قائمة الموقع

الانتخابات (الإسرائيلية) الرابعة هل يقابلها حراك فلسطيني؟

2021-01-05T12:12:00+02:00
الرسالة نت - شيماء مرزوق

للمرة الرابعة خلال عامين يتجه الإسرائيليون في مارس القادم نحو صناديق الاقتراع، وسط تغييرات بارزة في الساحة السياسية الإسرائيلية، والتي شهدت اختفاء أحزاب وظهور أخرى غيرت الخارطة الحزبية ومعها التوقعات والاستطلاعات.

التغييرات الإسرائيلية كان يقابلها جمود قاتل في الساحة الفلسطينية فلا انتخابات ولا مصالحة ولا تكتيكات جديدة، مع استمرار رهان قيادة السلطة الفلسطينية على مشروع التسوية، عدا عن حديث طرأ مؤخرا عن احتمالية الذهاب لانتخابات.

وبغض النظر عن استطلاعات الرأي وفرص كل حزب، فإن السيناريوهات تتحدث بوضوح عن فوز أكبر لليمين، بعد الانشقاقات التي حدثت والتغييرات الحزبية والتي تحصر المنافسة بين اليمين التقليدي برئاسة الليكود ونتانياهو وبين اليمين الجديد الأكثر تطرفاً برئاسة جدعون ساعر، ومزيد من التراجع لفرص الوسط واليسار.

ما سبق يعني أننا في انتظار حكومة أكثر تطرفاً وأكثر انتهاكاً للحقوق الفلسطينية، وأنه لم يعد مقبولا بالمطلق الحديث عن رهانات على نتائج الانتخابات او حتى انتظارها فلسطينيا، والتعليق عليها بأن "الإسرائيليين لم يصوتوا للسلام" وهي الجملة التي اعتادت قيادة السلطة على تكرارها مع كل نتائج انتخابات ومع زيادة هيمنة اليمين المتطرف.

ومع ذلك فإن ما يجري في الساحة الإسرائيلية ستكون له انعكاسات كبيرة على الساحة الفلسطينية التي تدفع باستمرار ثمن أزمات الاحتلال الداخلية، فمن ناحية الاحتلال ينزاح أكثر مع كل انتخابات نحو اليمين وبالتالي يصبح أقل رغبة أو استعداداً للتوصل إلى أي تسوية مع الجانب الفلسطيني بل على العكس يزداد تعنتاً.

في هذا الوقت ما زالت قيادة السلطة تراهن على التسوية دون أن تحاول ممارسة أي تغيير فعلي على الأرض أو التغيير من استراتيجيتها، وانما تنتهج سياسة المحافظة على الجمود والوضع الراهن لأطول فترة ممكنة، فهل ممكن أت تفعلها هذه المرة وتذهب لانتخابات رئاسية وللمجلسين التشريعي والوطني؟

من ناحية أخرى وبغض النظر عن جدية فرص نفتالي بينت في إحراز عدد مقاعد أكبر من جدعون ساعر، فإن الخريطة الحزبية كما تظهرها استطلاعات الرأي، تقول إن 82 مقعدًا ستكون خالصة لليمين، وسقوط أي احتمال لقوة يمين وسطي أو حزب وسط يسار يمكن أن يتشكل من بقايا كاحول لفان وحزب العمل.

وربما الأسوأ أن هذه الانتخابات تأتي في ظل موجة تطبيع غير مسبوقة بين الاحتلال والدول العربية، حيث ينافس نتنياهو في هذه الانتخابات عبر اتفاقات التطبيع التي أبرمها مع الدول العربية، برعاية الولايات المتحدة، وإظهار فوائدها الكبيرة على الصعد كافة، سيما السياسية والاقتصادية.

ويركز نتانياهو الحديث عن الابعاد الاقتصادية للتطبيع بالتزامن مع الأزمة الاقتصادية الناتجة عن جائحة كورونا وتداعياتها الاقتصادية، والتي أدت لموجة تظاهرات واحتجاجات عارمة داخل الاحتلال.

وفيما يتعلق بانعكاس الانتخابات الإسرائيلية الرابعة على الواقع الفلسطيني فيمكن فرزها على ثلاث ساحات:

الضفة الغربية: تبقى الضفة ساحة الصراع الحقيقية بين الفلسطينيين والإسرائيليين باستمرار، وهي المسرح الحقيقي الذي تمارس عليه حكومة الاحتلال وأحزابه دعايتها الانتخابية، لذا غالباً ما تصبح حكومة الاحتلال أكثر قسوة خلال الانتخابات مع الفلسطينيين، كما أن الأحزاب لا تترك فرصة الا وتستغلها من خلال الاقتحامات والاعتداءات عليهم، لترويج نفسها وكسب أصوات الجمهور، ما يعني أن الضفة ستبقى في عين العاصفة بل وستشهد تصعيدا أكبر في الايام القادمة.

القدس: تحتل القدس المكانة الأكبر والساحة الأهم للتهويد والسيطرة وتكثيف البناء الاستيطاني فيها وفرض الامر الواقع وتهويد كل ما تبقى فيها، لذا من المتوقع أن تشهد القدس خلال الفترة القادمة المزيد من الضغط على المقدسيين لطردهم من مدينتهم وتهويدها وتعزيز سياسة التوسع الاستيطاني.

قطاع غزة: بينما يبقى قطاع غزة الساحة الأكثر قابلية للاشتعال والأكثر حذرا في التعامل معها، حيث تزداد حساسية الاحتلال خلال فترة التحضير للانتخابات في التعامل مع أي حدث له علاقة بغزة وغالبا ما تكون ردات الفعل مبالغا فيها خشية من تكرار الاتهامات الدائمة لنتانياهو بأنه ينصاع لضغوط المقاومة في غزة.

اخبار ذات صلة