تثبت المقاومة الفلسطينية بعد مرور اثني عشر عاما على أول حرب عسكرية طاحنة خاضتها (إسرائيل) ضد قطاع غزة، قدرتها على امتصاص الصدمة والقفز فوق الجراح، وفرض قواعد جديدة للصراع غيّرت مسار المعركة وعززت من قوة ردعها لجيش الاحتلال.
ويصادف يوم 27 من ديسمبر عام 2008 ذكرى شن جيش الاحتلال حربه على قطاع غزة من خلال ما يزيد عن 60 طائرة حربية أغارت في آن واحد على مئات المواقع الحكومية والعسكرية والمدنية وخلفت آلاف الشهداء والجرحى، قبل أن بدأ أرتال الآليات العسكرية بالتحرك نحو القطاع والدخول في عملية عسكرية استمرت ما يزيد عن 20 يوما استطاعت فيها المقاومة الصمود والمواجهة.
ونجحت المقاومة بكافة فصائلها في صد العدوان، واستمرت في إطلاق الصواريخ والقذائف وخوض الاشتباكات، والعمليات الاستشهادية، حتى اضطر الاحتلال إلى الانسحاب من جانب واحد، دون أن يـحقق أياً من أهدافه.
ومع مرور الذكرى وفشل جيش الاحتلال في حروبه الثلاثة التي خاضها ضد المقاومة، يمكن القول إن المقاومة الفلسطينية باتت اليوم أشد قوة وأكثر صلابة في مواجهة الجيش الذي لا يقهر، خاصة وأنها أحدثت نقلة نوعية في مراكمتها لقوتها العسكرية كما ونوعا، وباتت تمتلك أسلحة استراتيجية من شأنها تغيير قواعد المعركة في أي عدوان مقبل.
أشد بأسا
وتؤكد حركة حماس، على لسان المتحدث الرسمي باسمها عبد اللطيف القانوع، أن "المقاومة الفلسطينية أضحت بعد 12 عاماً أشد بأسا وصلابة وأكثر صمودا، وإن أي معركة يخوضها الاحتلال مع المقاومة سيخسرها ولن يحقق مراده".
ويوضح القانوع في تصريح صحفي أن "معركة الفرقان" وهو الاسم الذي أطلقته المقاومة على هذا العدوان الإسرائيلي، "رسمت مشهد الصمود الأسطوري لشعبنا الفلسطيني، وعكست دموية الاحتلال وقادته المجرمين".
ويبين أن الاحتلال ظن أنه بالضربة الجوية الواسعة التي استهدفت شعبنا ومقدراته سيربح المعركة في لحظتها الأولى ويحقق مراده، لكنه فشل ولم يحقق أياً من أهدافه.
ويشير إلى أن الاحتلال تفاجأ من صلابة شعبنا وبسالة المقاومة الفلسطينية، التي استطاعت مواجهة الاحتلال والاستمرار في الدفاع عن شعبنا.
تعزيز الردع
ويرى الخبير في الشؤون العسكرية اللواء يوسف الشرقاوي أن المقاومة الفلسطينية بعد 3 حروب دافعت فيها عن قطاع غزة نجحت وأثبتت أنها مقاومة حامية للجبهة الداخلية الفلسطينية.
ويوضح الشرقاوي في حديثه لـ"الرسالة نت" أن تطور قدرات المقاومة العسكرية بعد 12 عاما من مرور أول حرب على القطاع ساهمت في تثبيت أركان المقاومة لمواجهة جيش الاحتلال الإسرائيلي بأساليب جديدة.
ويؤكد أن امتلاك المقاومة سلاح نوعي وإن كان غير موازي لقدرات الاحتلال العسكرية، إلا أنه يثبت على الدوام أن المقاومة قادرة على المواجهة والقتال وتغيير قواعد المعركة.
ويشير إلى أن إصرار المقاومة على أحقيتها في حماية القضية ومواصلة الاعداد ومراكمة قدراتها العسكرية يثبت أنها غير مردوعه ويحدث نوعا من التوازن في مقاومتها للاحتلال، خاصة وأن الأخير بات يحسب حساب للمقاومة في أي خطوة يفكر في اتخاذها.