تمر الذكرى الثلاثة والثلاثون على انطلاقة حركة المقاومة الإسلامية حماس التي مرت خلاها في العديد من المحطات، فما بين العواصف والمنحدرات استطاعت الحركة الشابة الصمود وتجاوز العقبات والأزمات والحفاظ على الثوابت والتمسك بالمبادئ الوطنية دون تراجع.
نجحت حماس على مدار أكثر من ربع قرن من الزمن أن تكون رافعة لمشروع المقاومة والتحرير وأعادت القضية الفلسطينية للصدارة من جديد رغم محاولات التسكين والخنوع التي مارسها الاحتلال الإسرائيلي ومن خلفه أنظمة عربية لم ترَ في حماس إلا فريسة يجب الانقضاض عليها.
وما بين الصعود والصمود يحسب لحماس أنها نجحت أيضا في الجمع بين المتناقضات على الصعيد السياسي إلى جانب حماية مشروعها والتمسك به والذي انطلقت من أجله وهو المقاومة والتحرير من خلال فوهة البندقية.
وفي ذكرى انطلاقتها الثلاثة والثلاثين فإن هناك 4 ملفات رئيسية تضعها الحركة على طاولتها وتسعى إلى إنجازها وتحقيق نجاحات فيها.
ويعتبر ملف المصالحة الفلسطينية والوحدة والوطنية من أهم وأبرز الملفات التي تسعى الحركة إلى تحقيقها، لا سيما وأنها تعتبرها خيارا استراتيجيا يمكن من خلالها الانطلاق في كل الاتجاهات بقوة كبيرة للوصول إلى الغاية الأسمى وهي التحرير.
وقدمت الحركة العديد من المبادرات وفتحت ذراعيها من أجل انجاز ملف المصالحة الفلسطينية وترميم البيت الفلسطيني وتحقيق الوحدة الوطنية، فكانت تجتمع على الدوام مع كافة الأطياف الفلسطينية من فصائل وتنظيمات؛ طمعا في التماسك الداخلي لمواجهة الاحتلال.
ويؤكد المتحدث باسم الحركة د. عبد اللطيف القانوع أن ملف ترتيب البيت الداخلي وتحقيق المصالحة الفلسطينية والوحدة الوطنية هو خيار استراتيجي لحركة حماس التي قدمت كل ما يلزم من أجل تحقيقها.
ويوضح القانوع في حديثه لـ"الرسالة نت" أن الحركة تعاملت مع الكل الفلسطيني وقبلت كل المبادرات المقدمة وقدمت تنازلات كثيرة خاصة في الحراك الأخير الذي يهدف لتحقيق المصالحة.
ويشدد على أن ترتيب البيت الفلسطيني هو مطلب أساسي تسعى حركته لتحقيقه ولا خيار أمامها سوى إنجاز المصالحة الداخلية.
ويعتبر ملف المواجهة مع الاحتلال من أبرز الملفات المطروحة على طاولة حماس، خاصة وأنها دفعت ثمنا باهظا وقدمت قادتها شهداء، وصمدت في وجه الاحتلال الإسرائيلي ورفضت المقايضة أو المساومة على دمائهم.
وواصلت الحركة الحفاظ على خيار المقاومة والتمسك بها، فاستطاعت الحفاظ على بقائها وما زالت تسعى لتطويرها بشكل مستمر فانتقلت من الحجر إلى الرصاص ومنه إلى الصواريخ وصولا إلى الأنفاق وليس انتهاءً بالطائرات المسيرة والحرب التكنولوجية المتواصلة مع الاحتلال، حيث تتخذ الحركة من تلك الأدوات قوة يمكن من خلالها الوصول للتحرير والخلاص من المحتل.
ويرى المتحدث باسم الحركة القانوع أن الصراع مع الاحتلال مفتوح وقائم وحماس تسخر كل قدراتها العسكرية بالشراكة مع كامل الفصائل الفلسطينية لمواجهة الاحتلال ولتحقيق مشروع التحرير والعودة.
ويضيف: "المعركة مستمرة مع الاحتلال ونراكم قدرتنا العسكرية ونطور كل امكانياتنا بالشراكة مع الفصائل، وحماس نجحت وقدمت نموذجا متقدما في تشكيلها غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة والتي تعتبر نموذجا مشرفا كعمل وطني مشترك ضد الاحتلال".
وبالتزامن، تعتبر الحركة تحرير الأسرى من الملفات الكبيرة التي تسعى لإنجازها، فقد قطعت شوطا كبيرا في ذلك من خلال أسرها للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وإطلاق سراحه بعد الافراج عن أكثر من ألف أسير من المؤبدات العالية وجميع النساء والأطفال.
وتسعى الحركة لتبييض السجون (الإسرائيلية) من كافة الأسرى الفلسطينيين، وذلك من خلال اهتمامها الكبير بقضيتهم والعمل بشكل متواصل على إطلاق سراحهم من خلال أسر جنود الاحتلال وعقد صفقات تبادل.
وكانت كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس عرضت صور أربعة جنود (إسرائيليين) بعد الحرب الأخيرة عام 2014، وهم: "شاؤول آرون" و"هادار جولدن" و"أباراهام منغستو" و"هاشم بدوي السيد"، رافضة الكشف عن أية تفاصيل تتعلق بهم دون ثمن.
فيما اعترف جيش الاحتلال بفقدان جنديين في الحرب الأخيرة على غزة وانقطاع الاتصال بهما خلال حربه البرية على القطاع، دون معرفة أي تفاصيل عن مصيرهما.
ويؤكد القانوع أن قضية الأسرى إنسانية وسياسية وشرعية منذ انطلاقة حماس وهي تضعها على طاولتها في كل مرحلة.
ويبين أن حركته نجحت في الافراج عن الأسرى في سجون الاحتلال ولديها من أوراق القوة ما يؤهلها للإفراج عن كامل الاسرى من سجون الاحتلال.
وليس أخيرا فإن ملف التحديات الإقليمية من أبرز الملفات التي توليها حماس اهتماما كبيرا، لا سيما وأنها تسعى إلى إقامة علاقات واسعة مع كل الدول العربية والأوروبية من أجل إبقاء القضية الفلسطينية حاضرة على الصعيد العالمي.
ويشير القانوع إلى أن حركته معنية بعلاقات طبيعية مع كل الدول العربية والاقليم، خاصة أن القضية الفلسطينية هي البوصلة الحقيقية ومعيار علاقتهم مع كل الدول.
ويلفت إلى طموح حركته لحشد كل طاقات الأمة العربية والإسلامية ودول الجوار العربي لمساندة الشعب، من خلال التقرب للجميع لدعم قضيتنا وإحداث تضامن معها في المحافل الدولية والأممية.