تصادف هذه الأيام، الذكرى 22 على إلغاء الميثاق الوطني الفلسطيني، الذي كان يمثل ركيزة أساسية للعمل النضالي الفلسطيني، وكان بمثابة الهوية للفلسطينيين في ظل الاحتلال (الإسرائيلي).
وكان من أهم بنود توقيع اتفاقية "أوسلو" عام 1993، تغيير الميثاق الوطني الفلسطيني، وعليه دعت منظمة التحرير لعقد المجلس الوطني، بتاريخ 24/4/1996، للتصويت على تعديله.
وتجدر الإشارة إلى أن الإلغاء تم بحضور أكثر من ألف ممثل والرئيس الأميركي بيل كلينتون، حيث عقد المجلس الوطني جلسته في غزة بتاريخ 8/11/1998، وكما طلب نتنياهو وقف الحضور ورفعوا الأصابع على شطب المواد التالية: (6، 7، 8 ،9 ،10 ،19 ،20 ،21 ،22 ،23 ،30)، والمواد التي حذف منها مقاطع أو غُيّرت صيغتها: (1 ،2 ،3 ،4 ،5 ،11 ،12 ،13 ،14 ،16 ،17 ،18 ،25 ،26 ،27 ،29).
تساوق مع "أوسلو"
بدوره، قال فايز أبو شمالة عضو المجلس الوطني، أن ما جرى هو تعديل للميثاق الوطني ليتماشى مع التنازلات التي قدمتها اتفاقية "أوسلو" للاحتلال (الإسرائيلي).
ووصف أبو شمالة في حديث لـ "الرسالة نت"، ما جرى يوم الاجتماع الذي عُقد في قاعة رشاد الشوا بمدينة غزة، بالغوغائية، مضيفا: "كنت حاضرا للاجتماع الذي حضره كلينتون عام 1998، وأثناء عرض بنود الميثاق والتعديلات حدثت حالة من الغوغائية والاعتراضات على التعديلات ولم تكن بموافقة الأغلبية".
وأشار إلى أن اتفاقية "أوسلو" حددت بعض البنود، برقم البند بالضبط، وحثت على ضرورة إلغاء هذه البنود من الميثاق، موضحا أن التعديل والشطب والتغيير طال 90% من بنوده، مما يعني إلغاءه برمته ومعه شطب منظمة التحرير وتنظيماتها المسلحة بالضبط كما هدفت الاستراتيجية الأميركية (الإسرائيلية).
ومن أبرز هذه البنود التي عدلت وشطبت أن الكفاح المسلح الطريق الوحيد للفلسطينيين وحق العودة واللاجئين، ليصبح الميثاق بلا نخاع ودون أي فائدة وينسجم مع سياسات الخنوع والتنازل التي جاءت بها اتفاقية "أوسلو".
ودعا أبو شمالة لضرورة صياغة ميثاق وطني جديد أساسه وحدة الأرض والشعب وحق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية، والعودة لأحضان الكفاح المسلح.
وتجدر الإشارة إلى أن كلينتون وقف وقتها، وعقّب: "أشكركم لأنكم قمتم اليوم بعمل جيد". نتنياهو بدوره، أكد أن هذا اليوم مهم بالنسبة (إسرائيل) إذ أنه وبعد مرور عشرات الأعوام على تبني منظمة التحرير الميثاق الوطني الفلسطيني الذي نص على عدم الاعتراف (بإسرائيل) لا بل تدميرها، تم إلغاء الميثاق فعليا، وأكد أن الإلغاء تحقق بسبب إصرارهم.
ومن جهته، ذكر الدكتور عامر الهزيل، الكاتب في الشأن السياسي أن الهدف من تغيير الميثاق الوطني الفلسطيني، هو كسر البندقية وإعطاء رمزية جديدة لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وقال الهزيل إن تغيير بنود الميثاق جاءت عشية الانتخابات (الإسرائيلية)، بهدف مساعدة رابين وحزب العمل (الإسرائيلي) وقتها في النجاح بالانتخابات، لتأتي هذه التغييرات منسجمة مع وثيقة الاستقلال وإعلان الدولة الفلسطينية عام 1988 والتي نصت على حل الدولتين وإنهاء الصراع بالطرق السلمية.
وأضاف: "في محادثات "واي بلينتشن" واتفاق "واي ريفر" أصر نتنياهو على إلغاء المجلس الوطني للميثاق الوطني وفقا لمادة 33 منه بالوقوف وبرفع الأصابع".
وأكد الهزيل أن إلغاء الميثاق الوطني فتّت وحدة الشعب الفلسطيني وشرعن الانقسام والصراعات الداخلية ووجّه ضربة للهوية الوطنية الفلسطينية، عازلا القضية الفلسطينية عن عمقها العربي الاستراتيجي.
ووصف الهزيل هذا اليوم باليوم الذي أضاعت فيه القيادة السياسية البوصلة، وشُطب الميثاق الوطني الفلسطيني ومعه منظمة التحرير.