تناولت صحيفة (إسرائيلية) الثلاثاء، مستقبل العلاقات بين (تل أبيب) وبكين، عقب اتفاقيات التطبيع مع عدد من الدول العربية، برعاية إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب.
وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية في تحليل، إن "الصين لا يمكنها أن تحل محل الدعم الأمريكي لـ(إسرائيل)، لكن مع تعزيز حضورها في الشرق الأوسط، يجب على (إسرائيل) المخاطرة بمستقبلها"، موضحة أنه "عقب التطبيع مع العرب ودخول رئيس جديد للبيت الأبيض، فإنه لا ينبغي لصناع السياسة الإسرائيلية تجاهل الصين".
وتابعت: "صعود الصين السريع إلى مكانة القوى العظمى، وجهودها لتعزيز نظام عالمي متعدد الأقطاب، ومنافستها القوى العظمى، يدفع (إسرائيل) إلى تحسين فهمها لتطلعات الصين وسياساتها، وموازنة التحديات والفرص الموجودة".
وأكدت الصحيفة أن "السياسات الإسرائيلية طويلة الأمد، ستساعد على الاستعداد بشكل أفضل للمستقبل، الذي يبدو أنه يشير بشكل متزايد إلى الشرق"، مبينة أن "سياسة بكين تجاه الشرق الأوسط، كانت ضيقة النطاق نسبيا حتى عام 2010، لكن ذلك تغير بشكل كبير على مدار العقد الماضي، وخاصة بعد الربيع العربي".
وبحسب الصحيفة (الإسرائيلية)، فإن الصين تفاجأت من الربيع العربي مثل بقية العالم، لكنها وضعت نفسها كأكبر مستثمر في الشرق الأوسط، وأكبر شريك تجاري لجامعة الدول العربية، وشريك موثوق به لعدد من الدول الغنية بالموارد.
مخاوف صينية
وأشارت الصحيفة إلى أن الرد الصيني على اتفاقيات التطبيع (الإسرائيلية) مع دول الخليج، كان ضعيفا، لأنها تتعامل مع تداعياتها على مصالحها الإقليمية، وترى أن هذه الاتفاقيات صممت لخدمة المصالح السياسية لإدارة ترامب، وليس مصالح الدول العربية، وبالتالي فإنها ستلحق ضررا أكثر مما تنفع على المدى الطويل.
وأردفت: "يبدو أن بكين قلقة من عودة ظهور الولايات المتحدة في المنطقة"، مؤكدة أن التحالف الناشئ ضد إيران، لا يخدم مصالح الصين، لكن نتيجة الانتخابات الأمريكية يمكن أن تخفف الكثير من المخاوف الصينية.
ورأت أن عودة إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن إلى الاتفاق النووي الإيراني، وإحياء حل الدولتين بين (الإسرائيليين) والفلسطينيين، ستجعل الصينيين يشعرون براحة أكبر في الواقع الإقليمي الجديد.
ولفتت الصحيفة إلى أن التعاون بين بكين و(تل أبيب)، شكّل مؤخرا نقطة "اشتعال" في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، خاصة بعد أن وصلت الاستثمارات الصينية في (إسرائيل) إلى 325 مليون دولار في عام 2018، ولكن الولايات المتحدة لا تزال القوة الأكثر رعبا في الشرق الأوسط، وخاصة عسكريا.
التعاون بالخليج
وتابعت بأن "حصة الصين في الطاقة والبنية التحتية والتكنولوجيا تنتشر، بالتزامن مع زيادة نفوذها وقدرتها على ممارسة القوة الناعمة في المنطقة"، منوهة إلى أن إدارة ترامب اتخذت موقفا قاسيا ضد بكين، حينما نفذت سياسات حمائية، دفعت إلى الفصل الاقتصادي والتكنولوجي بدلا من التعاون.
وتوقعت الصحيفة أن تركز استراتيجية بايدن على إعادة بناء التحالفات الأمريكية، وإنشاء تحالفات واسعة لمواجهة الصين، مرجحة أن تتركز المنافسة على قطاع التكنولوجيا، ومواصلة الصين لمنافستها في مناطق الشرق الأوسط.
وشددت على أنه "رغم ضعف الرد الصيني على اتفاقيات التطبيع، فإن إحدى النتائج هي أنه من المرجح أن تشهد تل أبيب وبكين، تعاونا إقليميا أكبر في الخليج، لا سيما في المجال التكنولوجي، ما سيلفت انتباه واشنطن، التي ستظل الحليف الأهم لـ(إسرائيل)".
وأوضحت أن "هناك الكثير من التكهنات حول الشكل الذي قد يتخذه التدخل الصيني في المنطقة، وكيف يمكن أن تتصادم واشنطن مع بكين، لكن الأهمية المتزايدة للصين على الجبهات الأخرى، أصبحت حقيقة واقعة بالفعل".
وقدّرت أنه مع اشتداد التوترات بين القوى العظمى، فستخطو (إسرائيل) العالقة بين الولايات المتحدة والصين، بـ"حذر"، وستبني قراراتها وسياساتها على فهم أعمق، لتطلعات الصين العالمية والإقليمية.