لكل شخص طموح طريق ممتد، وضوء في آخر النفق يسعى للوصول إليه رغم التعرجات التي تصيبه أثناء المسير لكن إرادة الناجح وإيمانه بحلمه وقوده الدائم الذي يدفعه للمتابعة.
رمزي لافي صاحب قصة نجاح أثمرت قبل عام ونصف من عمره الثامن والعشرين فكانت قرطبة أولى خطواته في تحقيق حلمه.
يقول لافي: بدأت حياتي بالقراءة وتعرفت على الكتب من خلال عملي في إحدى المكتبات، تعلقي بالكتب دفعني للتفكير بأن تكون لي مكتبتي الخاصة فكانت قرطبة.
الوصول للقمة لا يحتاج شهادات مزينة بأسمائنا، العمل وحده يكفي ليشير إلى مكانة المرء في خدمه مجتمعه، فرمزي خريج الثانوية العامة لم تتح له الظروف إكمال جامعته والحصول على شهادة عليا لكن حياته وعمله بين الكتب رفعته لمنزلةٍ جعلته يحاور العظماء في كل لحظة من حياته.
يروي "للرسالة نت" قائلا: مرافقتي لكل كتابٍ أسبغت عليّ الكثير من العلم في حياة الأدباء والكُتاب فكان ذلك دافعًا لإقبال أصدقاء ورواد المكتبة لاستشارتي بما ينفعهم ويناسب رغباتهم في القراءة وخاصة الأطفال والناشئين الذين أحرص على توجيههم بعيدا عن الكتب التي تضم محتوى فيه استقطاب سياسي، أو محتوى لا يتناسب مع أعمارهم.
فكرة جديدة حاول لافي محاكاتها بعد أن رآها في أحد الأفلام الأجنبية للترويج لمكتبته والقراءة معا تمثلت في شجرة الكتب.
اختار وسط المكتبة لتنفيذها ولتكون أول ما يراه زوار المكان، أكثر من " 800" كتاب جمعها لافي في مساحة صغيرة الحجم عظيمة المحتوى مليئة بعبق التاريخ كما يقول، إضافة إلى صفحات الكتب المعلقة على سقف المكتبة فكانت لها بهجة زادت من جمال ورونق المكان.
يضيف: حاولت أن أجمع في الشجرة كل توجهات القراء ما بين تنمية، وسياسة، ورواية، وشعر، وعلم نفس، وكتب الناشئين واللغة الإنجليزية، مبينًا أن تجهيزها استمر مدة أسبوعين فكان حريصًا على أن يكون الأول من يناير خِتام عمله، فاضطر للبقاء في المكتبة وحده بعد انتهاء وقت العمل لتكون كما أرادها.
لاقت فكرة لافى إقبالا ودهشة من رواد المكتبة ومواقع التواصل الاجتماعي حول العالم.