منذ أن اجتاح فايروس كورونا “كوفيد 19" قطاع غزة مارس الماضي، لا تزال الطواقم الطبية تبذل جهدا كبيرا للسيطرة عليه، لكن حين خرجت الأمور عن السيطرة منذ نهاية شهر أغسطس وزاد عدد الحالات بشكل متسارع تسبب ذلك بعبء كبير على المنظومة الصحية.
لم يقتصر العبء على تقديم الرعاية للمئات من المصابين، بل وصل الحد إلى إصابة العاملين في المجال الطبي بفايروس كورونا.
ووفق ما أكده معتصم صلاح رئيس لجنة العزل المنزلي في وزارة الصحة بغزة فإن الإصابات المتزايدة بفايروس كورونا، باتت تضغط على المنظومة الصحية، وهناك ازدياد في نسبة الإصابة بين الطواقم الصحية.
وخلال تصريحات صحفية ذكر صلاح أنّ عدد المصابين بين أطقم وزارة الصحة بفيروس كورونا بلغ 500 موظف صحة بنسبة 3.5% من المصابين وهذا يشكل عبئا كبيرا على المنظومة الصحية.
التباعد الجسدي
ويعقب د. محمد أبو ريا استشاري الصحة العامة وعلم الأوبئة على إصابة 3.5% من الكوادر الطبية بالقول: "الجيش الأبيض هم خط الدفاع الأول الذي قدم وما يزال رغم الظروف المعقدة والصعبة وبأقل الإمكانيات المتاحة"، مضيفا: لا يمكن أن نتجاهل الضغط النفسي والخوف من الإصابة واحتمالية نقل العدوى إلى ذويهم عدا عن الإرهاق الجسدي.
ويرجع أبو ريا الأسباب التي أدت إلى إصابة عدد لا بأس به من الكوادر الطبية إلى أن عددا منهم وللأسف لم يلتزم أو تهاون بقواعد الصحة العامة، مثل التباعد الجسدي ما بين الأطباء والممرضين والكوادر الصحية العاملة في الميدان وداخل أروقة المستشفيات.
وذكر أن تعامل الكوادر الطبية في المستشفيات المخصصة لمصابي كورونا يوميا، ساعد على زيادة نسبة اصابتهم للفايروس كون التعامل من مسافة صفر، وهذا قد يضاعف نسبة الإصابة بسبب تعاملهم مع المصابين وزيادة نسبة انتقال الفيروس لهم.
ووفق ما كتبه الطبيب عبر صفحته على فيسبوك، فإنه ينصح العاملين في المجال الطبي خاصة في أروقة المستشفيات بضرورة ارتداء ما وفرته وزارة الصحة من ملابس وقائية كاملة والتعامل بحذر مع الحالات، لافتا إلى أن التعامل مع الجائحة بات للبعض وكأنه روتين مما يزيد من نسبة الحالات بينهم بسبب التراخي وعدم أخذ الحيطة والحذر.
وينصح أبو ريا العاملين في المستشفيات بضرورة التباعد الجسدي، مشيرا إلى أنه في حال انهارت المنظومة الطبية سيكون قطاع غزة أمام مشكلة كارثية خاصة أن الكوادر الطبية فيها عجز من الأساس.
وشدد على ضرورة ارتداء الأطباء والممرضين الكمامة الطبية وتغييرها ثلاث مرات يوميا وعدم خلعها إلا للضرورة القصوى، وكذلك تعقيم اليدين بالكحول كل فترة، وبالإضافة إلى لبس غطاء الراس والقدمين.
وختم قوله:" هناك استنزاف واضح للطواقم الطبية والجهات المساندة بسبب الضغط الهائل الملقى على عاتق الأطباء تحديدا وكل الكوادر الصحية والمساندة لمكافحة هذه الجائحة"، داعيا إلى ضرورة عمل المسحات الطبية للتأكد من سلامتهم بطريقة دورية منظمة تفاديا لما هو أسوأ وحفاظا على الكوادر الطبية.