قائمة الموقع

استراتيجية مشروع المقاومة لم تنكسر

2021-01-09T15:32:00+02:00
خالد النجار
خالد النجار

التغير في استراتيجية المشروع الفلسطيني منذ احتلال فلسطين عام 1948م مر بالعديد من المحطات التاريخية، لم يكن هناك سوى مفهوم المقاومة بكل أشكالها وأدواتها البدائية، ولم يكن أمام الفلسطينيين عدواً سوى ذاك الذي وطأة أقدامه تراب فلسطين وأحلّ دماء الأطفال والنساء وهدم البيوت فوق رؤوس ساكنيها في القرى والمدن المحتلة، وفي صبرا وشاتيلا ودير ياسين، وفي الكثير من مخيمات اللجوء الفلسطيني.

تعبدت الفكرة كالطريق إلى القدس والعودة إلى فلسطين، تعبدت بدماء الشهداء الأطهار وأسرانا الأحرار، تعبدت بأشلاء القادة الذين ضحوا بزهرات أعمارهم وهم يصارعون عدواً لا يفهم إلا لغة الموت والخراب، تعبدت بوحدة الدم الفلسطيني الذي تخندق أمام العدو في حروبه الثلاث على غزة، فكان للمقاومة كلمة الفصل ولقادتها البصمة التاريخية في تغير استراتيجية المشروع الفلسطيني من استراتيجية الانتكاسات والهزائم والتوقيع على اتفاقات الذل والعار إلى استراتيجية المشروع المقاوم، المشروع الذي يرسم على جدران كل بيت فلسطيني أنصع صور النضال والشرف، ومنح كل بيت وسام الكرامة والمجد، المشروع الذي حقق انتصارات في شتى المجالات الثقافية والسياسية وبالأخص العسكرية ضد المشروع الأميركي – الاسرائيلي حتى أصبح الفكر المقاوم، هو الخيار لكل فلسطيني وهو المرجعية الأساسية لكسر شوكة الاحتلال وتثبيط استراتيجياته العدوانية ضد الفلسطينيين.
أظهرت مراحل التغير الاستراتيجي تحديات كبيرة أمام مشروع المقاومة، لم تك في متناول اليد للتخلص منها بأي وسيلة أو ثمن، لأنها مرتبطة بالكثير من عناصر القوة الداعمة للاحتلال، فعلى سبيل المثال التعاون الاستخباري العالمي مع كيان العدو وقدرة عملائه على التحرك بحريّة حول العالم والخبرة المتراكمة للمؤسسة الأمنية وانكشاف مجتمعات المنطقة للتجنيد البشري، كذلك عامل التكنولوجيا والذي ترك أثراً جلياً، فلا يُخفى على أحد أن دولة الاحتلال من أكثر القوى في المنطقة تقدماً في مجال التكنولوجيا والأمن السيبراني وتطبيقات الذكاء الصناعي، وهذا كله يتم دمجه في المنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية. 
في المقابل هناك كسر لقواعد الاشتباك وتغيير استراتيجي في معادلة الردع وصلت إليه المقاومة بعد سنوات طويلة من مراكمة القوة وقد حققت تقدماً هائلاً على مستوى الردع الأمني والعسكري، وفككت الكثير من العقد التي كانت تشكل سابقاً تهديداً مباشراً لمشروع المقاومة، فقد ساهم مشروع تسلح المقاومة في إخفاقات أمنية صهيونية متتالية وفقدانها لعدد كبير من المتعاونين أمنياً بعد أن تم الكشف عنهم واعتقالهم وتحييد مسارهم وضرب مرتكزات أهدافهم في المنطقة، كما فقد العدو حالة التفكك في النسيج الوطني الفلسطيني، والذي عمل عليه منذ سنوات طويله، فقد أصبح هناك ترابطاً وطنياً كاملاً وشاملاً بين القوى والفصائل الفلسطينية، تحت مظلة الغرفة المشتركة لعمليات الفصائل الفلسطينية، وقد أظهرت قدرتها على مواجهة العدو وكسر ذراعه الذي نال من دماء الفلسطينيين لما يزيد عن 70 عام.
التغير الفعلي والحقيقي في استراتيجية المشروع الفلسطيني ساهم أيضاً في تغيير ثقافة المجتمع الفلسطيني، وقد أصبح مجتمعاً يحمل الفكرة ويحمي المشروع ويساهم في إنجازاته بتضحياته التي لم تتوقف يوماً، فالحاضنة الشعبية لعبت دوراً أصيلاً ووطنياً في حماية مشروع المقاومة وساهمت بقوة لا متناهية في دعم خيار الشعب الفلسطيني والتمسك بخيار التحرير والعودة وطرد الاحتلال.. 
حفظ الله شعبنا الذي يساند خيار المقاومة، وحفظ الله مقاومتنا التي تضحي وتستميت لأجل خيار شعبنا وخيار القدس وفلسطين..

اخبار ذات صلة
«بيبي».. لمَ أنت صامت
2010-10-26T07:12:00+02:00