قائد الطوفان قائد الطوفان

صياد نجا من الموت بأعجوبة

قوارب الصيد الغزية مطلوبة للدبور الإسرائيلي !

الرسالة نت - رائد أبو جراد

لم يدر في خلد الصياد أيمن كباجة في منتصف العقد الثالث من عمره أنه سيرى لأول مرة في حياته (دبورة) على هيئة مجسم لزورق صهيوني ينقض على مركبه الذي يستعين به في صيد الأسماك من مياه بحر غزة ، ويحوله لأنقاض ويقضى في ذات الوقت على مصدر رزقه وعشرين أسرة فقيرة تشاطره العمل في مهنة المخاطر.

بقيت تلك المشاهد حية ولحظات مؤلمة في ذاكرة الصياد كباجة من مخيم الشاطئ غرب غزة، الذي وصف مأساة تدمير مركبه بـ" المصبية" ولكنه عاد واحتسب أمره لله.

عدوان همجي

"الحمد لله قدر الله وما شاء فعل"، بعبارات الصبر والاحتساب تلك أطلق الصياد الغزي المكلوم العنان لنفسه ليروي لـ"الرسالة نت" ما جرى معه عصر الأحد الرابع والعشرين من تشرين أول (أكتوبر) الفائت.

ويقول الصياد: كنت أبحر قبالة شاطئ دير البلح وسط القطاع ولم أتجاوز مسافة 3 أميال، حتى صدمت بزورق صهيوني يكني "الدبور"  يطلق نيران أسلحته الرشاشة تجاهي بكثافة شديدة ، جعلتني لم استوعب ما يجري معي وفقدت السيطرة على قيادة اللنش البالغ مساحته 17 متراً وغلب على حركته طغيان أمواج البحر بقوتها العاتية، مع العلم أن الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تعطي للصيادين الحق في التوغل حتى 20 ميلاً .

ويضيف: بعد ذلك تعرض المركب لإضرار بالغة، حيث تعطلت نصف أجهزته، مشيراً إلى أنه يحتاج لإعادة صيانة كاملة وتصليحات ميكانيكية تستغرق وقتاً طويلاً".

ونبه الصياد إلى أن لنش الجر الخاص به كلفه 100 ألف دينار عندما قام بصناعته من الألواح الخشبية قبل عدة أعوام، مبيناً أن تكلفة إصلاحه الحالية تفوق بكثير قيمة شرائه، موضحاً أن تكلفة آخر لنش صنع من مادة "الفيبر غلاس" بلغت 200 ألف دولار أمريكي بما يعادل 720 ألف شيكل.

وقال :  اللنشات تعتبر ورشة كاملة يحتوي على ونشات وأسلاك حديدية وقطران يسرح الصيادون على متنها ويخاطرون بحياتهم بحثاً عن لقمة العيش.

حتى البحر!!

في حين يصف عمر كباجة عم الصياد الذي كان يعمل على متن اللنش عملية ملاحقة قريبه بقوله:"أطلقت طرادات الاحتلال من نوع (دبور) نيران رشاشتها الثقيلة تجاه المركب دون سابق إنذار، مشيراً إلى أنه تفاجئ أثناء انتظاره على شاطئ البحر باستهداف لنش جر من المراكب الكبيرة ليكتشف أنه يعود لابن أخيه.

وعاد المواطن الغزي بذاكراته إلى الوراء عندما حاول بحرية العدو قتله خلال احدى رحلات الصيد ، حيث أطلقت بوارج الاحتلال نيرانها عليه مستقصدةً إصابته، واتهم الاحتلال باستهداف كل شئ يتحرك في شاطئ البحر.

وتابع روايته لمشهد غرق مركب قريبه أمام عينيه :"رأيت المركب الذي نستخدمه كمصدر وحيد بالبحث عن لقمة العيش الصعبة يغرق أمام عيني على مسافة 200 متر في المياه دون قدرتي على فعل شئ (..) لكن الدفاع المدني حضر للمكان بسرعة وحاولت استخراجه لكن دون فائدة فحجمه الكبير حال دون ذلك".

من جانبه، أكد نقيب الصيادين الفلسطينيين نزار عياش ، أن الصيادين يعانون من أجل الحصول على لقمة العيش، مشيرا إلى الخطر الحقيقي الذي يواجههم في ظل الحصار المتواصل.

ونوه عياش في تصريح لـ"الرسالة نت" إلى أن الاحتلال يمنع إدخال أدوات الصيد عبر معابر القطاع.

تحركات دولية

في حين طالبت منظمات حقوقية بضرورة وقف الحصار البحري المفروض على غزة، داعيةً لتفعيل دور المؤسسات للضغط على الكيان لحماية الصيادين وفك الحصار.

واعتبرت تلك المنظمات، في بيانات لها، الإجراءات التعسفية بحق الصيادين جزء من السياسة الصهيونية الهادفة إلى تركيع الإنسان الفلسطيني، وتعريض حياتهم للخطر من أجل حرمانه من لقمة العيش، موضحةً أن الصيادين الفلسطينيين باتوا لا يتمتعون بممارسة مهنتهم بالشكل المناسب.

مركز الميزان لحقوق الإنسان يرى أن استمرار المخالفات والانتهاكات الجسيمة التي يرتكبها الاحتلال بفرض الحصار والإغلاق على القطاع أو سياسة التضييق الاقتصادي على المدنيين خاصة العاملين منهم في مهنة الصيد تهدف إلى توسيع ظاهرتي الفقر والبطالة بغزة والقضاء على الاقتصاد الفلسطيني، مطالباً بالضغط على الكيان لرفع الحصار.

وتستهدف الزوارق البحرية الصهيونية الصيادين الفلسطينيين في عرض البحر على طول الساحل الغربي لقطاع غزة الذي يمتد من محافظة رفح جنوبا إلى بيت لاهيا شمالاً، حيث استشهد عدد من الصيادين الفلسطينيين المغلوب على أمرهم برصاص الاحتلال.

كما تقوم البحرية الصهيونية علاوة على ذلك باعتقال الصيادين والاعتداء عليهم بالضرب سواء في عرض البحر أو بالقرب من شواطئ غزة في المياه المرخصة للصيد والمحددة بحوالي 12 ميلاً بحرياً حسب نصوص اتفاقية أوسلو ’المادة 11’ التي تنظم الأمن على طول خط الشاطئ.

البث المباشر