اسمها نيسان، تحمل في حروف اسمها معنى الربيع الحقيقي لقلم فاق عمره بكثير، فهي ابنة الثالثة عشر، تكتب وتقرأ بروح وعقل ابنة الثلاثين، وسطورها تنبئ بمستقبل تكون فيه من رواد الحرف والكلمة.
نيسان أبو القمصان، طالبة في الصف الثامن، تربت في بيت يحب القراءة ويداوي واقعه بالكتابة، فتأسست على نهج الورقة والقلم، فكتبت وتميزت في القصة القصيرة، وحصلت على العديد من الجوائز المحلية والعربية.
تسكن نيسان في حي الشيخ رضوان في غزة، والدها محام وأمها الكاتبة نجوى غانم وهي كاتبة في مجال القصة ما أثر على موهبة نيسان وأعطاها الكثير من الإصرار وتذوق الكلمة والنص.
بين مكتبة تزخر بالكتب المتنوعة الأدبية تجلس على الدوام، وتبحث عما يغذي موهبتها الأدبية فتقرأ كل ما تلقفته يدها ولعل ذلك دعم من موهبتها الفطرية فبدأت الكتابة في الصف الرابع من خلال مشاركات في مسابقات مدرسية.
وفي الحجر المنزلي الذي فرضه انتشار كورونا على القطاع، كان لنيسان وقت أطول لتنمية موهبتها واستغلالها فخرجت بالكثير من القصص التي تتناول القضايا الفلسطينية بقلم أكبر من سنواتها الثلاثة عشر.
قضايا الفقر والحصار والأسر، كانت قضايا حاضرة في قصص الصغيرة نيسان وقد شجعتها عائلتها على الاستمرار، ففي كل قصة تكتبها تحتفل العائلة بالإنجاز الجديد، وتتبارز نيسان مع أخوتها في الكتابة والقراءة، وكل ذلك يشكل دافعا للاستمرار أكثر.
"كانت الحرب، وكنت صغيرة، وأنا أركض في الشارع فرأيت بنت الجيران وهي تهرب من بيتها بعد صاروخ الإنذار وقد اختبأوا عندنا في البيت ونسوا ابنتهم في البيت وكانت الأم تصرخ بين القصف وهي تركض باحثة عن ابنتها".
كان هذا تعبير بسيط عن فكرة أكبر خطتها أنامل نيسان في قصة "عيون ملتهبة" التي حصلت على جائزة نوار في الكتابة القصصية للأطفال على مستوى العالم.
كما حصلت نيسان على المرتبة الرابعة في جائزة أنا الراوي وهي جائزة محلية فلسطينية موجهة للأطفال المبدعين في مجال كتابة القصة القصيرة، وتستهدف نشر القصص الهادفة، وتعزيز الروح الإيجابية للطفل الفلسطيني، والتركيز على اللغة العربية الفصيحة، كما تسعى المسابقة أيضاً إلى توجيه الأطفال نحو التأليف، الإبداع، وإثراء الساحة الأدبية.