من المقرر أن يعقد مساء اليوم الأربعاء لقاء حاسم بين اتحاد الموظفين العرب في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" مع المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني؛ للوصول إلى حل الأزمة المتعلقة برواتب الموظفين نتيجة العجز المالي لدى الوكالة.
ويأتي لقاء الاتحاد بالمفوض بعد جملة من الاحتجاجات التي نفذها الموظفين على مستوى محافظات غزة خلال الأيام القليلة الماضية، والتي شارك فيها مئات الموظفين ورفعوا شعارات تطالب الوكالة بضرورة صرف الرواتب كاملة.
وكانت الوكالة بصدد صرف راتب شهر نوفمبر على أجزاء نتيجة الوضع المالي الصعب لدى الوكالة نتيجة وقف الولايات المتحدة الدعم المالي عنها والبالغ قيمته 300 مليون دولار سنويًا.
وفي تفاصيل الموقف، قال الدكتور محمود حمدان رئيس قطاع المعلمين في الاتحاد إنه سيعقد مساء اليوم لقاء حاسم مع المفوض، ولن يتم القبول بأقل من صرف الراتب كامل للموظفين، لأن هذا خط أحمر لا يمكن المساس به ولا يسمح بذلك تحت أي حجة كانت.
وأضاف حمدان في اتصال هاتفي مع "الرسالة" أن رسالة الاحتجاجات التي وصلت إلى جميع الأطراف الأيام الماضية كان صداها بالغا، في ظل المشاركة الواسعة فيها، ورفع شعارات الحقوق الواجبة للموظفين.
وأوضح أن الاتحاد سيستمع لحديث المفوض، مع الثبات على مطالبنا، والوقوف صفا واحدا في مواجهة أي محاولات للمساس بقوت الموظفين الذين على رأس عملهم في ظل الظروف الراهنة، مشيرا إلى أن الاتحاد سيحدد موقفه بعد لقاء المفوض من استكمال الفعاليات أو وقفها في حال الاستجابة للمطالب.
وفي المقابل، أفاد الدكتور عدنان أبو حسنة المستشار الإعلامي للوكالة أن "أونروا" فعلت كل ما بوسعها لتدارك الموقف وتغطية العجز المالي الحاصل في ميزانية الرواتب لشهري نوفمبر وديسمبر، من خلال التواصل مع المانحين، وطلب قرض من الأمم المتحدة، والتي قبلت الطلب ووافقت على صرف قرض عاجل.
وأوضح أبو حسنة في اتصال هاتفي مع "الرسالة" أن أونروا كانت مضطرة للإعلان عن اتجاهها لصرف نصف راتب نوفمبر وتكملته قبل منتصف الشهر المقبل، لعدم توافر ميزانية لصرف الراتب كاملا، وهذه سابقة في تاريخ عمل الوكالة، ولم تكن لتحدث لولا عجز الميزانية الذي لا يخفى على أحد.
وأشار إلى أن لقاء السيد المفوض العام باتحاد الموظفين يأتي في سياق اللقاءات الدورية مع جميع الأطراف، بما يضمن حقوق الجميع، والخروج من الأزمة بأقل الأضرار، وذلك يستدعي تفهما من الجميع لخطورة الوضع المالي الذي تمر به الأونروا في الوقت الحالي.
من جهتها، حذرت الأمم المتحدة من أن الوضع المالي الراهن للوكالة الأممية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بات "أكثر خطورة"، مجددة دعوتها الدول الأعضاء في المنظمة والمانحين الدوليين إلى دعم الوكالة ماليًا.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، لصحفيين عبر دائرة تلفزيونية: إن "أونروا تواجه عجزًا قدره 115 مليون دولار، بينها 70 مليون دولار اللازمة لتغطية رواتب نوفمبر وديسمبر لأكثر من 28 ألف موظف".
وحذر من أن "أونروا" باتت في وضع مالي أكثر خطورة، ونأمل أن يستمر أولئك الذين قدموا مساعدات للوكالة على الدوام في القيام بذلك بمبالغ أكبر"، مضيفا "اضطر المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني، الأسبوع الماضي، إلى تأمين مبلغ إضافي قدره 20 مليون دولار من الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ، وبناءً على الأموال المتاحة، سيقرر في وقت لاحق من هذا الأسبوع ما إذا كانت أونروا ستشرع في دفع جزء من رواتبها في نهاية هذا الشهر أو تؤخر السداد الكامل".