قائد الطوفان قائد الطوفان

في الذكرى "93" لوعد بلفور

لاجئون فقراء يحلمون "بالكابونة الصفراء"

غزة – الرسالة نت

أينما تجولت عبر مواقع الانترنت والمنتديات تصادفك مناشدات عاجلة باللغة العربية والانجليزية للسيد "جون كينج" رئيس وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الاونروا" بغزة والتي تطالبه فيها عائلات معدمة وفقيرة بتخصيص كابونة مضاعفة لهم نظراً لسوء أحوالهم المعيشية، بالإضافة إلى مئات المراجعين والمشتكين الذين يتواجدون في فروع مكاتب "الاونروا" من اجل الحصول على كابونة مضاعفة.

إذ تطمح مئات العائلات الحصول على الكابونة المضاعفة والتي تحتوى مواد غذائية مختلفة إضافة إلى أكياس الدقيق التي تساعدها على سد رمق أطفالهم في ظل الأوضاع المعيشية  التي يعيشها أهالي القطاع بسبب الحصار المتواصل.

مليون لاجئ

وبحسب مسح للفقر أجرته وكالة الغوث مع نهاية عام 2009م، فقد ظهر حدوث انخفاض بارز في الأوضاع المعيشية ، إذ يعيش قرابة325.000 لاجئ، أو ما يقارب ثلث اللاجئين المسجلين، تحت خط الفقر المدقع وغير قادرين على تلبية احتياجاتهم الأساسية للغذاء، إضافة إلى أن 350.000 آخرين يعيشون الآن تحت خط الفقر الرسمي وبالتالي يفتقرون إلى بعض المتطلبات الأساسية لعيش حياة كريمة في الحدود الدنيا

وأوضح المسح أن 80 % من سكان غزة يعيشون تحت خط الفقر.وقدر معدل دخل الفرد 2 دولار يوميا بغزة وان قرابة مليون فلسطيني أصبحوا يعتمدون على " الكابونات" ،  كما أن ما يزيد عن 50% من أطفال القطاع يعانون من أمراض فقر دم وسوء التغذية ، في حين اظهر التقرير السنوي لوكالة الغوث أن نسبة الأطفال الذين يعانون من نقص الوزن بلغت نحو 2.9%.

ويذكر أن تعداد اللاجئين في القطاع بلغ  1.090.932 أي ثلاثة أرباع السكان وبلغت معدل الزيادة السنوية 3% وهي أعلى نسبة زيادة بين أوساط اللاجئين في مواقع لجوءهم.

أما عن قصة "الكابونة الصفراء"  فانه لا يخفى على احد أن أكثر من قرابة مليون فلسطيني يعيشون على المعونات التي تقدمها الجهات المناحة عبر المنظمات و المؤسسات الدولية والأهلية المحلية ، ابرز هذه الجهات وكالة الغوث  والتي كانت تقدم مساعدتها الغذائية والتموينية لكافة اللاجئين بالضفة وغزة، إلا أنها ومنذ ثلاثة سنوات تقريبا استحدثت نظاماً جديد في آلية التوزيع يقتضى بمنع المعونة الغذائية "الكابونه" عن العائلات التي يعيلها موظف يتعدى راتبه 1500 شيكل ، بحيث تتحول المعونات المحظورة عن الموظفين إلى الفقراء والمحتاجين .

شكاوى مستمرة

المواطنة أم محمد أبو فول "43 عاماً " تقول لـ"الرسالة نت" منذ سنوات عديدة وأنا اعتاش وعائلتي على المعونات الغذائية التي تقدمها وكالة الغوث لنا كلاجئين، خاصة وان زوجي لا يعمل منذ سنوات عديدة، وأوضاعنا الاقتصادية صعبة للغاية .

وتضيف : كثيرا ما اذهب إلى مقر الوكالة في معسكر جباليا من اجل التقديم في اى برامج تطرحها الوكالة كالبطالة ، وبرنامج أفقر الفقراء ، من أجل الحصول على مساعدة شئون اجتماعية ، لكنى لم استطع الاستفادة من اى مساعدات تذكر .

وتتابع :عندما سمعت عن "الكابونة الصفراء" توقعت أن يكون اسم عائلتي من العائلات المستفيدة خاصة وان عددنا يفوق العشرة أشخاص ، وأوضاعنا المعيشية صعبة جداً،  ولا نملك أية مصدر دخل لكنني فوجئت اننى تسلمت الكابونة العادية في حين تسلمت عائلات أخرى أوضاعها الاقتصادية أفضل مليون مرة " الكابونة الصفراء"

بنفس الحسرة تقول مريم ابوعون "50 عاما " لقد ذهبت عدة مرات إلى مقر الوكالة لتقديم شكوى لعدم حصولي على "الكابونة الصفراء" وكانوا يخبروني في كل مرة اذهب فيها أن الاختيار يتم بطريقة عشوائية من قبل الكمبيوتر، لكنني اشعر أن تبريرهم هذا غير صادق .

وتضيف منذ اشتداد الحصار وأنا أعانى الأمرين فأولادي طلبة بالجامعات وزوجي مريض بالسكر، ولا يوجد اى مصدر رزق واضح لعائلتي ومع ذلك وكالة الغوث لا تستجيب لأي من الشكاوى التي نقدمها لها.

وتضيف لقد زارني الباحث الاجتماعي قرابة الخمس مرات وفى كل مرة كنت اشعر بتعاطفه الشديد مع وضعي الانسانى واستبشر خيراً في كل زيارة لكن حتى هذه اللحظات لم يتغير شيئاً على اوضاعى الاقتصادية، معربةً عن أملها في تلقى كابونة صفراء في دورة التسليم القادمة.

إرباكا للموازنة

بينما يقول المواطن أبو حسن عبيد "40 عاما" : في الماضي كنت أتسلم كابونة عادية كغيري من اللاجئين والتي كانت تكفى عائلتي مدة شهرين فقط واضطر في الشهر الثالث إلى شراء مواد تموينية إلى أن نتسلم الكابونة القادمة، ولكني بعد تسلمي "الكابونة الصفراء" أوضاعي انتعشت ، خاصة وان المواد التموينية تكفى لمدة طويلة دون أن نضطر للشراء من الأسواق،متمنيا أن تستفيد الغالبية العظمى من العائلات المحتاجة من هذه المساعدات المضاعفة ، وان يستمر اسم عائلته من العائلات المستفيدة .

يبدو اذن- أن الأمل في الحصول على "الكابونة الصفراء" أصبح يعشش في قلوب الغزيين، املاً منهم في تحسين أوضاعهم الاقتصادية، هذا الأمل دفعهم إلى مكاتب الوكالة من اجل تقديم شكاوى علها تثمر عن شيء ، حاولت "الرسالة نت" معرفة عدد المشتكين أو عدد المستفيدين من "الكابونة الصفراء" أو الاعتبارات التي تمكن المواطن الحصول على تلك الكابونة إلا أن محاولات حديثها باءت بالفشل .

      

 

 

 

البث المباشر