من المقرر أن تبدأ فصائل الغرفة المشتركة المناورة العسكرية الضخمة الأولى منذ الإعلان عن نشأة الغرفة عام 2017، تزامنا مع الذكرى الثانية عشر للعدوان الإسرائيلي على غزة عام 2008 التي عرفت بحرب الفرقان.
المناورة، بحسب مراقبين، في الشأن العسكري تحمل 3 رسائل عسكرية مهمة، تتلخص في أبعادها المحلية والإقليمية والمرتبطة بالصراع مع الاحتلال.
3 رسائل
بدوره، قال محمد أبو هربيد المختص في الشأن العسكري، إن المناورة تحمل رسالة خاصة بالعدوان، والثانية بالجبهة الداخلية والثالثة حول الجهوزية الخاصة بالقوات والأجهزة.
وأوضح أبو هربيد لـ"الرسالة نت" أنّ هذه المناورات تأتي في سياق التأكيد على أنّ المقاومة قادرة على خوض أي معركة بالأدوات ولا تنازل عن أي موضوع وطني يحاول الاحتلال كسبه خلال المعركة.
وذكر أنّ المناورة تأتي في ظل التهديد المستمر بالحرب واستهداف غزة وتضييق الحصار وتعطيل التفاهمات ومحاولة الاحتلال ابتزاز القطاع بشأن أجهزة التنفس.
وأشار أبو هربيد إلى أن التطبيع يفرض على المقاومة أن تقول قولها وتأتي المناورة لتجسيد الوحدة المشتركة في مواجهة الاخطار والتحديات.
جهوزية وأهداف
من جهته، قال رامي أبو زبيدة الخبير في الشأن العسكري، إن الغرفة المشتركة مثلت تطورا كبيرا في العمل العسكري للمقاومة ونجحت في توحيد التشكيلات العسكرية في بوتقة واحدة.
وأوضح أبو زبيدة لـ"الرسالة نت" أنّ هذا الإنجاز أثرّ على تكتيكات وتصعيد الموقف في مواجهة الاحتلال.
وبين أن المناورة تأتي في سياق تطوير الغرفة المشتركة وتجهيز عملها، وللتأكيد على الجهوزية وقدرات المقاومة وترتيبها وتوزيعها بكامل الفرق البرية والبحرية والجوية، وتوجيه رسالة للاحتلال أن المقاومة في غزة موحدة في استراتيجيتها وعملها وتصديها.
وأضاف: "أي عدوان سيواجه باستراتيجية وعمل عسكري موحد مما يجعل العدو مرتبكا أمام المشهد".
وذكر أبو زبيدة أنّ تأثير العمل الجماعي أفضل بكثير من العمل المنفرد، وسيشكل فعلا أقوى بما تمتلكه المقاومة من قدراتها الكبيرة الصاروخية والبحرية أو ما تخفيه من قدرات.
وقال: "لا شك أن في هذه المناورات رسالة بأنه عندما تتعرض المصالح العليا للقضية الفلسطينية وعندما يتعرض امن غزة الداخلي للخطر فعلى من يشكل هذا الخطر أن يدرك قوة المقاومة إذا فكر أحد ما بالعربدة خارج الخطوط الحمراء، ولعل هذه الرسالة قد تلزم نتنياهو".
وأشار أبو زبيدة إلى أن استعراض المقاومة لقوتها وعرض القدرات العسكرية التي تمتلكها، يوصل رسالة بأن أي مغامرة أو مقامرة قد تكون تكلفتها تفوق طاقة تحمل من يفكر بشن الحرب، سواء أكانت دولة الاحتلال أو قوى داخلية".