غزة- الرسالة نت
اعتبر إسماعيل هنية، رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة، أن الحرب الإسرائيلية على القطاع قبل نحو عامين، جاءت كحلقة مكملة للحصار المشدد المفروض عليه، مؤكداً أن هذه الحلقة "تحطمت بصمود الشعب الفلسطيني، وثقافته حول المقاومة، رغم استشهاد عدد من قادته، وعلى رأسهم وزير الداخلية في حكومته الشهيد سعيد صيام".
جاء ذلك في مقدّمة كتبها هنية لكتاب توثيقي ضخم للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي تناولها منذ ما قبل اندلاعها إلى كيفية انتهائها، مستعرضاً كافة الجوانب السياسية والاقتصادية والعسكرية والإستراتيجية، وفق النظرة الشمولية لإدارة الحرب من قبل الطرف الفلسطيني.
ويحمل الكتاب، عنوان "الحرب على غزة 2008 - 2009"، وهو من إصادر "مركز رؤى للدراسات"، ومقره غزة.
ويتكون الكتاب من 1200 صفحة من الحجم الكبير، موزعة على ثلاثة أجزاء، وقد قام بتأليفه وإعداده أربعة عشر كاتباً مختصاً ومحللاً في الشئون السياسية والاقتصادية والعسكرية، والإستراتيجية، متناولين الحرب من كل جوانبها بشكل توثيقي للأحداث اليومية خلال الحرب، ودراسة ما خلفته هذه الحرب من دمار.
واعتبر هنية، في المقدّمة، الكتاب بأنه "على درجة عالية من الأهمية"، مشيراً إلى أنه "يؤرخ لمرحلة حافلة بالجهاد والمقاومة ويؤسس لثقافة المقاومة".وقال: "إنه من الواجب علينا تثبيت النصر الاستراتيجي للقضية الفلسطينية في وجدان الشعب الفلسطيني، والأمة الإسلامية، كمعلم رئيسي في طريق التحرير".
وأضاف هنية: "نحن في هذه السطور القليلة التي نقدم بها لعمل توثيقي وتحليلي ضخم وكبير لمجريات هذه المعركة، لنؤكد اعتزازنا بهذا العمل والجهد العلمي الكبير، فالحق والعدل يحتاج إلى توثيق وتوضيح ليكون وثيقة للأبحاث". واعتبر بأن الكتاب هو "شكل من أشكال المقاومة الفكرية، والثقافية، والإعلامية، وانه يرسخ صورة الشعب الفلسطيني المقاوم".
وحيا رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة "من دافعوا عن أرض غزة خلال الحرب"، مشبها ما جرى خلال الحرب التي سماها "حرب الفرقان" بمعركة بدر، باعتبارها "أول منازعة بين الحق والباطل على أرض قطاع غزة، وباعتبار قلة العدد والعتاد التي كان يعيش بها أهل غزة كما كان أهل بدر"، بحسب هنية.
ويرسم الكتاب في مقدمته معالم قطاع غزة الجغرافية، وملامحه الديموغرافية، وأبعاده الإستراتيجية، والجيوسياسية، والموارد الطبيعية التي يمتلكها، ثم ينتقل إلى محطات من تاريخ قطاع غزة، وأهم الصراعات التي عاشها مع الاحتلال الإسرائيلي في الأعوام ما بين 1948 – 2008 والسياسات الإسرائيلية تجاه قطاع غزة خلال هذه المرحلة.
ويعالج الجزء الأول أسباب الحرب ومقدماتها، انطلاقا من الظروف المحيطة بالحرب محلياً وعربياً وإقليمياً، وإرهاصات الحرب، واستعداد قوى المقاومة لهذه المرحلة، مرفقا تعريفاً مختصرا لهذه القوى وإمكاناتها، وإستراتيجيتها وتكتيكاتها في الميدان، ثم يستعرض الدور العربي والدولي في مراحل ما قبل الحرب وصولاً للتهدئة واقتراب إنذارات البداية وساعة الصفر.
ويتناول الضربة الجوية الأولى على قطاع غزة إيذاناً ببدء الحرب، وكيف امتص قطاع غزة هذه الضربة الضخمة والحجم الكبير للضحايا في اللحظات الأولى لها، والذين جلهم كانوا من رجال الشرطة الفلسطينية، راصداً كل الأحداث على مدار الساعة طيلة أيام الحرب بشكل تفصيلي.
كما يعالج "إستراتيجية إسرائيل العسكرية" التي اتبعتها لخلال حرب غزة، والإجراءات الإسرائيلية مع جنودها في ميدان المعركة ومع المستوطنين اليهود على أطراف القطاع وخطتهم خلال الحرب.
ويتناول الكتاب أحداث المعركة السياسية خلال الحرب، راصداً المواقف السياسية والدبلوماسية التي شهدتها المنطقة، مستعرضاً المواقف المحلية، والإقليمية، والدولية، أثناء العدوان، وأهم المبادرات التي طرحت كالمبادرة المصرية، والفرنسية وغيرها، وقرارات القمم العربية، وصولاً إلى إعلان وقف إطلاق النار الإسرائيلي أحاد الجانب وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة.
وفي الجزء الثاني؛ يعيد الكتاب القارئ إلى أجواء الحرب في فصل جديد، يسلط الضوء على أروقة القرار في الساحة الفلسطينية، والتساؤلات الحائرة التي يطرحها المراقبون والمتابعون لهذه المرحلة الدقيقة، وكيف أدار الفلسطينيون الحرب وما هي إستراتيجيتهم التي يرى أنها حققت الصمود والنصر.
ويعكس اتجاهات الشارع الفلسطيني، ومواقفه خلال الحرب والذي شكل إسناداً قوياً لقيادة المقاومة في إدارتها للمعركة، موضحاً عمق الاحتضان الشعبي للمقاومة وانتمائه لها، كما يعرض روايات المقاتلين من داخل المعركة.
ويسلط هذا الجزء من الكتاب الضوء على نتائج العدوان وآثاره الاقتصادية، والسياسية والاجتماعية والتعليمية والنفسية والصحية، المباشرة وغير المباشرة، مستعرضاً نتائج العدوان على الاحتلال الإسرائيلي وتأثيراته.
ويجري الكتاب قراءات تحليلية لأهم معطيات وأحداث الحرب وتأثيراتها، وذلك ضمن رؤية موضوعية تعكس مفهوم النصر والهزيمة، وتضع مؤشرات أساسية للحكم على نتائج الحرب.
ويتكون الجزء الثالث من الكتاب من أربعة ملاحق، يتناول الملحق الأول أسماء شهداء الحرب، بينما يوضح الملحق الثاني أسماء المساجد التي تعرضت للعدوان، أما الملحق الثالث فيتحدث عن البلاغات العسكرية لفصائل المقاومة خلال الحرب أما الملحق الرابع والأخير يوثق مشاهد من الحرب في صور.