قائمة الموقع

بدعوتها نتنياهو.. القاهرة تسعى لإحياء عملية التسوية

2020-12-17T10:40:00+02:00
السيسي ونتنياهو
الرسالة- محمد عطا الله 

على ضوء المتغيرات الدولية المتسارعة؛ يبدو أن القاهرة تسعى جاهدة لإعادة إحياء مسار التسوية الذي تعثر منذ سنوات بين السلطة الفلسطينية وحكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو.

وكشفت صحيفة يسرائيل هيوم العبرية، المقربة من نتنياهو، أن الأخير تلقى دعوة رسمية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لزيارة القاهرة، وذلك لأول مرة منذ أكثر من عقد يتلقى رئيس وزراء إسرائيلي دعوة بزيارة مفتوحة إلى القاهرة، مرجحةً أن تتم الزيارة خلال الأيام المقبلة.

ونقلت الصحيفة العبرية عن مصادر مصرية قولها، إن السيسي ونتنياهو سيبحثان جملة من القضايا الإقليمية منها تعزيز العلاقات الأمنية والسياسية في مواجهة التهديد الإيراني، وتنسيق المواقف بين (تل أبيب) والقاهرة قبل دخول الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن الشهر المقبل للبيت الأبيض.

ووفقًا لمزاعم الصحيفة، فإن النظام المصري قلق من احتمال أن تكون إدارة بايدن معادية للقاهرة، وأن صفقة نووية جديدة مع إيران ستؤدي إلى عدم الاستقرار الإقليمي. كما نقلت عن ذات المصادر.

وقالت المصادر، إن القاهرة تعلق أهمية كبيرة على التحالف الإقليمي الذي يتم تشكيله بين (إسرائيل) والدول العربية السنية المعتدلة ولتعزيز الدعم للاتفاقيات الإبراهيمية واتفاقية السلام بين (إسرائيل) والسودان.

وسيناقش نتنياهو والسيسي إمكانية استئناف المفاوضات بين (إسرائيل) والفلسطينيين، ولاحقًا جهود وسطاء المخابرات المصرية لدفع مسلسل الهدوء في قطاع غزة.

دفع التسوية

ويرى الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل أن هذه الدعوة تأتي عقب زيارة رئيس السلطة محمود عباس للقاهرة والأردن، واستكمالا لدور تقوم به مصر على الأرجح ويمكن أن يوصل لاتفاق ما.

ويوضح عوكل في حديثه لـ"الرسالة" أن مصر تحاول التحضير لمرحلة بايدن ومحاولة احياء عملية التسوية ودفع المفاوضات بين الجانبين لكي تستأنف من جديد إلى جانب العديد من الملفات الأخرى التي يجري تباحثها.

ويستبعد الكاتب عوكل أن يقدم نتنياهو أي تنازلات جديدة للفلسطينيين أو يحدث أي تغيير في سياسته وهو ما يجعل من الخطأ أن يذهب الفلسطينيين لتجربته مرة أخرى، لا سيما وأنه جرى تجربته أثناء فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق أوباما.

ويشير إلى أنه لا يوجد أي افق في ظل وجود بنيامين نتنياهو لنجاح عملية التسوية على أساس حل الدولتين، مردفا في الوقت ذاته "نتنياهو ثعلب ماكر يحاول أن يقدم تحركاته على أنها انتصار يستثمره على الصعيد الداخلي لديه ليس أكتر".

 محور الاهتمام


ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي د. رجب أبو سرية أن الدعوة تعني أن القاهرة هي التي تبحث عن ترتيب أوراقها، استعداداً لبايدن، خاصة أن دعوة نتنياهو لزيارة مصر تأتي بعد زيارة السيسي لفرنسا، فيما نتنياهو يبدو أنه ما زال مشغولاً باستثمار ما تبقى من أيام في ولاية دونالد ترامب، كما أنه يبدو أقل قلقاً من كثير من قادة الشرق الأوسط.

ويوضح أبو سرية في مقال له أن نتنياهو حصل على كل ما رغب من ترامب، وبايدن لن يعيد عقارب الساعة السياسية للوراء، ولن يكون بالنسبة له «أسوأ» من باراك أوباما، ولكن لا بأس بالنسبة له من مواصلة العمل على أن تظل (تل أبيب) محور الاهتمام بالنسبة لمعظم الدول العربية ذات التأثير الإقليمي لتعزيز قدرة (إسرائيل) في مواجهة التحدي الإقليمي الأهم أمامها وهو التحدي الإيراني.

ويشير إلى أن (إسرائيل) بعد ما أحدثته من اختراق بالجانب العربي، ليست قلقة كثيراً حتى من عقد مؤتمر دولي أو إقليمي خاص بالشأن الفلسطيني، لكن قلقها يتمركز في تصعيب الأمر على بايدن فيما يخص الملف الإيراني، وما دام أنها نجحت في إقناع ما سمي محور الاعتدال العربي بأن كل الخطر عليها يأتي من إيران وليس منها، فإنها ستكتفي بما حققته في عهد ترامب فيما يخص الملف الفلسطيني، ولا بأس من توحيد موقف العرب معها فيما يخص الملف الإيراني.

اخبار ذات صلة