تلقائيا، تم حل الكنيست الإسرائيلي، بسبب عدم التوصل لاتفاق وتمرير الموازنة (الإسرائيلية)، الأمر الذي يعني التوجه لانتخابات هي الرابعة خلال عامين.
ووفق رئيس الكنيست ياريف ليفين فإن (إسرائيل) تتوجه إلى معركة انتخابية في فترة معقدة وفي ظل تحديات واختلافات كثيرة"، داعيا المواطنين إلى "الامتناع عن تصعيد التوتر السائد، لكي تسير الانتخابات بشكل منتظم.
ومن اللحظات الأولى للحملة الانتخابية الرابعة يشحذ المرشحون سيوفهم في طريقهم إلى المعركة القبيحة على المقاعد، والكل يحاول تجنيد جنود جدد إلى صفه ومنهم من يخوض حربا من أجل البقاء.
وتبدو هذه المرة الأولى التي يظهر فيها خصم جدير من صفوف اليمين لنتنياهو، وهو "جدعون ساعر" الذي غير انشقاقه الخريطة السياسية، ومن شأنه أن يُرشح ضد نتنياهو لمنصب رئيس الوزراء.
واعترف مسؤولون كبار في الليكود بأن ساعر كان العامل الأبرز الذي أثر على نتنياهو ودفعه لمحاولة منع الذهاب إلى صناديق الاقتراع، لكنه فشل في ذلك.
ويعد التحدي الذي يواجه ساعر هو الحفاظ على الواقعية وجني 3-4 مقاعد من الليكود أو اليمينا لقلب الموازين وتحصيل أكبر عدد من المقاعد.
ويواجه ساعر الآن تحديات كبيرة تتمثل في التآكل الذي سيأتي لاحقًا لوضعه السياسي، وتقديم قائمة جذابة ومختلفة عن حزب يمينا، وتستعد شارون هيسكيل وميخل شير للانضمام اليه.
يقول ناحوم برنيع وهو كاتب سياسي في يديعوت أحرنوت الإسرائيلية "الحكومة الأسوأ في تاريخ (إسرائيل) انتهت، ولا امل جديدا بالحكومة القادمة".
أزمة نتنياهو
ويرى د. صالح النعامي المختص في الشأن الإسرائيلي، أنه رغم الذهاب لانتخابات الكنيست للمرة الرابعة إلا أن الأزمة السياسية لن تحل، ولن يكون هناك تكتل حزبي قادر على الحصول على الأغلبية المطلقة، مؤكدا أنه لا يوجد شيء يدلل على أن الانتخابات المقبلة ستنهي المعضلة السياسية التي تمر بها (إسرائيل).
وأكد في حديثه "للرسالة" أن ما يدور متعلق بأزمة نتنياهو الشخصية، فهو قادر على أن تستمر الحكومة لعامين ونصف، لكنه لا يريد التناوب على الرئاسة مع بيني غانتس.
ومنذ مساء الثلاثاء عند حل الكنيست، بدأ نتنياهو الحملة الانتخابية الجديدة لحزبه، وذلك في مؤتمر صحافي وجه خلاله انتقادات حادة لغانتس، واتهمه بالتراجع عن تفاهمات قال إنهما توصلا إليها سابقا، وتنصل نتنياهو من مسؤوليته في إفشال الحكومة، في تصريحات كررها على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي.
واعتبر نتنياهو أن الفوز سيكون حليف حزب الليكود برئاسته في الانتخابات المقبلة وقال: "سنفوز في الانتخابات لسبين؛ الأول: القيادة والإنجازات العظيمة التي حققناها (اللقاحات، واتفاقات السلام، والاقتصادي القوي)".
وفي تغريدته على تويتر ذكر أن السبب الثاني الذي سيرجح كفته في الانتخابات القادمة هو "أن هناك الكثير من السياسيين (في إسرائيل)، لكن لا يمكن لأحد منهم تشكيل حكومة دون رئيس حزب "يش عتيد، يائير لبيد وأحزاب اليسار"، مشددا على أن "الطريق الوحيدة لتشكيل حكومة يمين كاملة، دون أحزاب اليسار، هي التصويت لليكود" دون سواه من أحزاب يمينية.
في المقابل، رد غانتس على نتنياهو في تغريدة قال فيها: "(ما يصدر عن نتنياهو) أكاذيب أكثر من كلمات، نتنياهو يجرنا إلى الانتخابات فقط حتى لا يذهب إلى المحكمة، وأي رواية أخرى إما خدعة أو مراوغة".
وجاء في بيان صدر عن "كاحول لافان" أنه "لو لم تكن هناك محاكمة (لنتنياهو) لكانت هناك ميزانية (للدولة) ولكنا قد نجحنا بتجنب الانتخابات".
وستكون هذه الانتخابات هي الرابعة في أقل من عامين، منذ حل نتنياهو لحكومته السابقة في ديسمبر/كانون الأول 2019، وإجراء الانتخابات في إبريل/نيسان من العام الماضي.
يذكر أن نتنياهو لم يتمكن بعد الانتخابات المذكورة من تشكيل حكومة جديدة، فأعلن حل الكنيست، وجرت انتخابات ثانية في العام ذاته في 17 سبتمبر/أيلول، كرست حالة الجمود والأزمة السياسية.
وبعد الانتخابات الثالثة في مارس/آذار من العام الحالي، تمكن نتنياهو من تشكيل حكومة وحدة طوارئ وطنية مع حزب "كاحول لفان"، بعد أن حصل غانتس على توصية 61 نائباً من الكنيست، بمن فيهم أعضاء القائمة المشتركة للأحزاب العربية، لتشكيل حكومة، لكن غانتس فضل الانشقاق عن شريكيه في القائمة يئير لبيد وبوغي يعالون، وتشكيل حكومة وحدة وطنية مع نتنياهو في مايو/أيار الماضي، بعدما انسحب من القائمة الموحدة وأخذ معه 15 نائباً.