تستمر السلطات المصرية في إغلاق معبر رفح البري جنوب قطاع غزة منذ شهر ونصف تقريبا، ما أعاد أزمة العالقين في الجانبين للواجهة من جديد، وسط ضبابية الموقف حول إمكانية فتحه خلال الفترة المقبلة.
ويبدو أنه لا يعرف أسباب استمرار إغلاقه هذه المدةـ بعدما كانت المرة الأخيرة التي عِمل فيها المعبر في 24 نوفمبر الماضي، لمدة ثلاثة أيام، وبقي الأمل في إعادة فتحه مرة ثانية سريعا، الا أن هذا الأمل تبدد بمرور الأسابيع، حتى دخلنا الأسبوع السابع من الانتظار.
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأسابيع الماضية، بعشرات المناشدات والمطالبات بضرورة فتح المعبر في أقرب وقت، سواء من العالقين في غزة أو الخارج، بعد أن انقطعت بهم السبل، نتيجة عدم توقع استمرار إغلاق المعبر لهذه الفترة الطويلة.
ويقول محمود الرقب المسؤول عن وكالة معبر رفح الإعلامية إن أسباب عدم إعادة تشغيل المعبر مرتبطة بعدة عوامل أهمها ظهور سلالة جديدة للفايروس وما يترتب عليها من إجراءات ومناقشات جديدة بخصوص ذلك، وارتباطها بوقف إجراءات العزل الإلزامي في مراكز الحجر التابعة لوزارة الصحة والداخلية.
وأضاف الرقب في اتصال هاتفي مع "الرسالة" أنه يضاف إلى ذلك إغلاق عدة خطوط جوية للطيران وإغلاق دول لحدودها البرية والبحرية والجوية، وبالتالي من الصعب عودة العالقين في دول الخارج إلى مصر ومنها إلى قطاع غزة عبر المعبر.
وأوضح أن عدد العالقين في الخارج والذين يرغبون بالعودة إلى غزة فور فتح المعبر، قد يصل إلى 1000 عالق، في حين أن عدد المسجلين للسفر بات بالآلاف من فئات المرضى والطلاب وأصحاب الاقامات في الخارج والجنسيات المصرية والزوجات العالقات.
وبيّن الرقب أنهم يتلقون بشكل يومي عشرات المناشدات من العالقين في الداخل والخارج يدعون إلى فتح المعبر في أسرع وقت، حيث تسبب الإغلاق في مضار كثيرة للعالقين، سواء الزوجات العالقات، أو من ارتبطن حديثًا بأزواج من الخارج، وكذلك ممن ارتبطوا بأعمال ودراسة، عدا عن المرضى الذين هم بأمس الحاجة للعلاج في الخارج.
وفي إحصائية تقريبية لعمل المعبر خلال عام 2020، فإن عدد المغادرين لغزة بلغ 25.120 مسافرًا، في حين وصل 25.530 عالقًا، فيما بلغ عدد المرجعين من الجانب المصري لرفض سفرهم لدواع أمنية وغيرها 2245 مرجع، وذلك بعد فتح المعبر لمدة 90 يوم خلال العام، فيما بلغ أيام الإغلاق 276 يوم تقريبا.
وكان شهر يناير 2020 أكثر الشهور عمًلا في معبر رفح، وأعلى احصائيات سفر كانت خلاله، فيما كانت أشهر يونيو ويوليو وديسمبر هي الأقل بحيث لم يفتح فيها المعبر أبوابه في الاتجاهين خلالها.
وكان المتحدث باسم وزارة الداخلية والأمن الوطني بغزة، إياد البزم، قد صرح مطلع الأسبوع بشأن الجهود المبذولة لإعادة فتح معبر رفح البري بين قطاع غزة وجمهورية مصر العربية.
وأوضح البزم، في تصريحات لإذاعة صوت "القدس" المحلية، أن هناك تواصلًا مستمرًا مع الجانب المصري من أجل العمل على إعادة فتح معبر رفح؛ لتسهيل سفر المواطنين، مشيرًا إلى أنه "حتى هذه اللحظة لا يوجد موعد محدد لفتحه".