غزة – الرسالة نت
ترتجف يداه دون توقف محاولا السير بمساعدة زوجته وشقيقه، تماسكت أقدامه بصعوبة وبدت خطواته مثقلة، وما هي إلا ثواني حتى استسلم لآلامه وضعف أطرافه وعاد للجلوس.
تنسج المعاناة معالمها على جسد محمد وادي منذ ست سنوات الذي اندفع آنذاك بسيارته لإنقاذ جرحى في مخيم جباليا أصابتهم رصاصات الاحتلال في معركة أيام الغضب لكنه انضم إليهم بعدما اخترقت رصاصة رقبته، ومست النخاع الشوكي.
رحلة علاج طويلة قضاها محمد ابن الخامسة والعشرين انتقل خلالها إلى مصر بصعوبة، واتفق الأطباء أنه يعاني من ارتخاء في الأطراف وبحاجة لعلاج طبيعي مكثف.يشكو محمد شح الرعاية الصحية وعدم الاهتمام الكافي بحالته، ويقول " لا يوجد من يهتم بي بالشكل المطلوب الذي يمكني من استعادة قواي، والمؤسسات تقدم خدمات دعم نفسي، وأحتاج علاج طبيعي مكثف".
تزوج محمد قبل عام، ويعيش مع زوجته مستعينين بالمبلغ البسيط الذي يتقاضاه كبقية الجرحى.يسكن محمد وزوجته في غرفة مع والديه وأشقائه في الطابق الثاني من بناية مشتركة مع العائلة، وتشكل محاولة خروجه من المنزل عبء ثقيل عليه وعلى من يحاول مساعدته.
وتظهر على قدميه تشققات وجروح تصيبه أثناء مساعدته على السير، لثقل حركته، مما يزيد من معاناته.وقلصت صعوبة حركة محمد أحلامه بالخروج للشارع، وبات حبيس المنزل دون الاختلاط بجيرانه.
تجول نظراته المكان وهو يتحدث عن حلم بسيط بامتلاك كرسي كهربائي متحرك يسهل حركته، ويمكنه من الخروج للشارع البعيد عن منزله مئات الأمتار والعودة إليه بسهولة ويسر.
ويضيف محمد "ترددت كثيرا على الجمعيات على أمل الحصول على كرسي كهربائي، لكن دون جدوى".
"والله شفت واحد في الشارع ماشي على كرسي متحرك وبيروح وين ما كان" يقول محمد الذي يمتد حلمه للحصول على تحويلة للعلاج في الخارج تمكنه من الالتحاق بمركز علاج طبيعي مكثف، عله يستعيد جزء من عافيته المفقودة منذ ست سنوات".
ويشير محمد إلى أن كثيرا من المصابين الذين حولوا للعلاج بالخارج، استعادوا عافيتهم وتغلبوا على ارتخاء العضلات الذي يعانون منه، ويأمل أن تسنح له فرصة جديدة للوصول إلى مبتغاه.وتشتكي والدته من سوء تعامل بعض المؤسسات مع ابنها، وعدم إيلائه الرعاية الكافية.
وأطلق محمد مناشدته عبر "ألم وأمل" للوقوف بجانبه كي يتمكن من تجاوز محنته التي طالت لسنوات، وتحقيق حلمه بامتلاك كرسي كهربائي متحرك، وأن يتمكن من استكمال علاجه في الخارج.