تقترب الإصابات بفيروس كورونا عالميا من 79 مليونا، في وقت تستحوذ فيه تطورات السلالات الجديدة من الفيروس وحملات التطعيم على اهتمام الكثيرين، مع مرور عام على بدء تفشي الوباء في العالم.
البحث عن اللقاحات
أعلنت الحكومة المغربية -الخميس- اقتناء 65 مليون جرعة من لقاحي سينوفارم (SinoPharm) الصيني وأسترازينيكا-أكسفورد (AstraZeneca-Oxford) البريطاني، استعدادا لحملة تلقيح تستهدف حوالي 25 مليون شخص ضد وباء كوفيد-19، مشيرة إلى أن التحضيرات لبدء الحملة "بلغت مراحل متقدمة".
وقال وزير الصحة خالد آيت الطالب، أثناء الاجتماع الأسبوعي للحكومة "تم اقتناء 65 مليون جرعة من اللقاحين المعتمدين من طرف بلادنا"، بحسب بيان عقب الاجتماع، لكن لم يعلن بعد موعد تسلم هذه الجرعات.
ويتعلق الأمر بلقاحي سينوفارم الصيني وأسترازينيكا البريطاني بحسب ما أوضح مصدر حكومي لوكالة الصحافة الفرنسية، وهو ما أكده أيضا وزير الصحة في حوار سابق مع الوكالة.
وكان الديوان الملكي أعلن في بيان في وقت سابق أن حملة التلقيح ستكون مجانية.
وأشار بيان حكومي إلى أن الفئة المستهدفة تبلغ حوالي 25 مليون شخص، على أن تعطى الأولوية للذين يواجهون الوباء في الخطوط الأمامية من العاملين في قطاع الصحة والسلطات العامة وقوات الأمن والمدرسين، وأيضا المسنين والأشخاص الذين يعانون مشاكل صحية، لتوسع لاحقا إلى باقي المواطنين.
نتائج واعدة للقاح صيني بتركيا
وأظهرت بيانات المرحلة الأخيرة من التجارب في تركيا على لقاح الوقاية من فيروس كورونا الذي طورته شركة سينوفاك بيوتك (Sinovac Biotech) الصينية، أن فاعلية اللقاح تبلغ 91.25%، وستكون على الأرجح أفضل من النتائج التي سجلتها تجربة منفصلة للقاح في البرازيل.
وأصبحت تركيا بذلك ثاني بلد يعلن نتائجه الخاصة بتجارب اللقاح الصيني.
وكان الباحثون في البرازيل -التي تجري أيضا تجربة أخيرة بالمرحلة الثالثة على اللقاح- قد قالوا يوم الأربعاء إن جرعة التطعيم أثبتت فاعلية بأكثر من 50%، لكنهم لم يفصحوا عن النتائج الكاملة للتجربة بناء على طلب الشركة، مما يثير تساؤلات بشأن الشفافية.
وقال الباحثون وهم جزء من مجلس العلوم الحكومي -الخميس- إنهم لم يرصدوا أعراضا كبيرة أثناء تجارب اللقاح في تركيا، باستثناء شخص واحد عانى من حساسية.
وبدأت تجربة تركيا للقاح في 14 سبتمبر/أيلول، وقال الباحثون إن 1322 شخصا شاركوا فيها.
وتعتبر سينوفاك أول شركة صينية تنتج لقاحا للوقاية من مرض كوفيد-19 الناجم عن الإصابة بالفيروس وتفصح عن تفاصيل من التجارب السريرية للمراحل الأخيرة، وذلك في أعقاب نتائج إيجابية أظهرتها لقاحات منافسة الشهر الماضي طورتها شركات فايزر ومودرنا وأسترازينيكا.
ووافقت تركيا على شراء 50 مليون جرعة من لقاح شركة سينوفاك بحلول 11 ديسمبر/كانون الأول، لكن التسليم تأخر.
وقال الوزير إن اللقاحات ستصل إلى تركيا يوم الاثنين، مضيفا أن تركيا ستقوم بتطعيم نحو 9 ملايين فرد في المرحلة الأولى، بدءا بالعاملين في قطاع الصحة.
وفي إيران، ذكرت وسائل إعلام رسمية -الخميس- أن طهران توصلت إلى اتفاق مبدئي لشراء لقاحات من الخارج للوقاية من فيروس كورونا، وتعتزم اختبار لقاح منتج محليا، وذلك مع تراجع عدد الوفيات إلى أدنى مستوى في 3 أشهر.
وقال محافظ البنك المركزي الإيراني عبد الناصر همتي إن طهران توصلت إلى اتفاق مبدئي لتحويل أموال من أجل اللقاحات، وستدفع نحو 244 مليون دولار للواردات الأولية منها.
وأفادت وسائل إعلام إيرانية بأن شركة شفا فارميد الإيرانية بدأت هذا الأسبوع تسجيل متطوعين للتجارب البشرية لأول لقاح إيراني للوقاية من مرض "كوفيد-19″، الناجم عن الإصابة بالفيروس.
وعلى مستوى الحملات التطعيمية ضد كورونا، انطلقت في الكويت صباح الخميس عمليات التطعيم ضد الفيروس.
ونقلت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية عن رئيس الوزراء الشيخ صباح الخالد الصباح، قوله إن السلطات الصحية في الكويت اعتمدت لقاح "فايزر"، ووفرت جرعات لمليونين و200 ألف شخص.
السلالة الجديدة
وقالت ولاية بادن-فيرتمبرغ الألمانية -الخميس- إنها رصدت أول إصابة بالسلالة الجديدة من فيروس كورونا التي تنتشر سريعا في بريطانيا.
وجاء الشخص المصاب من مطار هيثرو في لندن إلى فرانكفورت يوم 20 ديسمبر/كانون الأول لزيارة أقاربه، وثبتت إصابته بالفيروس فور وصوله.
وقالت وزارة الصحة في ولاية بادن-فيرتمبرغ إن "هذه أول حالة معروفة في ألمانيا"، وأضافت أن 3 من المخالطين للحالة المصابة وضعوا في الحجر الصحي.
ودفعت السلالة الجديدة السريعة الانتشار العديد من الدول إلى وقف حركة السفر مع بريطانيا.
وأكدت سنغافورة اليوم أيضا اكتشاف أول إصابة بالسلالة الجديدة.
وفي الدانمارك، قالت السلطات إنها رصدت 33 إصابة بالسلالة الجديدة من فيروس كورونا التي تنتشر بسرعة في أجزاء من بريطانيا.
وقال معهد المصل الدانماركي، المسؤول عن مكافحة الأمراض المعدية في البلاد -في تقرير نشر الأربعاء- إن الحالات رُصدت في فحوص فيروس كورونا التي أجريت بين 14 نوفمبر/تشرين الثاني و19 ديسمبر/كانون الأول.
وقامت الدانمارك -الرائدة على مستوى العالم في مجال تسلسل الجينوم- بتحليل المواد الجينية في 7805 عينات إيجابية خلال هذه المدة، مما يعني أن السلالة الجديدة وجدت في 0.4% من حالات الإصابة.
وقال المعهد إن النسبة يمكن أن تتغير، إذ لم يجر تحليل سوى 13.5% فقط من الحالات الموجبة حتى الآن.
أما في إنجلترا التي انطلقت منها إحدى سلالات كورونا الجديدة، فقال مكتب الإحصاءات الوطنية بها -الخميس- إن معدل انتشار "كوفيد-19" في إنجلترا ارتفع مرة أخرى في الأسبوع المنتهي يوم 18 ديسمبر/كانون الأول، حيث بلغت الإصابات نحو 645 ألفا و800 حالة، أي بمعدل مصاب واحد من كل 85 من السكان.
وكان معدل الانتشار في الأسبوع السابق: إصابة واحدة من بين كل 95 من السكان، وفقا لتقديرات المكتب.
وذكرت وكالة تونس أفريقيا للأنباء، نقلا عن وزارة النقل، أن تونس علّقت جميع الرحلات الجوية من الدانمارك وإليها، وسط مخاوف من تفشي السلالة الجديدة من فيروس كورونا.
وذكرت الوكالة الرسمية أن التعليق يسري حتى إشعار آخر، ويشمل "المسافرين الذين أقاموا أو عبروا الدانمارك".
وكانت تونس قد أعلنت يوم الاثنين تعليق جميع الرحلات مع كل من بريطانيا وأستراليا وجنوب أفريقيا.
الحالة الصحية لماكرون
وقال بيان لقصر الإليزيه إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لم تعد لديه أية أعراض لفيروس كورونا، وإنه تبعا لذلك سينهي فترة عزله مع انقضاء 7 أيام في الحجر.
وأوضح البيان أن الرئيس قضى مدة مرضه وهو يعمل على الملفات الرئيسة للبلاد، وعقد كل الاجتماعات المقررة. ودعا ماكرون الفرنسيين -من خلال البيان- إلى ضرورة الالتزام بالقواعد المفروضة للحد من انتشار الفيروس.
وعانى ماكرون الصداع والسعال الجاف والإعياء لأيام، ثم تحّسنت حالته أمس الأربعاء.
من جهة أخرى، أجازت الهيئة العليا للصحة في فرنسا استعمال لقاح "فايزر-بيونتك" (Pfizer-BioNTech) للبالغين الذين تتجاوز أعمارهم 16 عاما.
وأوضحت الهيئة أن اللقاح سيعطى للحالات ذات الأولوية، كالمسنين والمصابين بأمراض خطرة. ومن المقرر أن تبدأ فرنسا عمليات التطعيم يوم الأحد المقبل.
وكانت الهيئة الأوروبية للأدوية أجازت قبل أيام استخدام لقاح "فايزر-بيونتك" في الدول الأوروبية، مشيرة إلى أنه آمن وفعال ضد "كوفيد-19".
أعلنت إسرائيل -الخميس- أنها ستفرض اعتبارا من الأحد المقبل إغلاقا شاملا، سيكون الثالث منذ انتشار وباء "كوفيد-19″، ويأتي بعد أيام فقط من بدء التلقيح ضد فيروس كورونا المستجد.
وأكدت وزارة الصحة وجود 4 إصابات بالسلالة الجديدة من الفيروس ظهرت في جنوب إنجلترا، ويعتقد مسؤولو الصحة البريطانيون أنها تنتشر بشكل أسرع.
وسيحظر التنقل إلى أبعد من ألف متر عن مكان الإقامة، ما عدا الحالات الاستثنائية أو التوجه لتلقي اللقاح. ومن القيود أيضا "حظر المكوث في منزل خاص بشخص آخر غير العائلة المصغّرة، وإغلاق جميع أماكن التجارة وأماكن الترفيه، عدا خدمة الإرساليات".
أرقام قياسية في روسيا
وسجلت روسيا -الخميس- أرقاما قياسية جديدة في عدد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا المستجد، في ظل غياب إجراءات حجر واسعة على الرغم من الموجة الثانية التي تضرب البلاد.
وأعلنت السلطات الروسية وفاة 635 شخصا، وإصابة 29 ألفا و935 آخرين في الساعات الـ24 الماضية، ليرتفع مجموع الإصابات إلى أكثر من مليونين و960 ألفا، والوفيات إلى 53 ألفا و96.
وترفض الحكومة حتى الآن فرض أي إجراءات حجر لحماية الاقتصاد المتعثر، وتعتمد على التطعيم الشامل للسكان الروس بفضل لقاح "سبوتنيك في" (Sputnik-V) الذي طوّرته موسكو.
وفي الولايات المتحدة، قالت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها -في تقرير الخميس- إن وفيات فيروس كورونا في الولايات المتحدة وصلت إلى 325 ألفا و96 حالة في المجمل، وذلك بزيادة 3362 وفاة عن الإحصاء السابق.
وأضافت أن إجمالي عدد الإصابات وصل إلى 18 مليونا و391 ألفا و571 حالة، بزيادة 221 ألفا و408 حالات جديدة.
وبعد الولايات المتحدة، كانت أكثر الدول تضررا هي البرازيل، حيث سُجلت فيها 189 ألفا و220 وفاة من 7 ملايين و365 ألفا و517 إصابة، ثم الهند مع 146 ألفا و756 وفاة من مليون و123 ألفا و778 إصابة، ثم المكسيك مع 120 ألفا و311 وفاة من مليون و350 ألفا و79 إصابة، ثم إيطاليا مع 70 ألفا و395 وفاة من مليون و991 ألفا و278 إصابة.
المصدر : الجزيرة + وكالات