للتضامن معها..

كويتيون يحددون المسافة بين منازلهم والقدس

ديوان
ديوان

الرسالة – مها شهوان

لم يتوان أهل الكويت في التعبير عن دعمهم للقضية الفلسطينية خاصة مع مدينة القدس في ظل ما يدور فيها من انتهاكات، فدوما يظهرون دون تردد حبهم وتعاطفهم على أرض الواقع ومواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما في الوقت الذي تتسابق دول خليجية للتطبيع مع (إسرائيل).

قبل أيام تداول رواد السوشيال ميديا صورا لبعض واجهات من بيوت الكويتيين رُقمت مع إضافة المسافة بينها وبين المسجد الأقصى بعدد الكيلو مترات.

أحد البيوت الذي ظهر عبر الصور، يعود للمواطن عوض الوسمي الذي دوّن على باب بيته بأنه يبعد عن المسجد الأقصى 1244 كيلو مترا.

ليست المرة الأولى التي يعبر فيها المواطن الكويتي الوسمي عن حبه لفلسطين بل رد على دول الخليج المطبعة مع الاحتلال، حين وضع أمام منزله خريطة فلسطين التاريخية، وأوضح عليها حينها كل المدن المحتلة.

وعلى صفحة "مستمرون ضد التطبيع" على تويتر نشرت الصور وذيلت بتغريدة " في الكويت كل يوم فكرة جديدة تثبت أننا “#مستمرون_ضد_التطبيع".

وبمجرد أن لمح الشاب الكويتي أحمد المطيري الصور، تساءل عبر تويتر " بسويها على بيتي شلون" في إشارة منه إلى نيته وضع المسافة بين بيته والمسجد الأقصى، ليرد عليه شاب فلسطيني برابط أسهل طريقة للبحث عن مسافة البعد عن الأقصى.

وتمنى النشطاء أن تكتب هذه العبارة على باب كل عربي ومسلم لتصبح رمزا لدى الشعوب ورسالة لكل دول العالم والساسة أن المسلمين لا ينسون القدس وفلسطين.

ونشرت سلمي المصري وهي ناشطة صور بيوت الكويتيين وعلقت "هذه هي العروبة، ما أجمله من عنوان، وما أشرفه من مكان".

أما عبد الحميد العبيدي وهو كويتي أيضا، علق على تلك الصور: "إنها الكويت ياسادة، وإنه شعب الكويت الأبي، القدس الشريف والأقصى المبارك يسكن في وجداننا وسيبقى كذلك الى ان يأذن الله بالتحرير والنصر".

ويجدر الإشارة إلى أن الكويت لا تزال ترفض تطبيع العلاقات مع (إسرائيل)، ومؤخرا قالت الحكومة إنها لن تؤيد قرارات التطبيع التي اتخذتها الإمارات والبحرين، مؤكدة تمسكها بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967.

وأكد مجلس الوزراء الكويتي أن موقف الكويت من التطبيع "ثابت ولم يتغير، وأنها ستكون آخر من يطبع مع الاحتلال"، مشدداً على "مركزية القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب والمسلمين الأولى".

المتغيرات التي حدثت في العالم وخاصة الوطن العربي، لم تمنع الكويتيين من التمسك بقناعتهم تجاه فلسطين المحتلة، فعملت الكويت على رفض ما يضر القضية الفلسطينية لدرجة أنها استغلت عضويتها في مجلس الأمن لإبراز آخر تطورات القضية الفلسطينية داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن.

ومنذ العام 2013 والقضية الفلسطينية تشهد مواقف مشرفة من دولة الكويت لاسيما حين أعيد افتتاح سفارة فلسطين في العاصمة الكويت.

كما أن للكويتيين مواقف مشرفة سجلها التاريخ، ولعل أبرزها ما فعله رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم في فبراير الماضي، بإلقائه أوراقاً طُبعت عليها خطة السلام الأمريكية، المعروفة إعلامياً باسم "صفقة القرن"، في سلة القمامة، والقول إنها في "مزبلة التاريخ"، ليضيف صفحة ناصعة إلى مواقف بلاده المؤيدة لفلسطين والرافضة للاحتلال الإسرائيلي.

ولم يكتفِ "الغانم" برمي صفقة ترامب؛ بل عرض على من سمّاهم المحتلين حزماً مالية أضعاف ما عرضته "صفقة القرن" على الفلسطينيين؛ وهو ما يعكس الموقف الكويتي الصارم الرافض للمس بالقضية الفلسطينية.

وشعبيا، تحيي جمعيات كويتية مناسبات فلسطينية كيوم الأسير ويوم الأرض واليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، كما تشكلت لجان تختص بالقضية الفلسطينية داخل جهات رسمية وجمعيات مثل لجنة فلسطين في مجلس الأمة، ولجنة فلسطين في جمعية المحامين، ولجنة فلسطين في الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية وغيرها.

كما توجد مجموعة من منظمات المجتمع المدني في الكويت هدفها إيجاد تشريع وطني يجرم كل أشكال التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي تماشيا مع التوافق الحكومي والشعبي برفض التطبيع.

البث المباشر