أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية عن وجود مساع جديدة لاستئناف الحوار الوطني من أجل إنجاز المصالحة لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، بحسب بيان صدر عنه.
وقال هنية إن المصالحة "حجر الزاوية والركن الأساس في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ومخططاته الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية، وشطب حقوقنا في الأرض والمقدسات والعودة".
وأضاف أن حركة حماس تجري اتصالات داخلية وخارجية من أجل إنجاح هذه الجهود والتحركات "لاستكمال ما بدأناه من خطوات في حوارنا مع الإخوة في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والفصائل الوطنية والإسلامية لإنجاز متطلبات الوحدة.
بيان هنية أعقبه صدور بيان عن رئاسة السلطة، قالت فيه إن رئيس السلطة محمود عباس عزا لجبريل الرجوب أمين سر مركزية فتح استئناف اللقاءات مع الحركة.
اللقاءات تجمدت بعيد اعلان السلطة في نوفمبر الماضي عن استئناف العلاقة مع الكيان ضاربة عرض الحائط بما قرره اجتماع الأمناء.
وجاء الإعلان عن توقف الجهود بعد خلاف حول الانتخابات والتي كانت تشترط حماس ان تجري بالتزامن، بينما فتح ارادت إجراءها بشكل متتابع.
تصر فتح على اجراء انتخابات بشكل متتال دون أي ضمانات او تواريخ تحدد موعد إجراء الانتخابات الرئاسية، وتصر أن يضم المرسوم الرئاسي موعد الانتخابات للمجلس التشريعي فقط.
إصرار فتح جوبه بموقف وطني شامل عبرت عنه الفصائل المختلفة، أكدت خلاله ضرورة اجراء انتخابات شاملة ومتزامنة وتبدأ بترتيب البيت الفلسطيني ممثلا بمنظمة التحرير.
هذا الموقف عبرت عنه حركة الجهاد الإسلامي التي تؤكد انها ستشارك بانتخابات منظمة التحرير فقط، وايدته الجبهة الشعبية، فيما طالبت الديمقراطية حركة فتح الالتزام بمخرجات لقاء الأمناء.
أما حركة حماس فرأت في خطوات فتح تحديدا السياسية منها انقلابا صريحا على مخرجات ونتائج حوار الأمناء.
في تلك الاثناء، كانت فتح تبحث فرص انعقاد المجلس المركزي لمنظمة التحرير دون حضور الفصائل، في موقف رفضته كبرى الفصائل الفلسطينية.
كما نبهت الفصائل الى خطورة الإصرار على موقف الثنائية في الحوار الوطني، والى وجوب الانتقال لمربع الحوار الوطني الشامل، الذي يصطدم هو الاخر بتعنت فتحاوي.
وكانت الفصائل قد دعت في بيان صدر عنها لإعادة بناء المجلس الوطني الفلسطيني على أساس ومرجعية وثيقة الوفاق الوطني (وثيقة الأسرى 2006)، بالإضافة إلى التوافق على استراتيجية وطنية للمواجهة الشاملة للاحتلال وإزالة المستوطنات.
وأكدت على ضرورة تشكيل القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية وإطلاق المقاومة الشعبية بكل الأشكال، نحو انتفاضة شاملة، وعلى طريق التحول إلى عصيان وطني حتى دحر الاحتلال.
في ضوء أجواء الخلاف تلك، أكدّت حماس أن رسالتها التي بعثتها لرئيس السلطة بخصوص المصالحة، تعبير عن استمرار جهود الحركة الهادفة لترتيب البيت الفلسطيني واعادة بناء النظام السياسي على مستوى منظمة التحرير ومؤسسات السلطة.
وقال المتحدث باسم الحركة حازم قاسم إن الرسالة مبادرة من الحركة نابعة من ادراكها للقيمة الاستراتيجية لتحقيق المصالحة خاصة في ظل ما تمر به القضية الفلسطينية.
وأعرب قاسم عن امنيته أن تبدي قيادة السلطة ايجابية حقيقية وخطوات عملية لإطلاق جدي وحقيقي لمسار المصالحة.