس وللجيش السوري في سورية".
وخلافا لبيانات غانتس والجيش الإسرائيلي، امتنعت إسرائيل غالبا عن تبني مسؤوليتها عن آلاف الغارات التي شنتها في سورية، في السنوات الأخيرة.
إلا أن المحلل العسكري في القناة 12 التلفزيونية، روني دانييل، اعتبر أن إعلان إسرائيل مسؤوليتها عن غارات الليلة الماضية ليس مفاجئا. "لا يوجد هنا أي تغيير في السياسة، وهذا أداء ثابت. ففي كل مرة يكون فيها الهجوم ردا على عمل ارتكب، وفي هذه الحالة زرع الألغام عن الجدار الحدودي، تتبنى إسرائيل المسؤولية علنا. ويُنشر بين الحين والآخر أنباء عن هجمات مجهولة، وعندها لا تتبنى إسرائيل المسؤولية عن ذلك. وهذا هو الفرق".
وأضاف دانييل أن الغارات الليلة الماضية، "كانت هجوما واسعا، لكنه قصير واستمر لنصف ساعة، وكان هذا تلميحا إسرائيليا عنيفا إلى إيران، بأنه لن نسمح لكم بترسيخ جبهة جديدة نشطة في منطقة هضبة الجولان. وتوجد لإيران مصلحة كهذه، وهي تعمل على ترسيخها. وإسرائيل لا يمكنها تقبل هذا الأمر".
وتابع أنه "هجوما ليليا ليس كافيا من أجل وقف هذه النوايا الإيرانية. وهذا يعني أنه ستكون هناك، بين الحين والآخر، هجمات ضد أهداف إيرانية في سورية ردا على أنشطة إيرانية مثل زرع الألغام. وبالمناسبة، هذه المرة تمت مهاجمة مساكن الإيرانيين في عدة قواعد عسكرية، إضافة إلى مخازن ومنصات صواريخ مضادة للطائرات التي نقلتها إيران إلى سورية".