قالت أنقرة الثلاثاء إنها أبلغت واشنطن ردها على العقوبات التي استهدفت هيئة لتطوير الصناعات الدفاعية التركية. وفي حين أظهر المشهد السياسي الداخلي وحدة نادرة ضد العقوبات، تبنى حلف شمال الأطلسي (ناتو) موقفا مؤيدا لتركيا.
وقالت وزارة الخارجية التركية إن الوزير مولود جاويش أوغلو بحث في اتصال هاتفي الثلاثاء مع نظيره الأميركي مايك بومبيو قرار واشنطن فرض عقوبات على تركيا، بسبب شرائها منظومة دفاع جوي روسية.
وقالت الوزارة "نقل جاويش أوغلو ردنا على قرار الولايات المتحدة".
وكانت واشنطن فرضت الاثنين عقوبات على أنقرة استهدفت أكبر هيئة لتطوير الصناعات الدفاعية التركية ورئيسها إسماعيل دمير و3 موظفين.
وقالت وزارة الخزانة الأميركية إن العقوبات فرضت بموجب "قانون كاتسا"، وهو قانون مكافحة خصوم أميركا. وبعد الإعلان عن العقوبات الأميركية، ارتفعت قيمة الليرة التركية نحو 1%.
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن العقوبات على هيئة الصناعات الدفاعية التركية تأتي بسبب شرائها منظومة "إس-400" (S-400) المضادة للصواريخ.
وأضاف بومبيو أن العقوبات تتضمن حظر جميع تراخيص التصدير الأميركية، وتجميد الأصول، وقيودا على التأشيرة لرئيس الهيئة إسماعيل دمير ومسؤولين آخرين.
تقويض الثقة
واعتبر وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أن العقوبات الأميركية على بلاده تهز كل قيم التحالف بين أنقرة وواشنطن.
واعتبر أكار أن العقوبات على دولة عضو في حلف شمال الأطلسي "الناتو" (NATO) لن تضر بروح التحالف فحسب، بل ستقوّض الثقة بين الحلفاء.
وأضاف أن الحكومة التركية ستتخذ كل التدابير من أجل حماية أمن مواطنيها وبلدها الواقع تحت تهديد جوي وصاروخي خطر، على حد تعبيره.
جبهة موحدة
ومن جانبه، أظهر البرلمان التركي وحدة نادرة من نوعها الثلاثاء في إدانته للعقوبات الأميركية. وقال إن البلاد لن تتردد في حماية نفسها في مواجهة التهديدات.
وفي بيان مشترك، شددت 4 من الأحزاب الخمسة الرئيسية في البرلمان على أن العلاقات مع الولايات المتحدة يجب أن تستند إلى الاحترام المتبادل، وأن العقوبات المفروضة بسبب شراء البلاد منظومة الدفاع الجوي الروسية (إس-400) "لا تتمشى مع روح التحالف".
وتابع البيان "ندعو الولايات المتحدة إلى العدول عنهذا الخطأ الجسيم على الفور". وأضاف أن تركيا "لن تتراجع في مواجهة العقوبات أو التهديدات".
ووقع البيان كل من حزب العدالة والتنمية الحاكم، والحركة القومية، والخير، والشعب الجمهوري.
ويعرف حزبا الخير والشعب بأنهما منافسان لحزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه الرئيس رجب طيب أردوغان.
ولم يوقع البيان حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد، وهو ثاني أكبر حزب معارض ممثل في البرلمان.
بدوره، عبر الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ عن أسفه لفرض الولايات المتحدة عقوبات على تركيا، قائلا إنه يجب تسوية الخلاف بطريقة مرضية.
واعتبر أن شراء تركيا منظومة صواريخ "إس-400 من روسيا قرار سيادي.
الجزيرة نت