بؤرة استيطانية جديدة على أراضي دير جرير، ودير جرير قد لا يعرفها كثيرون، وربما سمعنا عنها في خبر هنا أو هناك، قرية تحمل رياحها أنفاس القدس القريبة جدا، ولكنها لفرط المهزلة تقع في شمال شرق مدينة رام الله وتتبع مناطق ج، والسلطة تغلق أذنها وتعمي عينها عما يحدث اكراما للتنسيق الأمني الذي خلدته، بل وجددته في نهاية العام.
ولدير جرير موقع مبهر، يخطف الألباب، قائمة على ربوة تشرف على الغور، وترتفع 900م عن سطح البحر، وتقع على طريق رئيسي وسكانها قلة لا يتجاوزون الألف وخمسمائة نسمة، يملكون ألفا وخمسمائة منشأة، والقرية تربط الشمال بالجنوب بالوسط وتعتبر ممرا مهما لقرية طيبة ذات الأغلبية المسيحية.
بالأمس تجمع أهالي دير جرير في وقفة سلمية احتجاجا على مصادرة أراضيهم وبدء المستوطنين ببناء بؤرة جديدة فقلب الاحتلال السلمية إلى مواجهة غير عادلة بالرصاص الحي والمطاطي.
ولأن أهالي دير جرير عزل، قابلوا الرصاص بالحجارة، فسقط منهم ثلاثة مصابين منهم إصابة واحدة حرجة، ولم يستطع الإعلام توثيق ما جرى، فلم تظهر الصورة كما ينبغي لها وسط إلتهاء العالم بتطورات فايروس كورونا.
مصور وكالة الأناضول وحده من كان هناك بالصدفة ووثق ما حدث ببعض الصور قائلا: أن المتظاهرين كانوا في خطر حقيقي وسط إطلاق الرصاص الكثيف من قبل الاحتلال.
وأضاف: "كنت الصحفي الوحيد الذي وثق إطلاق المستوطن للنار، قررت الاستمرار في التصوير من مسافة آمنة، لكن مع ذلك شعرت بالخطر".
وقل ذلك وتحديدا في 18 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، وثق مصور الأناضول، لحظة إطلاق مستوطن إسرائيلي النار، تجاه صحفيين ومتظاهرين فلسطينيين في قرية "المْغيِّر" شرق مدينة رام الله وسط الضفة الغربية.
وليست المغير وحدها ولا دير جرير بل أن هذا العام كان عاما مليئا بالفرص بالنسبة للاحتلال، الذي قررت ما تسمى محكمته الإسرائيلية العليا قبل أشهر نزع ملكية وهدم وإخلاء لأراضي ثمان قرى في مسافر يطا بحجة استخدامها لأغراض عسكرية ما أدى إلى تشريد 2000 عائلة.
كما كان هناك قرار إسرائيلي هذا العام أيضا بإقامة آلاف الوحدات الاستيطانية على أراضي بيت صفاف وجبل أبو غنيم وصور باهر في القدس المحتلة، حيث لا يتوقف الاحتلال عن قضّم المزيد من الأراضي الفلسطينية، عبر المصادرة والاستيطان وطرد السكان.
كما قام الاحتلال قبل شهر بهدم أكثر من 70 منزلاً في قرية حمصة في الأغوار، ما تسبب في تشريد عشرات المواطنين الفلسطينيين.
ولكن الفلسطيني لا ييأس في كل جمعة من كل أسبوع، ينظم فلسطينيون مسيرات مناهضة للاستيطان في عدد من القرى والبلدات بالضفة المحتلة.
وتسعى خطة ترامب الموقعة مع الجانب الإسرائيلي إلى انتزاع حوالي 1,860 كم2 ما يقارب 30% من أراضي الضفة الغربية وضمها إلى إسرائيل، ومنها حوالي 23 كم2 مصنفة أراضي ب، ويبلغ عدد سكانها حوالي 103 آلاف نسمة.
وتهدف الخطة أيضا إلى ضم 52 تجمع ضمن الأراضي المصنفة (ج) ويبلغ عدد سكانها حوالي 16 ألف نسمة، بالإضافة إلى ضم 20 تجمع ضمن أراضي القدس الشرقية ويبلغ عدد سكانها حوالي 220 ألف نسمة.
كما تسعى إسرائيل تطبيقا للخطة إلى ضم 73 تجمعاً بدوياً، فيما تقترح الخطة أيضا ضم كافة المستعمرات الإسرائيلية إلى إسرائيل، مع الإبقاء على 15 مستعمرة كجيوب داخل الأراضي الفلسطينية لتحقيق هدف تقطيع المناطق الأراضي الفلسطينية المتبقية.