قائمة الموقع

هل تلتقط "فتح" مبادرة الفصائل الخمسة؟

2020-12-16T10:11:00+02:00
الرسالة نت- محمد عطا الله

بعد تعثر لقاءات الفصائل ومساعي الجهود الرامية لإتمام المصالحة الفلسطينية عقب عودة السلطة لعلاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي واستئناف التنسيق الأمني، تأتي مبادرة خمسة فصائل فلسطينية من أجل محاولة جسر الهوة والدعوة للعودة لمسار الوحدة الفلسطينية.

ودعت الفصائل في مبادرتها لاستئناف أعمال الحوار الوطني من خلال الدعوة لجولة جديدة للأمناء العامين للفصائل؛ لبحث كافة القضايا المدرجة على جدول أعمال قضيتنا الوطنية.

وأكدت في بيان مشترك عقب اجتماع لها، تمسكها بمواصلة الحوار الوطني الشامل، لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، وإعادة بناء المؤسسات الوطنية الفلسطينية على أسس من الشراكة الوطنية.

وضم الاجتماع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، وحركة الجهاد الإسلامي، وطلائع حرب التحرير الشعبية – قوات الصاعقة، والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.

ودعت الفصائل لإعادة بناء المجلس الوطني الفلسطيني على أساس ومرجعية وثيقة الوفاق الوطني (وثيقة الأسرى 2006)، بالإضافة إلى التوافق على استراتيجية وطنية للمواجهة الشاملة للاحتلال وإزالة المستوطنات، بما في ذلك تشكيل القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية وإطلاق المقاومة الشعبية بكل الأشكال، نحو انتفاضة شاملة، وعلى طريق التحول إلى عصيان وطني حتى دحر الاحتلال.

وأكدت الفصائل معارضتها العودة إلى اتفاق أوسلو بشقيه الأمني والتفاوضي، وتمسكها بقرارات المجلس الوطني والمجلس المركزي لمنظمة التحرير بما في ذلك إنهاء العمل بالمرحلة الانتقالية لاتفاق أوسلو، وسحب الاعتراف بـ(إسرائيل)، ووقف التنسيق الأمني، ومقاطعة الاقتصاد الإسرائيلي، وإلغاء بروتوكول باريس الاقتصادي.

من ناحيتها، ثمنت حركة حماس دعوة الفصائل الخمسة لاستمرار الحوار وتجديد لقاء الأمناء العامين، وحرصها على وحدة الشعب الفلسطيني ورص الصفوف في مواجهة التحديات التي تعصف بالوطن وتهدد الثوابت الوطنية.

وقالت الحركة في تصريح صادر عن عضو المكتب السياسي ورئيس مكتب العلاقات الوطنية حسام بدران إن الحركة تتفق مع كل ما جاء في البيان، وتؤكد موقفها الثابت من الوحدة الوطنية.

وأكدت استعدادها للاستمرار في الحوار الوطني الفلسطيني الشامل لاستعادة الوحدة وإعادة بناء المؤسسات الوطنية الفلسطينية على أساس من الشراكة الوطنية بما في ذلك منظمة التحرير وفق المرجعيات الوطنية التي تم التأكيد عليها في اجتماع الأمناء العامين.

أمام ما سبق يمكن القول إن الكرة باتت في ملعب حركة "فتح"، وهو ما يطرح التساؤل عن مدى إمكانية التقاطها لهذه المبادرة والاستجابة للفصائل وترحيب حماس والعودة لمسار الوحدة الوطنية.

مطلب أساس

ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي د. تيسير محيسن أن المطلب الأساس في العودة لأي لقاءات هو الاتفاق على أي أرضية يمكن التواصل عليها، مبينا أن ما أفسد اللقاءات السابقة وعطل مسار المصالحة هو انحراف السلطة نحو إعادة العلاقة مع الاحتلال.

ويوضح محيسن في حديثه لـ"الرسالة" أن مرجعية التفكير يجب أن تكون في أسس الشراكة الوطنية وهل هناك نية حقيقية للتشارك والعودة لترتيب البيت الداخلي.

ويقول: "المشكلة الأساسية هي إصرار حركة فتح أن يأتي الكل الوطني لمربع السلطة دون ترتيب بناء منظمة التحرير، التي هناك إصرار من فتح على استبعاد بنائها والذهاب لانتخابات تشريعية ورئاسية فقط".

ويتوقع محيسن أن الوضع الداخلي سيراوح مكانه لفترة زمنية لا بأس بها خاصة وأن "فتح" والسلطة عادت لحاضنتها السياسية مع الاحتلال وتنتظر العودة إلى حاضنتها الدولية بعد تولي الرئيس الأمريكي جو بايدن وإعادة مسار التسوية عقب عودتها لمسار العلاقة العربية.

ويشير إلى أن هذه الارتباطات الثلاثة تخطت السلطة بها الحاضنة الأصيلة والتي يمكن ان يعول عليها وهي الحاضنة الوطنية، وعلى الأرجح ستبقى الأمور تراوح مكانها خلال الستة أشهر المقبلة من قدوم بايدن.

ويستبعد الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف أن تلقى مبادرة الفصائل أي ترحيب أو التقاط من حركة فتح وقيادة السلطة، مرجعا ذلك إلى عودتها للعلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي.

ويبين الصواف في حديثه لـ"الرسالة" أن العودة لمسار الوحدة من وجهة السلطة لن يجدي لها نفعا ولو كانت صادقة لما أعادت علاقتها وتعاونها الأمني مع الاحتلال وذهبت لترتيب البيت الفلسطيني.

ويشير إلى أنها ستبقى متمسكة بمسار التسوية حتى وإن فشل خيار حل الدولتين كون أن السلطة تعتقد أنه لا بديل لديها عن هذا المسار.

اخبار ذات صلة