لم تجهز السيدة سعاد – 55 عاما – الهدايا هذه المرة لأحفادها في الضفة المحتلة كما اعتادت مع اقتراب عيد الميلاد المجيد، فالاحتفال سيكون فقط في بيتها وسط مدينة غزة وبحضور أولادها وصغارهم وسيقضون ليلتهم يسترجعون ذكرياتهم في بيت لحم والقدس حيث اعتادوا قضاء أعيادهم المسيحية بعد الحصول على تصاريح من الاحتلال كما تقول.
وتحكي "سعاد" وهي مسيحية أرثوذكسية، لم نتقدم طلبات تصاريح زيارة لمدن الضفة، بسبب فايروس كورونا الذي أثر على الكثير من الطقوس، مبينة أن ابنتيها اللتين تعيشان في بيت لحم تأملتا كثيرا استقبالها وزوجها لكن "ما باليد حيلة" كونهم يخشون اصابتهم بالفايروس لكبر سنهم.
تقول: "أعاني وزوجي من أمراض مزمنة، والوضع لا يحتمل سواء في غزة أو الضفة المحتلة حيث الإصابات الكثيرة (..) سنصلي ونتناول العشاء في البيت دون استقبال أحد حفاظا على سلامة الجميع".
وتضيف: "رغم أن الاحتفال بالضفة له نكهته المميزة بوجود الأقارب، إلا أن الحذر من الفايروس واجب"، متمنية زوال الوباء العام المقبل والاحتفال في بيت لحم والقدس بالأعياد.
الكنائس مغلقة
وتتقدم الكنائس الغزية بقائمة أسماء لغزيين مسيحيين إلى الاحتلال للحصول على تصاريح دخول إلى الاراضي المحتلة والصلاة في كنائسها، وغالبا يحصل عدد قليل منهم كأصغر طفل أو أكبر فرد من العائلة مما يدفعهم لعدم الذهاب.
يقول كامل عياد مدير العلاقات العامة في كنيسة القديس بيرفيروس:" ستقتصر الاحتفالات بالأعياد المجيدة على صلاة الرهبان في الكنيسة، ثم الاحتفال في البيوت فلا مراسم احتفالية بسبب فايروس كورونا".
وأضاف "للرسالة": "عدد مسيحيي قطاع غزة حوالي 1030 مواطنا، ولم نرفع للاحتلال قائمة أسماء هذا العام (..) نلتزم بالإجراءات الوقائية التي تعلنها الضفة وغزة فمنذ مارس الماضي عند ظهور الحالات في الضفة لم نسافر إلى هناك".
وأكد عياد أنه كما أثر فايروس كورونا على كثير من مناحي الحياة أيضا أثر على طقوس المسيحيين في أعيادهم، مشيرا إلى أن الكنسية ستكون مغلقة أمام المصلين ضمن الإجراءات الاحترازية لمنع تفشي فيروس كورونا.
ويجدر الإشارة إلى أن الطوائف المسيحية التي تعتمد التقويم الغربي (من بينها الكاثوليك) تحتفل بعيد الميلاد يوم 24 ديسمبر/كانون أول من كل عام، بينما تحتفل الطوائف التي تعتمد التقويم الشرقي (بينها الأرثوذكس) بالعيد يوم 7 يناير/كانون ثاني.
ويتبع نحو 70% من مسيحيي قطاع غزة لطائفة الروم الأرثوذكس، بينما يتبع البقية لطائفة اللاتين الكاثوليك.