توعّد كبير موظفي البيت الأبيض في إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن المتورطين في عملية التجسس الإلكتروني، وبينما تتوالى الانتقادات بشأن تصريحات الرئيس دونالد ترامب، نفت روسيا مجددا تورطها، بينما انتقدت الصين الإدارة الأميركية.
وقال رون كلاين، كبير موظفي البيت الأبيض في إدارة بايدن، إن الإدارة المقبلة لن تفرض عقوبات على المتورطين في عملية التجسس الإلكتروني فحسب، بل ستتخذ خطوات لتحجيم قدرة الفاعلين على تكرار هذا النوع من الهجمات.
وطالب كلاين من الإدارة الحالية للبيت الأبيض وأجهزة الاستخبارات تقديم توضيح غير ملتبس، معتبرا أنهم المسؤولون عن الأمر ويجب أن يبعثوا رسائل لتحميل المتورطين المسؤولية.
من جهتها، قالت مرشحة بايدن لوزارة الطاقة جينفر غرانهولم لشبكة "إيه بي سي" (ABC) إن الإدارة المقبلة تأخذ ما يجري بشأن الهجمات الإلكترونية على محمل الجد، مؤكدة أن بايدن سيكون له ردّ قوي على ما حصل.
وانضم وزير العدل الأميركي وليام بار إلى وزير الخارجية مايك بومبيو في تحميل روسيا مسؤولية عملية القرصنة، وهو موقف كرره عدة مسؤولين ومشرعين أميركيين مؤخرا.
ودعا جيم هيمز عضو لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الرئيس دونالد ترامب إلى التحرك والوقوف في وجه الهجمات الإلكترونية، متهما روسيا خلال مقابلة مع شبكة "سي إن إن" (CNN) بالوقوف وراء الهجوم، ومشيرا إلى أن على الرئيس أن يكون واضحا مع موسكو بشأن ما قامت به.
انتقادات متوالية
وتتوالى الانتقادات الموجهة للرئيس ترامب، حيث قال السيناتور الجمهوري في مجلس الشيوخ ميت رومني، في حديث لشبكة "سي إن إن" إنه لا أحد في أجهزة الاستخبارات يشك في وقوف روسيا خلف هذا الهجوم، لكن ترامب "يعمي نظره عن كل ما يخص روسيا"، محذرا من إمكانية تكرار هذه الهجمات.
وكان ترامب قد قال إن قضية القرصنة الإلكترونية ليست ضخمة كما تدّعي ما وصفها بوسائل الإعلام المزيف.
وأضاف ترامب -في تغريدتين- أنه على اطلاع كامل على القضية، وأن كل شيء تحت السيطرة، معتبرا أن الاتهام يوجّه دائما لروسيا، لأن وسائل الإعلام -ولأسباب مالية- تخشى الإشارة إلى الصين، التي يمكن أن تكون هي المسؤولة عن ذلك.
وقال في التغريدة "الهجوم الإلكتروني أكثر أهمية في الإعلام الزائف مما هو في الواقع"، وأضاف "كل شيء تحت السيطرة. روسيا روسيا روسيا، هذه أول لازمة تتردد عند حصول أي شيء"، مضيفا "قد تكون الصين، هذا محتمل".
نفي ورد
من جهته، نفى المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن تكون روسيا متورطة في الهجمات الإلكترونية على مؤسسات حكومية أميركية.
وقال بيسكوف ردا على التلويح بعقوبات بسبب القرصنة، إن موسكو لا علاقة لها بالنقاش الدائر في واشنطن بشأن هجمات القرصنة التي تتعرض لها، مشيرا إلى أن تصرفات واشنطن خلال الأعوام الأخيرة لا يمكن التنبؤ بها.
وأضاف أن تلك الاتهامات لا أساس لها، وأنها تمثل استمرارا لما وصفه بالفوبيا العمياء تجاه روسيا، التي يتم اللجوء إليها في كل الحوادث.
أما المتحدث باسم الخارجية الصينية وانغ ون بين، فقد قال خلال مؤتمر صحفي إن الولايات المتحدة تقوم بتسييس قضية الأمن الإلكتروني لتشويه صورة الصين في المجتمع الدولي ونشر معلومات مضللة دون أدلة قاطعة.
واعتبر أن هذه الأقوال والأفعال تتعارض مع مكانة الولايات المتحدة في المجتمع الدولي.
قرصنة وأضرار
وقبل أيام أكدت الحكومة الأميركية أن حملة القرصنة الأخيرة التي تعرضت لها وكالات فدرالية، مستمرة وكبيرة وأثرت على شبكاتها. وكشفت مصادر مطلعة أن متسللين تجسسوا على رسائل البريد الإلكتروني الداخلية بوزارتي الخزانة والتجارة الأميركيتين، وأن هناك مخاوف من أن تكون عمليات التسلل التي اكتشفت حتى الآن ليست إلا كقمة جبل الجليد.
وقال بيان مشترك لمكتب التحقيقات الفدرالي ووكالة الأمن السيبراني والمخابرات الوطنية، إن الوضع يتطور، وإن العمل جار لمعرفة الحجم الكامل للهجمات.
وأكد البيان أن مكتب التحقيقات الفدرالي يحقق ويجمع المعلومات الاستخباراتية، لتحديد الجهات المسؤولة عن الهجمات ومتابعتها ووضع حد لها.
يشار إلى أنه في الوقت الذي تتحقق فيه الولايات المتحدة من الأضرار التي لحقتها من الهجوم الإلكتروني الذي يرجح مسؤولون أنه انطلق في مارس/آذار الماضي، أعلن حلف شمال الأطلسي "الناتو" (NATO) أنه بعد فحص أنظمته المعلوماتية، لم يجد دليلا على أنه تعرض للقرصنة.
أما بريطانيا، فقالت إنها تعمل مع شركائها الدوليين لفهم حجم عمليات القرصنة وتأثيرها عليها.
المصدر : الجزيرة + وكالات