قائمة الموقع

"الماسنجر" يقتل الوقت ويثير رغبات يصعب تحقيقها

2009-10-15T08:03:00+02:00

غزة / ديانا طبيل     

أصبح الماسنجر يحتل وقتاً كبيراً لدى رواد الشبكة العنكوبتية ، ولعل أكثر مستخدميه هم من الشباب والمراهقين ، إذ أن استخدامهم المفرط ولساعات طويلة في التحدث مع الآخرين عزز من ظهور حالة "الإدمان"،  والتي يرى بعض الخبراء تشويهاً لمفهوم الوقت لدى المستخدم نتيجة إغراق حواسه في إشباع غرائز وهوايات وهمية لا يمكن تحقيقها في الواقع أو يبدو تحقيقها أسهل عبر المسنجر .

فلماذا يدمن الشباب استخدام الماسنجر ؟ وما هي مادة حديثهم طيلة الساعات المتواصلة ؟ وهل هناك خطوط حمراء وخضراء تحكم حديثهم عبر الماسنجر ؟ .

إدمان الماسنجر

الشاب علاء .ن  "22عاما "  يقول لـ " الرسالة " : أحادث على الماسنجر قرابة الست ساعات يوميا خاصة وأن لي أصدقاء يتواجدون فيه 24 ساعة مما يعنى انه من الضروري التواصل معهم بشكل يومي ، مضيفا: أنا أحب مصادقة الآخرين لذا الهدف الاساسى من جلوسى على الماسنجر حب التعارف والحصول على صداقات جديدة سواء كانوا شباباً أو فتيات .

ويتابع علاء : لدي أكثر من خمسة ايميلات موزعة بين صديقاتي واصدقائى ولا أجد عبئا في التواصل معهم, موضحاً أن جلوسه على الماسنجر يبدأ من الساعة العاشرة ليلاً وحتى أذان الفجر ، يبرر هذا الوقت الطويل بأنه وقت لا يشعر به الإنسان خاصة وهو يتحدث بانسجام دون مقاطعة مع شخص يريد التقرب منه .

وفى حين انه ليس لاستخدام الماسنجر وقتا محددا بالنسبة لايمان "25عاما ": فهي تستخدمه أثناء عملها، وتتحدث مع أصدقائها من خلاله طيلة النهار في العمل والمنزل وعبر الموبايل في الأماكن التي لا يتوفر فيها كمبيوتر وقد يصل استخدامها للانترنت أكثر من 12 ساعة يومياً .

ولم تنكر إيمان  بأن الانترنت بالنسبة لها إدمان، وقالت "أنا أقر بأن الانترنت بالنسبة لي إدمان، فلا أستطيع أن أتخيل يومي من دون الماسنجر، لذلك أفتحه طوال اليوم حتى أثناء نومي أو في الحمام أو أثناء دراستي "، موضحة أن الهدف الاساسى لجلوسها على الماسنجر للتعرف على الجنس الآخر فهي تمكنها من اخذ راحتها في الحديث مع الآخرين ، علاوة عن اجتياز ظروف الزمان والمكان التي تمنع الفرد من اللقاء شخصياً مع من يحب ".

لا يكل ولا يمل

أما بالنسبة لعامر الطويل " 18عاما " فكان الأمر أكثر اعتدالا، حيث أنه يستخدم الماسنجر في أوقات الفراغ, وقال: لا أنكر أن لدي أصدقاء عبر الانترنت ولكن هناك قواعد وخطوطا حمراء لا يمكنني تجازوها بحديثي عبر الماسنجر فانا لا اكذب ولا انسجم ولا أهدف بمحادثتي اى أهداف غير نبيلة.

 في حين تقول سمية " ش" : جلوس زوجي على الماسنجر فيه تعد للخطوط الحمراء والخضراء والزرقاء ، فأنا أدرك أن جلوسه لهدف واحد هو محادثة فتيات.

وتضيف سمية: رغم مضي أكثر من عامين على زواجي ، إلا انه لم يستطع أن يتخلى عن عادته في استخدام الماسنجر للتحدث مع الفتيات ولساعات طويلة دون أن يمل أو يكل ".

وتابعت: "حاولت حل المشكلة بالنقاش لكن دون جدوى، وقد وصلت الأمور بيننا إلى تدخل الآخرين وممارسة حقي بالغيرة وحذف كل العناوين من أيميله لكن سرعان ما عادت إليه صديقاته يبحثن عنه مما أدى إلى وضع علاقتنا على المحك".

من جهته يقول محمود منصور صاحب كافي نت: إن "أغلب رواد الكافي نت لديه يستخدمون الانترنت لمدة طويلة، وبالعادة أعمارهم ما بين  17-23 و ينحصر استخدامهم بين مواقع الشات والماسنجر".

ويضيف: "يجلس بعضهم دون أن يشعر بالوقت، ما يؤدي إلى ترتيب مبالغ كبيرة عليهم لا يستطيعون سدها، فأضطر في أغلب الأحيان إلى تسجيل ذلك كدين عليهم أو إخبار أهلهم بذلك .

وأكمل منصور: "بعض المراهقين يأتون إلى الكافي نت بعد المدرسة فوراً دون الاكتراث لدراستهم أو راحتهم، وفي كثير من الأحيان يأتي أهلهم ليأخذونهم من الصالة ، فقد شهدت شجارات كثيرة بين الأهالي وأبنائهم من مرتادي الكافي نت وبشكل يومي، أو بين مستخدمي الانترنت مع بعضهم أثناء التحدث عبر مواقع الشات". 

الإغراق الحسي

 في السياق ذاته تقول الأخصائية النفسية والاجتماعية رندا عوض : لا يمكن تسمية استخدام الانترنت لساعات طويلة بالإدمان، لأن الإدمان نابع عن حاجات فيزيولوجية، أما في حالة الانترنت فهي غير موجودة لذلك يمكن تسمية هذه الحالة بالإغراق الحسي، فبمجرد دخول الفرد إلى الانترنت وخوضه الحديث مع الآخرين يتشوه تقديره للوقت ما يؤدي إلى جلوسه لساعات طويلة ".

وأضافت عوض: "ما يدفع الشاب لاستخدام الانترنت هو حب الفضول، لأنه مجال جديد يجب استكشافه من وجهة نظره، وفي حال إعجابه بهذه التجربة تصبح عادة لديه وتطول مدة الاستخدام، خصوصاً إذا كانت هذه التجربة متعلقة بالجنس الآخر".

وتابعت: "يقدم الانترنت وخاصة الشات والماسنجر اشباعات يصعب للفرد أن يحققها في الواقع" وضربت مثالاً على ذلك "تحدث الشاب مع أكثر من فتاة وبشكل خاص في وقت واحد ومكان واحد" ، موضحةً  أن "الاستخدام المفرط للإنترنت يؤدي إلى إبعاد الشاب عن واجباته والتزاماته اليومية، بالإضافة إلى أن استخدام المسنجر يلغي الحميمية في التواصل الشخصي، وقد تلغي أحياناً هذا التواصل نهائياً ".

 

 

 

 

اخبار ذات صلة