لقد كان هذا العام الأسوأ بلا منازع على واقعنا الفلسطيني، وبالأخص على واقع الضفة الغربية والقدس تحديدا، فقد استغله الاحتلال استغلالا لا سابق له في ظل انتشار جائحة كورونا، وما تبعه من إغلاقات ومنع، وقوانين وضعها المحتل، يطبقها على أهالي القدس فقط في محاولة لاستغلال الفرص ما أمكنه ذلك.
ولأن كل العالم في ظل الجائحة يهدأ و(إسرائيل) لا تهدأ؛ فرض الواقع أرقاما قياسية في حالات العنف والتعسف الإسرائيلي في الضفة الغربية، فرصد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عبر تقريره السنوي أرقاما توضح أن عملية هدم المنازل خلال هذه الأشهر الخمسة الأخيرة من العام مثلت أعلى متوسط لمعدل عمليات الهدم في أربعة أعوام ماضية.
فقد هدم الاحتلال وصادر 389 مبنى يملكه فلسطينيون بين شهري آذار/مارس وآب/أغسطس 2020، أي بمعدل 65 مبنىً شهريا في أماكن متفرقة من الضفة والقدس.
كما استمر المحتل في عملية قضم الأراضي الفلسطينية في الضفة في محاولة للتغلب ديموغرافيا على الواقع الجغرافي، قبل أن يتغلب العالم على فايروس كورونا.
مسؤول ملف الاستيطان بالضفة الغربية غسان دغلس قال إن جهد الاحتلال ينصبّ حول وجود مليون مستوطن بالضفة خلال العام المقبل.
ولفت دغلس في مقابلة سابقة إلى أن الاحتلال يصر على إبقاء السيطرة على كامل المستوطنات بما فيها البؤر، وأن كل مكان في الضفة قريب من القدس أو المستوطنات أو الجدار هو مهدد بالسيطرة.
وكان للتجمعات البدوية نصيب كبير من الهدم والملاحقة والتربص، فقد قال أمين سر حركة فتح في منطقة عرب الجهالين وبادية القدس داود الجهالي: "إن عمليات الهدم المتواصلة التي تنفذها سلطات الاحتلال في هذه المنطقة، تأتي في إطار محاولات الاحتلال تهجير السكان واقتلاعهم من التجمعات في بادية القدس".
وفي سياق الحديث نفسه يقول رئيس مجلس قروي المالح والأغوار الناشط عارف دراغمة إنه خلال ثلاثة أشهر فقط سُجّلت 120 حالة اعتداء من مستوطنين على فلسطينيين في التجمّعات البدويّة في منطقة الأغوار، بالإضافة إلى توجيه أكثر من 160 إخطاراً بالهدم.
وطبقاً لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية؛ فإن "سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اقتحمت المسجد الأقصى المبارك أكثر من 24 مرة، وركبت ساعات وكاميرات مراقبة داخل باحاته، ومنعت رفع الأذان في الحرم الإبراهيمي الشريف بالخليل 57 مرة".
وقد استغل الاحتلال فرصة جائحة كورونا وفرض على المقدسيين في الأسواق القديمة اغلاق محالهم بالقوة بالإضافة الى فرض ضريبة خمسة آلاف شيكل على من يكسر هذا القرار، وهو الذي لم يلتزم به التجار اليهود في القدس الغربية، حيث ما زالت وتيرة العمل التجاري الإسرائيلي تعمل رغم الجائحة.
وحسب الأرقام المنشورة لجهاز الإحصاء المركزي فإن عدد المحال التجارية في القدس القديمة هي 9000 يملك العرب 4000 محلا منها، وقد أغلق 250 محلا تجاريا يملكها عرب بسبب الخسارة الاقتصادية التي فرضها الاغلاق الدائم من الاحتلال بحجة انتشار فايروس كورونا.