داخل غرفة مؤمن أبو شهلا الخاصة، هناك حلم ينبض بالحياة، حلم لا زال قيد الإنشاء، حيث حولها إلى مكان يجهز فيه لوحاته المصنوعة من الخشب، ليطلق مشروعه الصغير المليء بالتطلعات، فبدأ بإنتاج العديد من القطع الفنية والتحف المنزلية.
الشاب الذي يقطن مدينة خانيونس، جنوب قطاع غزة،تخرج عام 2018 من قسم المحاسبة في جامعة الأزهر، ولم ينتظر يوما أن يطرق بابه لتوظيفه في جهة ما، بل اتجه فطريا إلى نوع من الفن، الذي يعتبر لبنة مشروعه الكامن المليء بالشغف.
"أحبُ كل شيء مصنوع من الخشب" هذا ما قاله للرسالة. للفن بعد آخر لا نراه إلا عند الاقتراب من الحكاية بسبرأغوار هذا الشغف الذي دفع الشاب مؤمن للتحرر من الواقع المرير والذهاب صوب الموهبة.
أكمل الشاب مسيرته العملية الفنية التي اكتشفها وهو بالمرحلة الثانوية عندما أعجب بالنتيجة التي ظهرت بعد أولتجربة، فأراد أن يستغل الأخشاب بطريقة صحيحة ومناسبة.
يبدأ مؤمن يومه بإعادة تدوير الخشب المستخدم بأدوات النجارة وماكينات القص والنحت وعبوات رش الألوان التيتنتشر في أرجاء المكان، لينتج طلبات زبائنه بتنفيذ بعض الأفكار التي دارت في مخيلته، ليظهرها بشكل جمالي مليء بالرونق.
يستبق الحدث عندما يشاهد على مواقع الانترنت أفكاراجديدة في مجال "الأنتيكات"، ويعمل على تنفيذها، ثم أطلق على مشروعه لفظ "غسق ستور" اقتداء بإحدى شركات الديكور في الدول العربية.
يذكر مؤمن أن عائلته هي الداعم الأول له، ماديا ومعنويا،ويرجع الفضل لشقيقته بسمة التي تلتقط صورًا لقطعهبطريقتها الإبداعية وتعمل على ترويجها بعرضها على الصفحات الخاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فيس بوك وانستقرام، تحت عنوان "غسق ستور".
ويحتوي معرض مؤمن على لوحات متعددة من القطعالخشبية الجميلة، منها "ساعة حائط، مقاعد وطاولات خشبية، عود وجيتار وستاند ملابس ونجفات مضيئة والعديد من القطع الفنية المستوحاة من حسه الإبداعي.
وعن المعيقات التي واجهته يتحدث مؤمن أن أول عائق تجاه ابداعه هو شح المواد الخام التي يمنع الاحتلالإدخالها وخاصة "الآيبوكسي" وهي مادة شفافة صلبة تعطي اللوحات الخشبية مظهرا لامعا، كما أنه يسهُل تنظيف اللوحة، بالإضافة إلى شح المعدات المساهمة في العملية الإنتاجية؛ مما يضطره للبحث عن مواد بديلة.
طموحات مؤمن كبيرة، تبدأ بتسويق منتجاته في السوق المحلي، وتنتهي بالعمل على إنتاج شركة ذات اختصاص بالديكورات الخشبية، لتوفير مصدر دخل خاص به ليجتاز الأوضاع الصعبة التي يعيشها القطاع الغزي.
يشار إلى أن بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، كشفت عن ارتفاع معدل البطالة في الضفة الغربية وقطاع غزة من 25% في الربع الأول إلى 27% في الربع الثاني من 2020.